رام الله / مشرق نيوز
بأسلوب ساخر يستعرض المخرج الفلسطيني عامر الشوملي فيلمه الوثائقي "المطلوبون الـ 18" كيف يتحول فعل عفوي جماعي مقاوم خلال الانتفاضة الأولى في الأراضي الفلسطينية عام 1987 إلى أزمة سياسية طاردت فيها سلطات الاحتلال الإسرائيلي 18 بقرة وطلبت القبض عليها.
وكانت مجموعة من الفلسطينيين في بلدة بيت ساحور أسسوا تعاونية لإنتاج "حليب الانتفاضة" حيث اشتروا 18 بقرة من إسرائيل لتحقيق الاكتفاء الذاتي لأهل البلدة التي تبلغ مساحتها بضعة كيلومترات وأعلنوا مقاطعة المنتجات الإسرائيلية.
ويتنافس فيلم "المطلوبون الـ 18" ضمن 17 فيلما عربيا وأجنبيا في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة بمهرجان أبو ظبي السينمائي.
ولا يوجد إقحام للسخرية في الفيلم لأنه يستند إلى واقعة حقيقية هي قرار المقاطعة لكل ما هو إسرائيلي، وردا على ذلك قام الجيش الإسرائيلي باقتحام المزرعة التي توجد فيها الأبقار الثماني عشرة وأمر "بمصادرتها واعتقالها... لأنها تهدد الأمن القومي الإسرائيلي" كما يقول أحد الشهود. ويروي أيضا كيف نجح الأهالي في إخفاء بعض الأبقار وتهريبها بعيدا عن عيون قوات الاحتلال.
وينتصر الفيلم لفكرة المقاومة السلمية والعصيان المدني والذي تمثل في امتناع أهالي بيت ساحور عن دفع الضرائب "لأن سلطة الاحتلال لا تمثلنا" على حد قولهم، فما كان من الجيش الإسرائيلي إلا أن حاصر البلدة وتصاعد الأمر لدرجة مناقشة قضية حصار بيت ساحور في الأمم المتحدة باعتباره عملا "غير إنساني.. أن يتم الحجز على أثاث بيوت الأهالي الممتنعين عن دفع الضرائب" كما ظهر من اللقطات الوثائقية التي استعان بها الفيلم.
والدورة الثامنة لمهرجان أبوظبي السينمائي يعرض فيها 197 فيلما من 61 دولة وتعلن الجوائز في حفل الختام مساء الجمعة القادم.