هل ستعلق إسرائيل في وحل غزّة كما تورطت أمريكا في فيتنام؟!

كورنيت.jfif
كورنيت.jfif

بدأت الأصوات الإسرائيليّة تعلو حول مجريات المعركة في غزّة والخسائر البشريّة والماديّة التي تلحق بجيش الاحتلال خلال المعارك الضارية مع قوّات المُقاومة الفلسطينيّة، وفي مُقدّمتها حركة (حماس).

يأتي ذلك على الرغم من الرقابة العسكريّة الصارمة المفروضة على وسائل الإعلام العبريّة في كلّ ما يتعلّق بالحرب الدائرة في قطاع غزّة، وعلى الرغم من أنّ وسائل الإعلام عينها باتت كتيبة واحدةً وموحدّةً في جيش الاحتلال لرفع المعنويات لدى الإسرائيليين، الذين ما زالوا يعيشون صدمة وهزيمة السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) الفائت.

وفي هذا السياق، قال محلل الشؤون العسكريّة في موقع (YNET) العبريّ، رون بن يشاي، إنّه “بحسب إفادة المقاتلين الذين تمّ التحقيق معهم، وبحسب وسائل إعلام عربية، فإنّ حركة (حماس) متأهبة عبر عدة خطوط دفاعية آخذة في التكثف، من سياج غزة في اتجاه قلب القطاع”.

وتابع: “الحديث لا يدور هنا عن خطوط دفاعية متصلة، بل عن دفاعات متنقلة بواسطة كمائن مضادة للدروع، من المفترض أنْ تنتقل من نقطة إلى أُخرى، وضرب سلاسل المدرعات والمشاة التي تتقدم حتى مداخل المناطق المبنية بكثافة في مخيمات اللاجئين التي تحيط بالقطاع: جباليا، والشاطئ، وغيرهما، بالإضافة إلى حي الزيتون”.

وشدّدّ المحلّل على أنّه “في كلّ واحد من هذه التجمعات السكنية، يوجد مجمّع كتائبي كبير فوق الأرض وتحتها، تُطلق قيادة الكتيبة منه الكمائن المضادة للدروع، والمقاتلين الذين يتجهون للاشتباك مع قوات الجيش الإسرائيليّ. وإلى جانب ذلك، فإنّ الأرض مزروعة، بالكامل، بعبوات ناسفة كبيرة وصغيرة، بعضها مزروع في التراب، وبعضها في الجدران”.

ولفت المحلل، الذي زار أرض المعركة إلى أنّ “القوات الإسرائيلية تحرّكت طوال ثلاثة أيام ببطء وحذر، تحت غطاء ناري من الجو والأرض، مطهّرًا الأرض أمامها، وضاربًا أي قوات معادية بطريقة مهولة، وفي بعض الأحيان، كان سلاح الجو يقوم بإسقاط قنبلة يبلغ وزنها طنًا من المواد المتفجرة على مسافة مئات الأمتار من القوات المتقدمة، التي كشف رجالها مقاومة أمامهم”.

وتابع: “أمّا المسيّرات التابعة لسلاح الجو، فقد عملت على مسافة أقرب من القوات، وكذلك المدفعيات التي قامت بدورها في القضاء على “مخربين”، أوْ طواقم مضادة للدروع، ظهرت على وسائل الرؤية المتطورة التابعة للقوات المدرعة، وبواسطة مجسّاتها”.

من ناحيته، كشف مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، كشف النقاب عن أنّ هناك العديد من الضباط الذين يؤكّدون بأنّ التقديرات الإسرائيليّة حول سقوط مئات “المخربين” من حماس يوميًا هي تقديرات لا تمُتّ للحقيقة بصلةٍ، مُضيفًا أنّ هذا الفخّ معروف الحرب التي تدور في أماكن مكتظةٍ، ولذا يتعيّن على إسرائيل أنْ تكون حذرة في التمركز في حصر أعداد القتلى من العدوّ بصورةٍ مفرطةٍ، كما جرى للأمريكيين في حرب فيتنام، على حدّ قوله.

انتهى

غزة -تل ابيب/  المشرق نيوز