الحضارة الخالية من القيم الاخلاقية حضارة زائفة.... بقلم. نضال خضرة

نضال خضره.jpg
نضال خضره.jpg

غزة/ المشرق نيوز

في الغرب تلك البلاد المتحضرة التي صنعت الحضارة المعاصرة، لا يقف موظف لقطع التذاكر للمواطنين في محطة القطار، لأن تربية المواطن تكفي لأن يراقب نفسه ويقطع تذكرته ويركب الحافلة.

هذا السلوك الحضاري المبهر لم تحتمله عقولنا، لكن بفعل أزمة كورونا سرعان ما تكشفت الحقيقة وفي لحظة إستحضرت تلك الشعوب كل الأفكار الهمجية الكامنة في عقلها الباطن، ونسيت تلك التربية الإستعراضية التي أبهرتنا بها لعقود من الزمن.

لأن تلك التربية كانت منقوصة لأنها قائمة علي فكرة رأس المال وخالية من القيم الروحية والقيم الأخلاقية في بعدها الإيماني باليقين بالمساواة والعدالة الإنسانية.

بالمقابل في بلدنا تعودنا ندخل الطريق المعاكس إذا لم يقف شرطي على الطريق، لأن العادة والتربية السيئة أقوى من القانون، لأن التربية في بلادنا منقوصة أيضاً، لأنها قائمة على الموروث والأعراف، وظاهرها يتسم بالفوضى، ولكن باطنها يؤمن بيقين بالمساواة والعدالة الإنسانية.

عندما نهضت أوروبا بعد القرن السادس عشر، جاء الفلاسفة والمفكرون الغربيون، وهدموا قواعد الفكر القائم على موروث أرسطو وبطليموس والكنيسة، الذي إستمر لأكثر من ألف عام، واللافت بأن غالبيتهم استشرفوا الفكر النهضوي

من موروث الفارابي وابن خلدون وابن رشد والغزالي وابن سينا، هذه حقيقة التاريخ، ولكنهم عندما صاغوا أفكارهم النهضوية تجاوزوا عن فكرة الإيمان، ولم يدركوا بأن الفلاسفة المسلمين عندما صاغوا أفكارهم التنويرية لم يفرطوا في وإيمانهم وأخلاقهم..

وبرغم ذلك تعرضوا لمظلمة تاريخية فظيعة، ومنهم من اتهم بالزندقة، ومنهم من اتهم بالشعوذة، وكل ذلك بدافع إحكام السيطرة على الحكم والسلطة.

من الواضح بأن الفكر الذي أرساه فلاسفة الغرب، والذي شكل الأساس في هذه النهضة فكر منقوص، لأنه كشف حقيقة الحضارة الزائفة القائمة على فكرة رأس المال الخاوية والخالية من الايمان بيقين من القيم الأخلاقية والعدالة الإنسانية.

أعتقد بأن أوروبا ستكون أمام مراجعات تشبه المراجعات الأولى التي هدمت أفكار أرسطو وبطليموس والكنيسة، وإن لم تفعل ستشهد تراجعاً كبيراً.