د. سنية الحسيني: الجامعة العربية عاجزة والحل في جبهة موحدة وإجراءات عقابية ضد واشنطن

سنية الحسيني.jpg
سنية الحسيني.jpg

أكدت د. سنية الحسيني، الكاتبة والأكاديمية الفلسطينية، أن الجامعة العربية لم تكن طوال تاريخها بحال أفضل، خصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وحلها، وهي قضية الإجماع العربي وكل العرب. كانت الدول العربية قد اكتفت بعقد اجتماعٍ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، في دورة غير عادية بمقر الأمانة العامة، في 11 أكتوبر الماضي، بعد 5 أيام من الهجوم الإسرائيلي على غزة، وتوصلوا فيه لمشروع قرار لم يقر، بسبب الخلافات العربية حول صيغته، ذهب العرب على إثر ذلك لمجلس الأمن.

وقالت "الحسيني"، في تصريحات صحفية: من المنتظر أن تُعقد دورة غير عادية (طارئة) لمجلس الجامعة على مستوى القمة في الرياض، التي ترأس الدورة الحالية، في 11 نوفمبر، بعد مرور 34 يوماً على العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، وسقوط أكثر من 10 آلاف شهيد، جلهم من المدنيين، وإصابة عشرات الآلاف، وحصار 2.5 مليون إنسان، مؤكدة أن هذا وحده يعكس مدى عجز الجامعة العربية في مواجهة الأزمات العربية عموماً والفلسطينية خصوصاً.

وأشارت الكاتبة الفلسطينية إلى أنه من المعروف أن المنظمات الإقليمية لها الدور الأول في حل خلافات إقليمها، ولا تعود لمجلس الأمن إلا عند عجزها، خصوصاً وأن صدور قرار من قبل مجلس الأمن فيما يخص القضية الفلسطينية، محكوم عليه سلفاً بالفشل، بفعل الفيتو الأمريكي بالإضافة للبريطاني والفرنسي عند الحاجة. منوهة إلى صدور بيان عن اللجنة التنفيذية للمنظمة التحرير الفلسطينية في 28 أكتوبر، أي بعد ثلاثة أسابيع من أحداث 7 أكتوبر، يدعو الرياض، بصفتها رئيسة القمة العربية بالدعوة لاجتماع طارئ، إلا أن الرياض طلبت تأجيل ذلك الاجتماع ليوم 11 نوفمبر تزامناً مع القمة الإسلامية، وهي كلها مواقف تدعو للتساؤل.

الرد على الاستهانة الأمريكية

وأضافت "الحسيني": "في العموم، وأمام جرائم الإبادة الجماعية التي تُقترف من قبل سلطة الاحتلال بحق أبناء قطاع غزة لا يكفي أن تتوافق الدول العربية في هذه القمة الآتية على قرار يدين أو يدعو فقط لوقف فوري لإطلاق النار في غزة ووقف جرائم الإبادة، بل لابد أن يقترن بإجراءات عملية عقابية، في حال عدم التنفيذ، توجه في الأساس للولايات المتحدة، التي باتت شريكة مع الاحتلال في هذه الجرائم. أي أن على الولايات المتحدة أن تدفع ثمن دعمها المطلق لإسرائيل ومشاركتها في ارتكاب جرائمها ضد الفلسطينين من خلال المخاطرة بمصالحها، عبر سياسات عربية عقابية سياسية واقتصادية وأمنية موجهة لها، لأن هذه الاستهانة الأمريكية بدماء العربية ليست جديدة وهو ما يثبته تاريخها وجودها في المنطقة، كما أن حمايتها ودعمها المطلق لحليفتها إسرائيل في ارتكاب جرائمها بحق الفلسطينيين يجب ألا يمر بدون ثمن، على واشنطن أن تدفعه إذا استمرت في سياستها تجاه دول المنطقة عموما والفلسطينيين حصوصاً."

وشددت "الحسيني" على ضرورة تشكيل جبهة عربية موحدة، ما سيمثل قوة إقليمية ودولية سياسة سيعي العرب حدودها، عندما يتفقوا على موقف موحد ثابت وقوي، وقد يكون خطوة في طريق التحرر من أي تبعية سياسية او اقتصادية أو عسكرية، في عالم ما بعد القطبية المتفردة للولايات المتحدة.

انتهى

غزة /  المشرق نيوز