حرب الايام الثمانيه والربيع العربي... بقلم احمد السبعاوي

حرب الايام الثمانيه والربيع العربي... بقلم احمد السبعاوي
حرب الايام الثمانيه والربيع العربي... بقلم احمد السبعاوي

حرب الايام الثمانيه والربيع العربي... بقلم احمد السبعاوي

مما لاشك فيه ان الحرب الاخيره علي غزه كانت حربا غير مرغوبه من اي من الاطراف، فكل الاطراف تعرف ان هكذا حرب لن تكون ذات نتائج مختلفه عما بدات عليه، وبالتالي لايستطيع ايا من الاطراف الحسم وتحقيق النصر ولكن يستطيع كسب  بعض الوقت لحين جوله ثانيه، كلنا يعرف ان حماس لم تختار الحرب كما ان اسرائيل لم ترغب بها ولم ترغب بالتوقيع علي انتهائها كي تضمن الحريه لايديها في ممارسه المفضل لها وهو الاستهداف والاغتيالات حين تري ذلك مناسبا.

الربح والخساره:  اظهرت الحرب حركات حماس والجهاد كعنوان وحيد للنضال الفلسطيني  واتاحت لهم ان يكونوا في مواقع متقدمه في حلف  مصر تركيا قطر الجديد ومبتعدين عن خط طهران دمشق حزب الله، وبالتالي هناك قفزه من حماس تحديدا للعب الدور السياسي والديبلوماسي كطرف اساسي في المنطقه ومعادل لكل الاطراف . اتاحت هذه الحرب للرئيس  المصري ان ينسج علاقات افضل مع العالم الغربي وعلي راسه الرئيس اوباما والمجموعه الاوربيه، كما انه اعاد ثقل مصر كلاعب رئيسي في المنطقة وقادر على التاثير وفرض خيارات خاصة في الحالة الفلسطينية.  

بالنسبه لاسرائيل فان دخول غزه دائما كان فكره مزعجه من قبل ان تعرف غزه الصواريخ حتي ايام الاننتفاضه كانت اسرائيل تحاول تقليل عمليات احتكاكها بالسكان في غزه لان غزه كانت دائما تلاحقهم وتقاومهم وكونها مكتظه بالسكان المدنيين فهي سرعان ماتغرق بالدم ويتم عدم السيطره علي ردود الفعل والراي العام العالمي ..وبالتالي لا مصلحه لاسرائيل في الدخول الي غزه او البقاء فيها لانهم لم  يستطيعوا اخضاعها طوال 27 عام من الاحتلال ..ففكره دخول غزه فكره مزعجه ولايستطيع الجيش  المغامرة بها بها والخسائر ستكون فادحه،  وحتي غزه بعد الصواريخ فانه لم يعد هناك اي ضمانه باخضاعها وانهاء ظاهره اطلاق الصواريخ وهنا تاتي عدم القناعه وعدم القرار في اقتحام غزه وعمليه بريه تكون نتائجها كارثيه علي السكان وعلي الامن في كل المنطقه اضافه الي احتمال تطور ذلك الي حرب اقليميه تدخل فيها اطراف ودول اخري مثل مصر وتركيا وايران في مراحل لاحقه..اقتنع اصحاب القرار في تل ابيب بفكره الرئيس اوباما للتأسيس لشراكه جديده مع الرئيس مرسي وحتي تركيا احياءا لمحور الاعتدال العربي والجبهه العربيه الاسرائيليه الامريكيه لضرب ايران وهي الاهم من غزه وفقرها وانعدام القدره علي تحقيق الاهداف فيها بدون اعمال القتل البشعه..

وهنا يمكن ان نستشرف بان الاستثمار في الحلف ضد ايران كان اهم لامريكا واسرائيل من الهجوم علي غزه واقتحامها وازعاج بل وقتل اي فرصه لاجماع العرب مع امريكا لشن هجوم علي ايران ..الملاحظ هنا ان حماس اصبحت خلال هذه الحرب جزأ اساسيا من محور مصر تركيا قطر سياسيا وبالتالي تضمن اسرائيل وامريكا انها لن تقوم باي رده فعل في حال الهجوم علي ايران فاما ان تصمت واما ان تصمت ..فليس لها الكثير لتفعله هنا.

ومن ناحية اخرى راينا تغييرا على مستوى الزيارات التضامنيه لغزه في عز الحرب من قبل رئيس الوزراء المصري ووزراء الخارجيه العرب ووفود التضامن الشبابيه الاخري التي كانت مظهرا مفرحا ومطمنا لاهل غزه علي الصعيد النفسي والمعنوي , لانهم لم يعتادوا ابدا الا علي اغلاق معبر رفح والحصار من قبل السلطات المصريه في الفتره الطويله التي حكم فيها حسني مبارك وكان التعامل قاسي وجاف ومليء بالاتهامات والاهانات.

يمكن ملاحظه التغير الكبير الحاصل في المنطقه ايضا من زاويه الاعلام و القنوات الفضائيه والاعلام  المجتمعي حيث اثبت هذه الوسائل قوتها وارتباط الناس والنشطاء اينما كانوا ساعه بساعه ودقيقه بالحدث علي الارض حيث تواصل المهتمون مع الناس في غزه وتناقل الفيس بوكيون تفاصيل الحرب واستطاعوا احداث اهتمام عالمي كبير في الاحداث ادت الي  تظاهرات كبيره في معظم العواصم الكبري شكلت ضغطا وقلقا مهما لاصحاب القرار وتحديدا لعلاقتها بقتل المدنيين والاطفال..ونعتقد ان اسرائيل تهتم كثيرا بالراي العام وتعمل دائما علي احتوائه وتضليله بكل السبل والامكانيات الضخمه التي تمتلك..

صحيح ان الحرب كانت قصيره ومن الصعب التكهن كثيرا بما كان سيحصل ان طالت اكثر من ذلك هل تجر دول اخري الي حرب اقليميه ام هل تتحول الي حرب دوليه واسعه بين من هو مع اسرائيل ومن هو مع غزه . ولكن بامكاننا ان نستنتج ان اسرائيل لن تستطيع في المستقبل الاستفراد باهل غزه بدون رقيب او حسيب،  اسرائيل تعرف جيدا الان ان غزه ليست وحيده او معزوله كما كانت، غزه محاطه بمسانده الجماهير الواسعه وانصار التحرر ومن هم ضد الظلم في كل العالم وهذا يعني الكثير في السياسه عندما تنضم لهذا المحور دول بوزن اقليمي كبير وهام للغرب في المنطقه  كمصر وتركيا ، وبالتالي اللعبه ليست هي صواريخ غزه  محلية الصنع ولكن اركان المحور الغربي في المنطقه قد تهتز كليا وتتغير الخارطه بشكل كبير يهدد مصالح الغرب واستقرار العالم بشكل اساسي.

ان المقاومه الفلسطينيه وان خرجت منتصره بالمعني النفسي والمعنوي فانها بحاجه الي ان تعزز تحالفاتها مع كل الدول الاقليميه الهامه في مصر وتركيا وايران املا ان يستمر الدعم لها علي كل الاصعده ، وان تعمل بذلك علي افراغ محور العدو الذي يربط بين بعض دول الخليج وخلق محور معادي لايران ويعمل علي تقسيم المنطقه علي اساس طائفي. يجب علي مصر وتركيا ان تواصل تخدقهما ضد اسرائيل،  وعلينا ان نتاكد ان لايتم استدراجهما لهدف الحروب العبثيه المختلقه من الغرب بين محور السعوديه واشنطن تل ابيب.ان غزه قادره علي لعب دور اكبر في حشد كل الطاقات في المنطقه لمحاوله ايقاف اسرائيل عند حدها واجبارها علي انهاء الاحتلال والممارسات العنصريه والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين ومنع اي انضمام او اصطفاف في خندق اسرائيل تحت شعار اسرائيل حليفه السنه وكلنا محور ضد ايران واخطارها، هذا الذي يعمل به ويصدقه بعض نظم الخليج المعاديه للاخوان والمقاومه وغزه والمصطفه في خندق اسرائيل.