متابعات/المشرق نيوز/ تستمر الدراما التاريخية قيامة ارطغرل الجزء الرابع ،بعرض صراعات الغازي أرطغرل بن سليمان شاه مع الخونة والجواسيس الذين كانوا يضربون مفاصل الدولة السلوجقية، ومع المغول والصليبين الذين كانوا يطمعون في الاراضي الاسلامية ، ويكرسون جهودهم لكسر شوكة الاسلام في وقت كان المسلون بأمس الحاجة لقائد إسلامي مثل أرطغرل للنهوض بهم.

قصة حياة ارطغرل بن سليمان شاه :-الأميرُ الغازي أرطُغـرُل بك بن سُليمان شـاه القايوي التُركمـاني ، أو اختصارًا أرطغرل ، ( و شاه   يعني ملِك وإذا جاء بعد الاسم فإنه يعني السيد )

ولد ارطغرل عام 1191م  والمتوَفي عام 1281 م بمدينة سكود بالأناضول ، وهو قائد قبيلة قايى من أتراك الأوغو، ووالد السلطان عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية .

ومن المعلومات المؤكدة أن أرطغرل ينحدر من القبيلة الأولى من قبائل الأوغوز البالغة 24 قبيلة ، ومن عائلة بكوات عشيرة قايى التي تُعد سلالةً خاقانية ، ومن المعلومات المؤكدة أيضا أن أباه وأجداده هم بكوات ( أمراء ) هذه العشيرة ، ومذهب القبيلة والأسرة هو حنفي من أهل السنة والجماعة .

وعلى الرغم من ثبوت وجود أرطغرل تاريخياً عن طريق العملات المسكوكة من قِبَل ابنه عثمان الأول ، والتي تحدد اسم والده بأرطغرل ، إلا أنه لا يوجد أي شيء آخر معروف على وجه اليقين بخصوص حياته أو أنشطته .

لكن وفقا للتراث العثماني ، فإن أرطغرل بن سليمان شاه التركماني زعيم قبيلة قايى من أتراك الأوغوز ، الذين نزحوا من شرق إيران إلى الأناضول ، هرباً من الغزو المغولي .

وهناك نسب افتراضي آخر لأرطغرل وهو : أرطغرل بن كندز آلب بن قايا آلب بن كوك آلب بن صارقوق آلب بن قايى آلب الذي اكتسبت القبيلة منه اسمها.

نسب ارطغرل:ووفقا لرواية التراث العثماني ، فإن أرطغرل وأتباعه دخلوا في خدمة سلاجقة الروم بعد وفاة والده ، وكوفىء بالسيادة على بلدة سكود الواقعة على الحدود مع الإمبراطورية البيزنطية في ذاك الوقت ، وقد أدى ذلك إلى سلسلة من الأحداث التاريخية التي أدت إلى تأسيس الدولة العثمانية.

وغالبا ما يشار إلى أرطغرل وإلى ابنه عثمان وإلى نسلهما من سلاطين الدولة العثمانية ، باسم : غازي أي مقاتل بطل ومجاهد في سبيل رفع كلمة الإسلام .

سيرته :-كان أرطغرل بن سليمان شاه قائداً لإحدى قبائل الترك النازحين من سهول آسيا الغربية إلى بلاد آسيا الصغرى ( الأناضول ) ، وكان راجعاً إلى بلاد العجم بعد موت أبيه الذي غرق عند اجتيازه نهر الفرات قرب قلعة “جابر”  ( على بعد 250 كم جنوب غربي مدينة ماردين التركية ) .

شاهد أرطغرل جيشين مشتبكين فوقف على مرتفع من الأرض ليمتع نظره بهذا المنظر المألوف لدى الرُحّل من القبائل الحربية ، ولمّا آنس الضعف في أحد الجيشين وتحقق انكساره وخذلانه إن لم يمدّ إليه يد المساعدة ، دَبّت فيه النخوة الحربية ونزل هو وفرسانه مسرعين لنجدة أضعف الجيشين، وهاجم الجيش الثاني بقوّة وشجاعة عظيمة حتى وقع الرعب في قلوب الذين كادوا يفوزون بالنصر، لولا هذا المدد الفجائي، وأَعمَلَ فيهم السيف والرمح ضرباً ووخزاً حتى هزمهم شرّ هزيمة ، وكان ذلك في أواخر القرن السابع للهجرة النبوية .

وبعد تمام النصر ، عَلِم أرطغرل بأن الله قيّده لنجدة الأمير علاء الدين كيقباد الأول (616 – 634 هـ / 1219-1237م) سلطان قونية ، إحدى الإمارات السلجوقية التي تأسست عقب انحلال دولة آل سلجوق بموت السلطان ملكشاه في 10 شوّال 485 هـ الموافق  18 نوفمبر  1092م .

كافأه الأمير علاء الدين كيقباد على مساعدته له بإقطاعه عدة أقاليم ومدن ، وصار لا يعتمد في حروبه مع مجاوريه إلا على أرطغرل ورجاله ، وكان عقب كل انتصار يُقطعه أراضٍ جديدة ويمنحه أموالاً جزيلة ، ثم لقَّبَ قبيلته ” بمقدمة السلطان ” نظراً لوجودها دائمًاً في مقدمة الجيوش وتمام النصر على يديه .

لما توفي أرطغرل سنة 687 هـ ( 1288 م )، عَيّنَ الأميرُ علاء الدين أكبرَ أولاده مكانه وهو عثمان بن أرطغرل مؤسس الدولة العثمانية .

المصادر التاريخية :-لا يوجد تفاصيل مكتوبة عن قصة حياة ارطغرل بن سليمان شاه لدى أحد من المؤرخين المعاصرين ، وجميع المعلومات المتوفرة حاليا هي من خلال السجلات العثمانية الأولى التي ترجع إلى القرن الخامس عشر الميلادي ، ولكنها تبدو في نظر بعض المؤرخين أسطورية إلى حد كبير .

أحرق تيمورلنك الوثائق التركية عند إغارته على الأناضول سنة 804هـ الموافقة لسنة 1402م ، ولهذا فإن الوثائق التاريخية الرسمية المتبقية التي وصلتنا والمتعلقة بالفترة من نشأة الدولة العثمانية وحتى إغارة تيمورلنك قليلة جدا .

في البداية ، اعتبر على وجه اليقين أن أول ذكر لأرطغرل جاء في نهاية القرن الرابع عشر الميلادي ، في خطاب من السلطان بايزيد الأول إلى تيمورلنك .

ثم اكتُشفت مصادر أقدم من ذلك ، إذ تم اكتشاف عملة معدنية مسكوكة من عصر عثمان بن أرطغرل ( توفي 1324م ) ، نُقش عليها اسم أرطغرل واسم والده كندز آلب ، والعملة موجودة بمتحف الآثار باسطنبول ، مكتوب على وجه العملة ” ضرب – عثمان بن – ارطغرل – ايده الله” ،  وعلى ظهرها مكتوب “ضرب – عثمان بن – ارطغرل بن – كـندز آلب ”

وعلى الرغم من ذلك فإن هناك خلاف بين المؤرخين إن كان والده سليمان شاه أم غندوز آلب بحسب مصادر أخرى .أما أقدم مصدر موجود حتى الآن أشار إلى أرطغرل،  فهو ما كان مكتوباً في سجل مساحة الأراضي الذي ذُكرت فيه أراضٍ في بلدة سكود .

قبيلة قايى تحت قيادة أسلاف أرطغرل :-وفقا للروايات التراثية المتناقلة،  انتقل أسلاف أرطغرل إلى أخلاط خلال الفتح الأول للأناضول ، وشاركوا في حروب فتح الأناضول تحت سلاطين السلاجقة : طغرل بك وآلب أرسلان ،  وفي وقت لاحق شنوا حرباً مع أمراء أخلاط ( شواهين الأرمن بنو سكمان ) ضد الكرج وإمبراطورية طرابزون .