ولد الهدي فالكائنات ضياء / لـ الصحفي خليل شعت

ولد الهدي فالكائنات ضياء / لـ الصحفي خليل شعت
ولد الهدي فالكائنات ضياء / لـ الصحفي خليل شعت

ولد الهدي فالكائنات ضياء / لـ الصحفي خليل شعت

في فترة من فترات التاريخ الغابرة، وعلى ثرى البقعة المباركة التي اختارها الله لتكون مثابة للناس وأمنا، وفي ظل أجواء مليئة بالجهل والظلم، وسيطرة القوي على الضعيف كان العالم كله يرقب ولادة جديدة، تنتشل الأمة من وهدتها، وتطيح بالظلم والطغيان لتضع الأمور في نصابها وتعيد للإنسانية كرامتها وترتفع بالبشرية من حياة الذل والضياع إلى حياة العزة والمجد.

صدق الشاعر العظيم أحمد شوقي في وصف ميلاد نبينا الكريم محمد عليه افضل الصلاة والسلام في قوله: ولد الهدي فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسما وثناء جزا الله شاعرنا خير الجزاء علي هذا الوصف العظيم لمولد ه صلي الله عليه وسلم.

 في يوم الأثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول الموافق عام (571م) ولدت السيدة آمنة بنت وهب زوجة عبد الله بن عبد المطلب غلامًا جميلا، مشرق الوجه، وخرجت ثويبة الأسلمية خادمة أبي لهب -عم النبي صلى الله عليه وسلم- تهرول إلى سيدها أبي لهب، ووجهها ينطق بالسعادة، وما كادت تصل إليه حتى همست له بالبشرى، فتهلل وجهه فرحا بهذا المولود الذي أصبح له شانا عظيما وأصبح نبي هذه الأمة المختار.

عاش عليه الصلاة والسلام طفولته في قبيلة بني سعد عندما رفضت كل المرضعات أخذه وأخذته حليمة السعدية لأنها لم تجد رضيعًا غيره، وعاش محمد صلى الله عليه وسلم في قبيلة بني سعد، فكان خيرًا وبركة على حليمة وأهلها، حيث أخضرَّت أرضهم بعد الجدب والجفاف، وجرى اللبن في ضروع الإبل.

حادثة شق صدر النبي عليه السلام وقت وجوده في أراضي بني سعد، والتي قام بها الملائكة أربكت حليمة السعدية، وخافت عليه من الشيطان، فعادت به حليمة الي مكة وقصت القصة علي أمه فقالت آمنة بنت وهب" كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل، وإن لابني لشأنًا؛ لقد رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور، أضاء لي به قصور الشام، وكان حَمْلُه يسيرًا".

توفيت والدته عليه السلام عندما كانت عائدة من زياره أخواله بني النجار حيث مرضت وماتت ودفنت في مكان يسمي (الأبواء)، عاش نبينا عليه الصلاة والسلام يتيما في كنف جده عبد المطلب منذ أن كان عمره ست سنوات، حيث فارق الحياة بعد عامين وتكفله عمه أبو طالب ورباه .

خرج صلى الله عليه وسلم مع عمه أبو طالب في رحلة إلى الشام وعمره اثنا عشر عامًا، وصلوا بقافلتهم إلى بلدة اسمها (بصرى) وأثناء سيرها مرت بكوخ يسكنه راهب اسمه (بحيري) فلما رأى القافلة خرج إليها، ودقق النظر في وجهه عليه السلام  طويلا، ثم قال لأبي طالب: ما قرابة هذا الغلام منك؟ فقال أبوطالب: هو ابني وكان يدعوه بابنه حبًّا له، قال بحيرى: ما هو بابنك، وما ينبغي أن يكون هذا الغلام أبوه حيًّا، قال أبو طالب: هو ابن أخي، فسأله بحيرى: فما فعل أبوه؟ قال أبو طالب: مات وأمه حبلى به؟ فقال له بحيرى: صدقت! فارجع به إلى بلده واحذر عليه اليهود!! فوالله لئن رأوه هنا ليوقعون به شرًّا، فإنه سيكون لإبن أخيك هذا شأن عظيم، فأسرع أبو طالب بالعودة إلى مكة وفي صحبته ابن أخيه محمد.

هكذا كانت طفولته علي السلام، ولد يتميا وعاش حياته بدون والديه، ألقي الله عزوجل إليه مهمة هداية الناس من الظلمات الي نور، تحمل في سبيل هذه الدعوة الكثير من العذاب والآلام والمشقة، ولكن الله نصر دينه ودعوته وهدي علي يده الأمة وبفضله وإرادة الله ومشاركة الصحابة رضوان الله عليه من بعده فتحت كل بلدان العالم ودخل الاسلام كل العالم.

أخلاق النبي أكبر من أن توصف وأي وصف لا يوفيها حقها، ولقب بالصادق الأمين وكان يأتمنه كل أهل مكة وكان رحيما وصبورا وإلخ.....

سنة النبي عليه السلام وهديه نموذج جميل للدولة الإسلامية، فسنته وسيرته مثال للنموذج الفاعل  للشخصية الإسلامية التي تتمتع بالصفات القيادية.

هكذا كان نبيكم وهكذا كانت طفولته وحياته، فعلينا جميعا اتباع منهجه واستنان سنته.