الرئيسية| منوعات| التفاصيل

عودة قوية وغير مسبوقة لطائرة تجسس أميركية

طائرة.jpg
طائرة.jpg

تتوقع دوائر إعلامية وعسكرية مهتمة بشؤون الطيران والدفاع أن تعود طائرة التجسس SR-71 Blackbird إلى مسرح العمليات مرة أخرى من خلال إصدارها SR-72 الذي من المرجح أن يكون أقوى وأسرع من أي وقت مضى، بحسب موقع "space".

ولكن موقع "space"، ألمح إلى أن الإعلان عن الإصدار جاء في صياغة مبهمة، خلال فعاليات مؤتمر الملاحة الفضائية والجوية، حيث لم يصدر نص واضح حول احتمالية أن تحل طائرة التجسس SR-72 محل سابقتها، التي خدمت بالجيش الأميركي خلال مرحلة الحرب الباردة، وهل دخلت بالفعل مراحل الإنتاج أم مازالت في مرحلة النماذج الأولية.

وتزامن هذا الأمر مع عدم صدور أي تصريحات من جانب الجيش الأميركي ولا من شركة "لوكهيد مارتن"، الصانع المحتمل للطائرة، مما ألقى بظلال غامضة على هذا المشروع.

ومن جانبها، أفادت منصة أخبار "بلومبرغ" أن نائب رئيس "لوكهيد" جاك أوبانيون قام بعرض نموذج أولي لتصورات فنية للطائرة SR-72 الـ"فرط صوتية" (hypersonic) خلال كلمته أمام المنتدى العلمي العالمي، الذي نظمه المعهد الأميركي للملاحة الجوية والفضائية في فلوريدا أوائل الشهر الجاري.

في سياق تعليقه على الصور التي تظهر تصميما أنيقا للطائرة، أوضح أوبانيون أنها شهدت عملية تطوير فيما يخص أنظمة التشغيل بالكمبيوتر والتصميم، ثم أضاف: "إنه بدون التحول الرقمي، لم تكن لترى هذه الطائرة النور".

زمن المضارع

انطوت صياغة كلمات أوبانيون على معنى يفيد بأنه تم بالفعل تصنيع الطائرة، خاصة أن باقي تعليقاته جاءت في "زمن المضارع".

وقال أوبانيون: "الآن.. يمكننا طباعة هذا المحرك رقمياً مع نظام تبريد متطور بشكل لا يصدق، ويتكامل مع مواد المحرك نفسه، بما يمكن المحرك من الأداء بشكل متميز أثناء القيام بعمليات روتينية متعددة".

ورفض كل من سلاح الجو الأميركي و"لوكهيد مارتن" التأكيد بإجابة قاطعة عن سؤال مراسل "بلومبرغ" حول اكتمال إنتاج طائرة تجسس حقيقية (تحلق بسرعة أكثر من 5 أضعاف سرعة الصوت).

ورجح خبراء عسكريون في تصريحات لـ"بلومبرغ" أنه "ربما تكون الطائرة في إحدى مراحل عملية التصنيع، ما بين مرحلة التصميم الرقمي إلى مرحلة النموذج".

أسطورة الـSR-71

امتاز الإصدار SR-71 من طائرة التجسس Blackbird بالسرعة والقدرة على التخفي حيث كانت مصممة خصيصاً لاستيعاب إشارات الرادار بدلاً من انعكاسها، وبالتالي تبقى شبحية نسبياً. وعلى الرغم من أن طول الطائرة يزيد على 33 متراً، إلا أنها كانت تظهر على الرادار ككائن ما بحجم بين الطائر أو الإنسان، وفقاً للبيانات التاريخية للطائرة التي يسردها موقع "لوكهيد مارتن".

تم صناعة Blackbird من التيتانيوم بحيث تتحمل الحرارة التي تتولد نتيجة للتحليق بسرعات تزيد على 3 ماخ (حوالي 3,300 كم/ساعة)، أو 3 أضعاف سرعة الصوت.

أرقام قياسية

قام فريق تطوير الطائرة باختيار اللون الأسود كطلاء للطائرة بغرض تبديد بعض الحرارة، ما أدى في مرحلة تالية لإطلاق Blackbird أو "الشحرور" كاسم لها.

حلقت طائرةBlackbird SR-71 ذات المقعدين لأول مرة يوم 22 ديسمبر 1964. وأحيلت إلى التقاعد من الخدمة في عام 1990، مع الاحتفاظ بالرقم القياسي لأسرع الطائرات المأهولة على مر التاريخ.

ووفقاً لمتحف Smithsonian للطيران والفضاء، سجلت الرحلة الأخيرة لـBlackbird، التي تعرض حالياً داخل حظيرة في شانتيلي بولاية فرجينيا، رقماً قياسياً حيث وصلت الطائرة من لوس أنجلوس إلى واشنطن في زمن قدره 64 دقيقة و20 ثانية.

مستقبل التحليق الـ"فرط صوتي"

ولا يعد سراً أن شركة "لوكهيد مارتن" تولي اهتماماً كبيراً بتطوير الطائرات النفاثة الفرط صوتية، التي تستخدم الأكسجين من الهواء بدلاً من خزان وقود للاحتراق في المحرك، وفقا لـ"بلومبرغ"، ولكن يبقى أن التحديات الهندسية شديدة للغاية.

يقول محلل الشؤون العسكرية الدفاعية ريتشارد أبوالعافيا لـ"بلومبرغ": "إن الطائرات، مثل طراز SR-72، التي يدور حولها اللغط يمكن أن تعطي القوات الجوية الأميركية القدرة على القيام بعمليات قصف بالقنابل والصواريخ بسرعات فائقة في المجال الجوي للعدو دون أن يتم الكشف عنها".

يذكر أن مهندسي "لوكهيد مارتن" كانوا قد أعربوا في عام 2013، عن أملهم في تطوير طائرة من طراز SR-72، تستطيع أن تطير بسرعة 6 ماخ -أي 7,407 كم/ساعة- بحلول عام 2030.

السرية والشائعات

إن القاعدة الأكثر شيوعاً في عالم تطوير طائرات الشبح الجديدة هي السرية والشائعات. ووفقاً لسجلات وكالة المخابرات المركزية الأميركية حول وقائع عملية تطوير SR-71، فإن الحكومة الأميركية آنذاك بذلت قصارى جهدها للحفاظ على سرية مراحل تطوير Blackbird الأصلية. إلا أن أدميرال سابقا بالبحرية الأميركية يدعى جون بيرسون أفاد أنه اكتشف أن "لوكهيد" توصلت إلى خطوة ما بحلول عام 1961، أي بعد 3 سنوات فقط من بدء المشروع. كما نشرت صحيفة في فورت وورث بولاية تكساس أنباء عن إمكانية وجود طائرة جديدة أسرع من الصوت في عام 1963.