الرئيسية| رياضة| التفاصيل

البرازيل تبكي على غياب الفتى الذهبي ""نيمار"

البرازيل تبكي على غياب الفتى الذهبي ""نيمار"
البرازيل تبكي على غياب الفتى الذهبي ""نيمار"

برازيليا- المشرق نيوز:

انتهى مشوار كأس العالم، ليس للمنتخب البرازيلي الذي تمكن من الفوز على كولومبيا، والتأهل إلى نصف النهائي، ولكن بالنسبة لنيمار النجم الأول في الفريق، والذي تعرض للإصابة بكسر في الظهر، وأعلن رسمياً غيابه عن المراحل القادمة في البطولة، ولم يهنأ البرازيليون بالمستوى المتميز الذي قدمه الفريق في المباراة، حيث جاءت إصابة نيمار لتقصم ظهر الشعب البرازيلي الذي كسب التأهل إلى «مربع الذهب»، ولكنه خسر نجمه الأول، والذي يعول عليه كثيراً في قيادة الفريق إلى اللقب السادس.

وبمجرد انطلاق صافرة نهاية المباراة بين البرازيل وكولومبيا في ربع النهائي لكأس العالم، والتي انتهت بفوز البرازيلي بهدفين مقابل هدف، وإعلان تأهل «السيليساو» إلى نصف النهائي لمواجهة ألمانيا بعد غد، انطلقت الأفراح البرازيلية المعتادة، وهي الظاهرة التي يعتنقها البرازيليون بشكل عام، وفي البطولة الحالية بشكل خاص، ولم يكن من الصعب سماع دوي الألعاب النارية في كل مكان وصرخات الفرحة في الشوارع والميادين وعلى الشواطئ، وربما لا يكون البرازيليون وصلوا إلى حالة كاملة من القناعة بمستوى الفريق، ومدى قدرته على مواصلة المشوار حتى النهاية السعيدة في ظل هذا المستوى، ولكن تبقى الأمور بالنسبة للشعب البرازيلي، أن الأهم هو الذي تحقق، وفي نصف النهائي «فلكل مقام مقال».

ولكن تحولت الفرحة إلى مشاعر أخرى وحالة من الحزن الشعبي، بمجرد توارد الأنباء السيئة والتي استقبلها البرازيليون بطريقة أفسدت فرحتهم العارمة، والتي أعلنها طبيب المنتخب البرازيلي عن انتهاء مشوار النجم الأول نيمار في البطولة، وعدم قدرته على الظهور مجدداً خلال المباراتين المقبلتين للفريق، وهما المباراتان الحاسمتان في الطريق إلى الفرحة الكبيرة واللقب المنتظر.

وعلى مدار البطولة كانت الضغوط الهائلة تحيط بالمنتخب البرازيلي، من منطلق أنه مستضيف البطولة، ومن الضروري الفوز بلقب كأس العالم، لضمان عدم تكرار أكبر خيبة أمل في تاريخ الشعب البرازيلي، عندما خسر اللقب قبل 64 عاماً في مونديال 1950 الذي أقيم في الأراضي البرازيلية.

ضغوط قاتلة

وتبدو الضغوط قاتلة، ولكن الوجه الإيجابي لها يكن في أنها دوافع كافية لدى لاعبي المنتخب البرازيلي، من أجل استغلال الفرصة ومحو الذكريات السيئة، والاستفادة من اللعب، في ظل مساندة الحشود الجماهيرية الكبيرة، لجعل عامل الأرض مساعداً وليس العكس.

وقبل المباراة كان الترقب هو العنوان الأبرز للمواجهة اللاتينية، خصوصاً بعد صدمة المستوى الفني الذي ظهر عليه الفريق أمام تشيلي في الدور السابق، والتأهل الصعب الذي جعل البرازيليين يضعون أياديهم على قلوبهم قبل مواجهة كولومبيا التي تعيش أفضل فتراتها، ولكن مع بداية المباراة كانت الأمور تشير إلى شيء مختلف فقد قدم المنتخب البرازيلي أفضل مستوياته في البطولة، وكان الشوط الأول مثالياً للغاية، وانتهى بتقدم البرازيل بهدف للمدافع تياجو سيلفا.

وواصل الفريق الشوط سيطرته على مجريات الأمور، وأضاف المدافع الآخر ديفيد لويز الهدف الثاني من ضربة حرة مباشرة، ولكن بعد الهدف حدث ما لا يحمد عقباه بالنسبة للبرازيليين، وتحولت الفرحة بالمستوى الرائع الذي يقدمه الفريق إلى كابوس جعل المشاعر البرازيلية متباينة بعد نهاية المباراة.

بدأت هذه الأحداث الدراماتيكية قبل هدف ديفيد لويز بخمس دقائق، عندما تلقى المدافع تياجو سيلفا صاحب الهدف الأول وقائد الفريق إنذاراً مجانياً، بعد مخاشنته الحارس الكولومبي ديفيد أوسبينا، ويعني الإنذار غياب اللاعب المؤثر عن الفريق في المباراة المقبلة في نصف النهائي أمام ألمانيا.

ثم كان الحدث الثاني في الدقيقة 80 عندما تعرض اللاعب الكولومبي كوادرادو لعرقلة من قبل الحارس البرازيلي جوليو سيزار ليحتسبها الحكم ضربة جزاء لمصلحة كولومبيا تمكن اللاعب جيمس رودريجيز من ترجمتها هدفاً في الشباك البرازيلية واصل به صدارته لترتيب الهدافين برصيد 6 أهداف، وليضع المنتخب البرازيلي تحت الضغط حتى الثانية الأخيرة من عمر المباراة.

الحدث الثلاث

أما الحدث الثالث والأكثر أهمية، فكان قبل دقيقتين من انتهاء الوقت الأصلي للمباراة، عندما تعرض النجم البرازيلي نيمار لضربة قوية في الظهر من الكولومبي زونيجا، سقط بعدها نيمار على الأرض، وظلت الجماهير البرازيلية تعيش لحظات مرعبة، وهي تشاهد نجمها الأول يتلوى ويصرخ من الألم، ومن ثم يخرج من الملعب على النقالة الطبية ليتم نقله إلى المستشفى، وتأتي الأنباء السيئة فيما بعد لتعلن نهاية مشوار نيمار مع كأس العالم، ولتكون الفرحة الكبيرة قد ولدت ناقصة بالفعل.

وعند سقوطه على أرض الملعب بدأ نيمار بالصراخ الشديد من قوة الألم الذي أصابه، وبدأ في البكاء، ما اضطره لمغادرة الملعب على النقالة الطبية، وتم فحص حالته في عيادة الملعب، ولكن كانت الحالة أسوأ بكثير من المتوقع ليتم إرساله إلى عيادة خاصة في شمال مدينة فورتاليزا ليقوم الدكتور خوسيه لويس رونكو بفحصه، وليعلن عن الأنباء التي أصابت الشعب البرازيلي عن بكرة أبيه بالصدمة.

ونقل عن طبيب الفريق رودريجو لاسمرقوله، إن الأشعة التي أجريت في المستشفى كشفت أن نيمار تعرض لكسر في الفقرة الثالثة بسبب تدخل قوي من خوان زونيجا مدافع كولومبيا قرب انتهاء الشوط الثاني للمباراة، وقال لاسمر، إن نيمار سيغيب عن الملاعب لمدة قد تصل إلى ستة أسابيع بسبب الإصابة والتي ستتسبب في صدمة للبرازيليين.

وبذلك يغيب نيمار عن مباراة نصف النهائي أمام ألمانيا يوم الثلاثاء المقبل ومباراة تحديد المركز الثالث في 12 من الشهر الجاري أو المباراة النهائية في اليوم التالي.

زونيجا العدو الأول

لا يحمل البرازيليون مشاعر بالعداوة تجاه أي شخص، فهم شعب مسالم يبدو بلا أعداء حقيقيين، ولكن قبل أيام قليلة من نهاية مونديال البرازيل 2014 أصبح اللاعب الكولومبي زونيجا هو العدو الأول للشعب البرازيلي، وهو الذي تسبب بركبته في إصابة ظهر البرازيلي نيمار معشوق الجماهير البرازيلية وأملها في البطولة.

وبمجرد الإعلان عن غياب نيمار بدأت الجماهير البرازيلية في شن حملة عنيفة تجاه اللاعب الكولومبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث تلقى الشتائم والإساءات من كل مكان، كما تعرض حسابه عبر الانستجرام إلى هجوم شديد من الجماهير الغاضبة، وحملت بعض الإساءات نبرة عنصرية سديدة تجاه اللاعب.

وقال اللاعب الكولومبي زونيجا، بعد أن تسبب في إنهاء مشوار نيمار في البطولة أن الاحتكاك كان عادياً، ولم يقصد من خلاله إصابة النجم البرازيلي بالأذى، وقد يكون الحماس الزائد الذي جعله يشترك مع نيمار بتلك الصورة، حيث إنه عندما يكون على أرض الملعب فهو يقدم كل ما لديه من أجل مصلحة فريقه، ولكنه عاد ليؤكد أنه لم يكن يبيت النية لإصابة أي لاعب.

وأضاف زونيجا أن المباراة كانت مصيرية وكل فريق كان يبحث عن الفوز، وكانت الأجواء حارة وكان كل اللاعبين يقدمون أفضل ما لديهم، كما أن اللاعبين البرازيليين كانوا يعمدون إلى العنف في الكثير من الكرات، وأكد أنه لم يكن يتوقع أن يؤدي ذلك الاشتراك إلى مضاعفات بهذا الحجم، وأن يؤدي إلى كسر في ظهر نيمار.

وأكد زونيجا أنه حزين للغاية لنيمار، ويتمنى ألا تكون الإصابة بهذا السوء، وأن يتحسن بسرعة على اعتبار أنه موهبة رائعة بالنسبة للبرازيليين ولكرة القدم أيضاً.