الرئيسية| منوعات| التفاصيل

غزّة ترمي "سطل تراب ساخن" على رأس العالم

غزّة ترمي "سطل تراب ساخن" على رأس العالم
غزّة ترمي "سطل تراب ساخن" على رأس العالم
لندن / مشرق نيوز

لم ينجح عدوان إسرائيل أو حصارها قطاع غزّة، في عزله عن العالم. فبينما كانت آلة الدمار الإسرائيلي تعمل قتلاً وتدميراً من أجل اغتيال إرادة الغزّيّين وتعلّقهم بالحياة، كان هؤلاء يتابعون ما يجري في أطراف العالم من ابتهاجات واحتجاجات، من سيدني إلى ميسوري.

وعندما بدا للغزّاويّين أنّ العالم مشغول عن نهر دمائهم الساخن بـ"سطل ماء بارد"، قرّروا أن يلتحقوا بالموجة ويشاركوا العالم تحدّي "السطل"، لكن على طريقتهم.

كما هي حالهم دوماً، كان الغزّاويّون مبدعين في التحدّي، فردّوا على "سطل الثلج" بسكب "سطل" من التّراب أو "ردم" أنقاض بيوتهم ومبانيهم على رؤوسهم، للإشارة إلى ما ألحقه بهم العدوّ الإسرائيلي من دمار وحشيّ. 

يقول المشاركون في تحدّي "سطل غزّة" إنّهم أرادوا أن يشاركوا العالم في "تحدّي سطل الماء المثلج"، لكن "لا ماء ولا ثلج في غزّة، وحتّى مياه البحر كانت ملوّثة بزيت البارجات الحربية الإسرائيلية".

حملة التضامن العالمية التي شقّت شوارع العالم من لندن إلى كيب تاون، ومن نيويورك إلى كوالالمبور، عادت وتضامنت مع شعب غزّة، إذ استبدلت "سطل الماء البارد" بـ"سطل التراب الساخن". 

عشرات أو ربما مئات من حول العالم رموا "سطل الماء المثلج" وحملوا بدلًا منه "سطل تراب غزّة"، فنجح الإبداع الغزّاويّ مرّة جديدة في خطف انتباه الرأي العام العالمي، ونجح الغزّاويّون مجدّداً في تسجيل حضور لافت على شبكات التواصل الاجتماعي عبر العالم. 

من لم يرَ الدم الفلسطيني الذي نزف طوال خمسين يوماً في غزّة، ومن لم يرَ ماكينة القتل والدمار الأميركية الصنع وهي تنتهك أجساد أهل غزّة، ومن لم يسمع صراخ الأطفال والأمهات وهم يُنتَشَلون من تحت الردم والهدم، أو وهم ينتشلون ما تبقّى من أجساد أحبابهم وفلذات أكبادهم، لا يمكنه اليوم تجاهل "سطل غزّة" الساخن وهو ينهمر "برداً وسلاماً" على رؤوس الغزّاويّين.

لا يهمّ هنا من أطلق مبادرة تحدّي "سطل التراب". هل هو الكوميدي الأردني محمد دروزة، أم الصحافي الفلسطيني أيمن العالول؟ المهم أنّ الإبداع الغزّاويّ الذي أدهش العالم بما حقّقه من انتصار عبر ترسانة أسلحة مصنوعة في ورشات حدادة محلية، وشبكة أنفاق حفرتها السواعد السمراء، وإرادة تفوّقت على أعتى جيوش العالم، وصمود أسطوري فاق كلّ خيال، عاد اليوم ليدهش العالم بـ"سطل تراب" انهال عبر العالم ليسجل أنّ غزّة المنكوبة والمكلومة انتصرت على العدوان والحصار، وأبدعت من ركام الدمار "سطل تراب" يليق بالتحدّي. واستطاع أن يثبت للعالم مرّة جديدة، أنّ الفلسطينيين ينهضون من تحت الأنقاض مرّة بعد مرّة ليصنعوا النصر والمجد .