الرئيسية| منوعات| التفاصيل

خطبة عن شهر شعبان

التقاط.PNG
التقاط.PNG

خطبة عن شهر شعبان ،من بين أهمّ وأعظم هذِه الأعمال صوم بعض الأيام خِلال شهر شعبان، والتصدُّق على المُحتاج والفقير، والاحسان الي الاخرين بالقول والفعل وغيرها الكثير من الاعمال التي حثنا عليها الاسلام وديننا الحنيف، كما حدثنا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم على فضل واجر وعظمة هذا الشهر.

خطبة جمعة عن فضل شهر شعبان مكتوبة

نحمد الله تبارك وتعالى على أن مد في أعمارنا وأنعم علينا حتى أظلنا شهر شعبان، ذلك الشهر الكريم الذي أحاطه الله عز وجل بشهرين عظيمين هما شهر رجب الحرام، وشهر رمضان المبارك، وقد قيل أن شعبان سمي بهذا الاسم لأنهم كانوا يتشعبون في الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام أو لتشعبهم في طلب الماء، والأول أولى وأرجح.

وشهر شعبان من الأشهر القليلة التي يهتم بها المسلمون الآن، أما سلفنا الصالح فكانوا يهتمون به، بصومه وقراءة القرآن وغير ذلك من أعمال رمضان، اقتداءً برسول الله صلي الله عليه وسلم، و باعتباره مدخلا لشهر رمضان، ثم درج الخلف على الاهتمام فيه ببدع ما أنزل الله بها من سلطان، خاصة في ليلة النصف من شعبان، فينبغي للمسلم شكرا لنعمة الله عليه اغتنام تلك الأيام الفاضلة والأوقات الشريفة، بالأعمال الصالحة، وأن يضع في ميزان أعماله اليوم ، ما يسره أن يراه فيه غدا، “يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً مخلصا لله تبارك وتعالى، متأسيا فيها برسول الله صلي الله عليه وسلم.

هديه صلي الله عليه وسلم فى صيام شعبان عَنْ َ أُمُّنَا عائشة رضي الله عنها قالت ” مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلي الله عليه وسلم فِي شَـهْرٍ أَكْثَرَ صـِيَامًا مِنْهُ فِي شـَعْبَانَ كَانَ يَصُومُهُ إِلا قَلِيلا بَلْ كَانَ يَصُـومُهُ كُلَّهُ”، والمعنى أنه صلي الله عليه وسلم كان يكثر من الصوم تطوعا فى شعبان وغيِِرِه , وكان صيامه في شعبان أكثر من أى شـهر فى العام خلاف رمضان طبعا ، بل إنه فى بعض السنوات كان يصوم شعبان كله ، فقد أخرج الإمام أحمد رضي الله عنه فى مسنده عن أم سلمة رضي الله عنهاعن النبي صلي الله عليه وسلم : ” أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا يُعْلَمُ إِلا شَعْبَانَ يَصِلُ بِهِ رَمَضَان”.

وأخرج أيضا الإمام مسلم عن أبى سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ ” لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم فِي الشَّهْرِ مِنْ السَّنَةِ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ وَكَانَ يَقُولُ خُذُوا مِنْ الأعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَمَلَّ حَتَّى تَمَلُّوا وَكَانَ يَقُولُ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ وَإِنْ قَلَّ “.

وحديث أبي سلمة هذا يبين أن المراد في حديث أم سلمة رضي الله عنها أنه صلي الله عليه وسلم لم يكن يصوم من السنة شهرا تاما غير رمضان إلا شعبان، كان يصومه كلَّه يصله برمضان فى بعض السنوات، وفى بعضها الآخر يصومه إلا قليلا، وذلك رحمة بأمته ، حتى لا يظنوا أن صيام شعبان فرض عليهم ، ولذلك ختم صلي الله عليه وسلم الحديث بقوله ” خُذُوا مِنْ الأعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَمَلَّ حَتَّى تَمَلُّوا وَكَانَ يَقُولُ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ وَإِنْ قَلّ”.

ففي الحديث إشارة إلى أن صيامه صلي الله عليه وسلم لا ينبغي أن يتأسى به فيه إلا من أطاق ما كان يُطيق، وأن من أجهد نفسه في شيء من العبادة خُشي عليه أن يمل فيفضي إلى تركه , والمداومة على العبادة وإن قلت أولى من جهد النفس في كثرتها إذا انقطعت، فالقليل الدائم أفضل من الكثير المنقطع ” فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَمَلَّ حَتَّى تَمَلُّوا “.

والإملال هو استثقال النفس من الشيء ونفورها عنه بعد محبته، وقيل إن معناه أن الله لا يمل أبدا وإن مللتم ولو مللتم، وقيل معناه أن الله لا يمل من الثواب ما لم تملوا من العمل، أي لا يقطع الإقبال عليكم بالإحسان ” حَتَّى تَمَلُّوا “في عبادته، فـ ” خُذُوا مِنْ الأعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَمَلَّ حَتَّى تَمَلُّوا “والمعنى والله أعلم : اعملوا حسب وسعكم وطاقتكم , فإن الله تعالى لا يعرض عنكم إعراض الملول ولا ينقص ثواب أعمالكم ما بقي لكم نشاط ، فإذا فترتم فاقعدوا، فإنكم إذا مللتم من العبادة وأتيتم بها على فتور كانت معاملة الله معكم حينئذ معاملة الملول.

وقيل المراد بقولها : ” كَانَ يَصُـومُهُ كُلَّهُ ” أنه كان يصوم من أوله تارة، ومن آخره تارة أخرى، ومن أثنائه طورا ، فلا يخلى شيئا منه من صيام ، ولا يخص بعضه بصيام دون بعض، وأصحاب هذا الرأى يؤيدونه برواية عبد الله بن شقيق عن عائشة رضي الله عنها عند مسلم ولفظه : ” وَمَا رَأَيْتُهُ صَامَ شَهْرًا كَامِلا مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ إِلا أَنْ يَكُونَ رَمَضَانَ “.

الحكمة في إكثاره صلي الله عليه وسلممن صوم شعبان، اختلف في الحكمة في إكثاره صلي الله عليه وسلم من صوم شعبان وقد ورد على لسان أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنه قال : ” قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ”، ففى هذا الحديث بَيّنَ رسول الله صلي الله عليه وسلم الحكمة من إكثاره من الصيام فى شعبان