الرئيسية| منوعات| التفاصيل

قصة أول فتاة تطير من إريرتيا لإثيوبيا بعد أعوام من الانفصال

1-1164975.jpg
1-1164975.jpg

في 1991، نالت إريتريا استقلالها عن إثيوبيا، عام سبقته سنوات من الدم والدموع سقط خلالها قتلى من الطرفين في حصيلة كانت من بين الأعلى في صراعات أفريقيا.

وبينما كانت إثيوبيا تحتفل بسنوات ما بعد الحرب والاستقلال، كانت إحدى الأسر الإريترية التي تسكن إقليما على الحدود مع إثيوبيا تحتفل بمولودتها هيوان، أي حواء في اللغة العربية.

ولم تمض سنوات كثيرة على ميلاد الدولة الإريترية وهيوان، حتى اندلع صراع حدودي بين إثيوبيا وإريتريا، صراع أضاف آلاف الأسر في البلدين، إلى قائمة القتلى والمشردين والمختفين.

أسرة هيوان المكونة من أخ وأخت، بالإضافة لوالديها، كانت إحدى ضحايا هذا الصراع. هيوان وشقيقتها كانا رفقة والدهما عندما ألقت قوة تابعة لإريتريا القبض عليه، فيما بقيت شقيقتها ووالدتها ضمن حدود إثيوبيا.

انفصال استمر لأكثر من 20 عاما، هي عمر القطيعة بين البلدين. سنوات كبرت خلالها هيوان وتزوجت وأنجبت دون أن تتمكن من احتضان شقيقتها في فرحها ووجعها طيلة هذه السنوات، فقط وسائل التواصل الاجتماعي وفرت للأختين فرصة لقاء افتراضي يخلو من حميمية اللقاء المباشر.

صفحة جديدة

الآن قرر الساسة في إريتريا وإثيوبيا وضع خلافاتهم جانبا، وفتح صفحة جديدة برغبة منهم ودعم من الأشقاء، كدولة الإمارات العربية المتحدة، التي ساهمت في إنجاح مسيرة السلام بين البلدين.

وقرر ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد، أن يقتسم فرحة عيد الفطر مع الإثيوبيين، عندما زار أديس أبابا يوم العيد، للقاء رئيس وزرائها آبي أحمد. زيارة أسست لاحقا لهذه المصالحة التاريخية.

وبعد هذه المتغيرات، كانت هيوان ترصد المشهد عن كثب. عندما وصل آبي أحمد إلى أسمرة لإنهاء هذه القطيعة، كانت الشابة تجوب وكالات السفر بحثا عن تذكرة سفر

 

على متن الطائرة

وصل فريق إلى مطار أسمرة، وكانت سماء إريتريا تدمع بغزارة وكأنها فرحة هي الأخرى بما حدث. وفي صالة المغادرة، كان عدد المسافرين لا يتجاوز 13 شخصا، هم كل من سيستقل طائرة "فلاي دبي" المتجهة إلى دولة الإمارات.

وفي إحدى زوايا صالة المغادرة، كانت شابة تجلس وحيدة، لا تتحدث إلى أحد، تضع سماعات في أذنيها تجعلها منفصلة عن العالم حولها، لكنها بالتأكيد متصلة بعالم آخر خاص بها.

مررت أمامها في طريقي نحو غرفة التدخين، رمقتني بنظرة شعرت فيها توترا وحماسا وترقب. من خلف زجاج الغرفة الممتلئة بالدخان، كنت لاأزال قادرا على شم رائحة القصة وراء هذه الفتاة. فحاسة الشم الصحفية عندي قوية.