الرئيسية| رياضة| التفاصيل

الشبكة السحرية تتغلب على التشفير في قطاع غزة

الشبكة السحرية تتغلب على التشفير في قطاع غزة
الشبكة السحرية تتغلب على التشفير في قطاع غزة

غزة تستقبل مونديال 2014 بعد 8 سنوات من الحصار  

متعة المباريات تتجاوز الظروف الاقتصادية والشبكة السحرية تتغلب على التشفير

تأييد للألمان والطليان والبرازيل وتسابق بين محطات التلفزة الأرضية للبث

تقرير- المشرق نيوز-أحمد المشهراوي :

يستقبل قطاع غزة مونديال كأس العالم العشرين 2014 اليوم، وهو يطل بحلة صفراء من أرض مهد كرة القدم البرازيل كونه سينقلهم إلى عالم المتعة والإثارة بين كبريات منتخبات العالم من قادة الساحرة المستديرة، حيث  تنفق الدول الميزانيات الضخمة، وتضع الاستراتيجيات المدروسة لتحقيق قفزات جديدة في عالم الجلد المنفوخ،  وذلك رغم المعاناة الصعبة، والأوضاع الإنسانية، والظروف الاقتصادية. (المشرق نيوز) انطلاقاً من هذا الحدث العالمي، تجولت في شوارع وأسواق القطاع والأماكن العامة لنقل  أحاسيس الجماهير، وتوجهت للمقاهي والمنتديات والأندية، حيث يتواجد عشاق المونديال واستمزجت آراءهم.

متعة الكرة تتغلب على المعاناة

الشاب عماد الطرابلسي 18 عاماً ، قال إن الجماهير ينتظرون بشوق مشاهدة مباراة الافتتاح، التي ستجمع البلد المستضيف البرازيل الذي نعشقه مع كرواتيا لرؤية ماذا أعدت لهذا الحدث الكبير، ويتقدم عماد لامتحان الثانوية العامة، إلا أنه يحفظ أسماء المنتخبات الـ32 المتبارية وتوزيعها على المجموعات، ويذكر أن الامتحان لن يحرمه من متابعة لاعبي السامبا الذين يعشقهم وتكتظ جدران غرفته الصغيرة بهم.

وعلى امتداد البحر، التقيت المواطن محمود البلبيسي الذي يشجع بدوره المنتخب الألماني، وأبلغني أنه في ظل الأوضاع الصعبة بفعل الاحتلال الإسرائيلي، يأمل أن يحل مكانها مشهد أخر للسباق الكروي بين كبار عمالقة الكرة.. نتوجه للمونديال للخروج من الحصار وعواقبه، ونرى بالماكينات مرادنا للتشجيع كون ألمانيا من الدول المشجعة لقضيتنا الفلسطينية.. وإلى جانب محمود، كان صديقه حسن من مؤيدي المنتخب الإيطالي يحاول مقاطعته ليعكس تأييد الفلسطينيين للأزوي، رابطاً ذلك بتقديم إيطاليا كأس العام للرئيس الراحل أبو عمار عام 1982 تضامناً مع فلسطين.

انقطاع الكهرباء معاناة متجددة

ويتجمع المئات من المواطنين في المنتديات والاستراحات على شاطئ البحر الذي حبا به الله غزة مع إسدال الليل ستاره وقدوم الصيف لمتابعة المباريات، وكان أخرها الحشود الضخمة التي تابعت مباراة منتخبنا والفلبين وتأهله لتصفيات القارة الصفراء. ويذكر أبو علاء صاحب كافتيريا، إن بطولات الكرة تمثل موسماً هاماً لنا لاستقبال الزبائن وتقديم المشروبات الساخنة والباردة والنرجيلة، حيث نوفر تغطية كاملة لقنوات المونديال مع انقطاع التيار الكهربائي، ونقص إمدادات الوقود، التي تطل علينا 12 ساعة. ويذكر الإعلامي خالد صادق رئيس تحرير أسبوعية الاستقلال، أن الجماهير تعمل على تجاوز هذه العقبة باللجوء للمقاهي والأندية والصالات الرياضية، لمواكبة المباريات، حيث تخصص  شاشات عملاقة لذللك.

التشفير التلفزيوني عقبة المونديال

وفي معاناة ثالثة، سيكون التشفير التلفزيوني عقبة أمام أهالي قطاع غزة كغيرهم من البقاع الفقيرة في العالم؛ لعدم القدرة على ابتياع البطاقات الخاصة، لكن هذه العقبة وجدت حلولاً، كما يشير عبد السلام إسماعيل هنية مدير مؤسسة أمواج الإعلامية، وذلك عبر عرض محطة أمواج الرياضية وغيرها المباريات، وتجد الجماهير مرادها في متابعة منتخباتها ونجومها في قلب القارة اللاتينية.

وتتسابق المحطات الأرضية في قطاع غزة، والضفة الغربية؛ لتلبية حاجة متابعيها، ولزيادة الإقبال نحوها، بنقل المباريات دون عناء، وتخصص أستوديو تحليلي بمشاركة نخبة من المحللين، وتزامن ذلك مع إعلان رئيس القسم الرياضي في مرئية الأقصى الأرضية الإعلامي أحمد أبو دياب بث المباريات على الهواء مباشرة.


اقتناء شبكات اللقط الهوائي

وفي خطوة لالتقاط بث القنوات الأرضية، فإن المواطنين يجدون مرادهم في شبكات اللقط الهوائي، التي لا يتجاوز ثمنها 30 شيكلاً. وقال معتصم زهير الرفاتي صاحب متجر لبيع الشبكات إنه مع صعوبة الأوضاع الاقتصادية، وتنامي قضية احتكار نقل المباريات، أقدم المواطنون منذ نحو شهر على شراء هذه الشبكة السحرية التي ستضعهم في قلب المونديال دون مشقة البحث عن بطاقات التشفير داخل بيتهم وأعمالهم.

والزائر للمدن والقرى في غزة يستطيع أن يرقب وجود هذه الشبكات فوق أسطح وشرفات المنازل، وفي اتجاه أخر يشير سلامة الزيتوينة صاحب محل للأدوات الكهربائية إلى أن هذه الشبكة رغم قلة ثمنها إلا أنها استطاعت إنعاش المبيعات المتوقفة بفعل الحصار.  

وليست تجار الأدوات الكهربائية المستفيدين وحدهم، فإن أصحاب المقاهي والمطاعم والأندية ينالهم نصيب من أرباح مباريات المونديال، حيث بدأ أصحابها في تركيب شاشات بث ضخمة لروادها في محاولة لإنعاش حركتها، ولنقل المواطن والمشاهد من معاناته اليومية المزدوجة بتراجع الوضعين السياسي والتجاري كما يشير صاحب مقهى- رنوش في حي الرمال، وهو ما حذا بالعديد من الأندية لوضع شاشة كبيرة لذللك.

ومع قرب انطلاق المونديال، تتوجه أنظار الجماهير للاستمتاع بفترات كروية ومشاهدة الإثارة والتشويق مع المنتخبات، التي تعشق ألوانها متمنية أن يكون لها مكانة ونصيب في الأدوار الأخيرة ، في حين لم يخف البعض عدم حبه وكراهيته لمنتخبات بعينها انطلاقاً من نواح ٍ سياسية.