أمريكا ما بعد كورونا  بقلم محمد إبراهيم المدهون 

محمد المدهون.jpg
محمد المدهون.jpg

 أمريكا ما بعد كورونا 

بقلم محمد إبراهيم المدهون 

أمريكا في مواجهة #كورونا تقف على شفير قيادتها للبشرية إما أن تثبت أقدامها وإما تهوي في واد سحيق ولا يعني ذلك اختفاء أمريكي عاجل وإنما تدريجياً تماماً كما كانت عدوى ثلاثينيات القرن التاسع عشر الذي دشن حقبة ولادة الإمبراطورية الأمريكية.

اليوم أمريكا ومنظومتها الغربية يتزايد احساسها بالضعف في الاستجابة لعدوى #كورونا مما ولد إحساسا متزايدا بالتقوقع لدى دولها انكفاءً نحو قوميتها الضيقة على حساب عمقها الامبراطوري وذلك لتزايد الشعور بالخذلان تجاه خطاب ترامب الشعبوي والعنصري نحو الاحقية الامريكية في النجاة ولو على حساب موت الجميع حتى الحلفاء وهذا الخطاب الشعبوي سيعجل بدء نهاية الإمبراطورية الأمريكية حال تجديد الثقة في ترامب لدورة قادمة.

حتى أمريكا في جائحة #كورونا تفقد القدرة على حماية نفسها دون مساعدة الآخرين، ولكن غطرسة القوة تمنع أمريكا من رؤية المصلحة للآخرين في إطارها الأوسع في ظل عالم تتقاطع مصالحه في أدق تفاصيل يوميات مواطنيه.

 #كورونا إعلان سقوط استراتيجية ترامب 2017 القائمة على التنافسية بين قوى العالم بديلاً عن تعاونها وانعطافه حادة في زمن #كورونا في استراتيجية ترامب ستبدو هزيمة على قارعة الانتخابات المقبلة فضلاً عن صعوبات التحول الانقلابي المفاجئ وغير المخطط.

 وحتى قبل أن يجف حبر #كورونا ولم تظهر تداعياتها بعد لم يعد ينظر لأمريكا كثيراً بأنها قائد العالم خاصة مع قرارات كوقف تمويل منظمة الصحة العالمية في ظل أزمة العالم مما سمح بأن تبدو صورة أمريكا الأنانية الفاشية أكثر من رؤيتها زعيم العالم المعاصر.

التعاون الدولي الذي تهاوى على أعتاب عنصرية ترامب يحول العالم من استراتيجيات التعاون والثقة إلى مربع إدارة الأزمات والكوارث، وما زال الاتحاد الأوروبي غير قادر على تغطية عجز القيادة الامريكية وأنانيتها مما سيجعل الاتحاد الأوروبي في مهب التفكيك أو بحده الأدنى سحب النفوذ من عاصمته بروكسل لصالح العواصم الوطنية في أوروبا.

أمريكا التي كشفت #كورونا سوأتها على رؤوس الأشهاد ستخرج من الجائحة أقل هيبة وقوة لتعيش صراعاً اقتصادياً قد يتحول من مستتر إلى معلن مع الصين التي تخرج معتدة أكثر بسلوكها الصارم وانضباطها الوازن وتبدأ حملة إغاثة للعالم الغربي لتجهز موطئ قدمها مبكراً في عالم يتحول بشكل دراماتيكي في قواه الاقتصادية ووحدته السياسية.

 و ما كان ربك مهلك القرى بظلم