إلى الأسرى المحررون لا تقاوموا إذا كنتم ستوافقون على الإبعاد بقلم المبعد فهمي كنعان:

إلى الأسرى المحررون لا تقاوموا إذا كنتم ستوافقون على الإبعاد     بقلم المبعد فهمي كنعان:
إلى الأسرى المحررون لا تقاوموا إذا كنتم ستوافقون على الإبعاد بقلم المبعد فهمي كنعان:

إلى الأسرى المحررون لا تقاوموا إذا كنتم ستوافقون على الإبعاد

 

بقلم المبعد فهمي كنعان:

مع تواصل جرائم الإبعاد التي يقوم بها الاحتلال ضد الأسرى في سجون الاحتلال، ومع تصاعد هذه الجرائم الفظيعة في ظل صمت فلسطيني وعربي وإسلامي ودولي.

ومع ما تطالعنا به الأنباء عن موافقة أسير هنا أو هناك في سجون الاحتلال على الإبعاد إلى غزة أو خارج الوطن، ورغم حساسية هذا الموضوع إلا أنني سأتكلم في هذا الموضوع الذي يعتبره البعض محرج، لكن من اجل أن نضع النقاط على الحروف، ومن اجل أن نوقف هذه السياسة بل الجريمة الإسرائيلية، ولمصلحة الوطن فلسطين، كان يجب علينا أن نتحدث في هذا الموضوع الخطير والمصيري.

 

لذلك فأنني أوجه ندائي ونصيحتي  اليوم إلى إخواننا الأسرى والأسرى المحررون في الضفة الغربية، بان لا توافقوا على الإبعاد، وأقولها بكل صراحة إذا كان مقاومتكم سوف تؤدي بكم في النهاية إلى الموافقة على الإبعاد، فإنني أقول أوقفوا مقاومتكم أفضل، لان من يريد مقاومة الاحتلال يعلم جيدا أن نتائجها ستكون إما الشهادة وإما الاعتقال، أما الإبعاد الاختياري فليس قدرا علينا بل نحن نختاره.

 

ربما يقول البعض أن الموافقة على الإبعاد هو أفضل من العودة إلى الحكم القديم أو أن الأسير سيمكث في السجن عشرات الأعوام، وهذا اعتقد انه عذر أقبح من ذنب لان من يقدم على مقاومة الاحتلال يعلم جيدا ما نتيجة هذه المقاومة ، اعتقد أن الصمود على ارض الضفة الغربية اليوم حتى من غير المقاومة، أفضل من مقاومة الاحتلال ويكون الثمن في النهاية الموافقة على الإبعاد.

 

 ولماذا لا نأخذ الأسير البطل سامر العيساوي وخضر عدنان وكل الذين انتصروا في معركة الأمعاء الخاوية مثالا، فالأسير سامر العيساوي كان مهدد بالعودة إلى الحكم القديم، ولكنة أصر على كسر إرادة المحتل وصبر وصمد، فكان فخرا للشعب الفلسطيني ورمزا للأمتين العربية والإسلامية بل فخرا لكل أحرار العالم.

 

ولا أنسى  الخطيئة التي حدثت في كنيسة المهد بعد الصمود 39 يوما في الحصار في العام 2002 ،ومن ثم  الإبعاد القسري والذي كان خديعة لكل المحاصرين، من خلال إبلاغنا أن مدة الإبعاد عامين فقط، وما زلنا حتى اليوم ندفع ثمن خطا لم نرتكبه ولو عاد بنا الزمن إلى الوراء فلن ولم نوافق على الإبعاد حتى لو كان الخيار هو الموت وقد أعلناها مرارا وتكرارا في كنيسة المهد، نفضل الشهادة على تسليم أنفسنا للاحتلال، والعودة إلى سجون الاحتلال الإسرائيلي.

 

كلمة أوجهها إلى الأسرى والأسرى المحررون، إذا كنتم تختارون طريق المقاومة، وتعلمون جيدا ما هي نتائج المقاومة، وتستعدون لتحمل المسؤولية فلا باس في ذلك، أما إذا كنتم تعلمون أن هذه المقاومة سوف توصلكم إلى الموافقة على الإبعاد، فلا تقاوموا، لان صمودكم بدون مقاومة على ارض الضفة الغربية هو اكبر مقاومة للاحتلال لان المعركة اليوم وغدا على ارض الضفة الغربية .