نقاط مكثَّفة حول مجريات الحرب على غزة والمشهد الميداني للاحتلال والمقاومة

حرب غزة
حرب غزة

أصدر مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي نقاط مكثَّفة حول مجريات المواجَهة البرية والحرب على قطاع غزة.


▪️ *المشهد الميداني لجيش الاحتلال:*

▪︎ شمال قطاع غزة، ميدانيًّا تشهد استقرارًا نسبيًّا بعد إنجاز آليات الاحتلال عمليات إعادة الانتشار خارج المناطق المأهولة، بما فيها تفكيك وإخلاء رؤوس الجسور في المناطق الغربية في بيت لاهيا والشرقية في جباليا.

▪︎ تشهد مناطق شمال قطاع غزة عملياتِ إغارة من الطيران الحربي، واستهدافاتٍ مُركَّزةً في عدة مناطق، بما يشمل استهدافَ سيارات مدنية في مجموعة من المفترقات.
- أعادت قواتُ الاحتلالِ الانتشارَ من جميع محاور التقدم في محافظة غزة، وبشكل محدد في مناطق جنوب غزة والرمال الجنوبي وأحياء أنصار وتل الهوا بعد عمليات موسعة وتدمير كبير للبنى التحتية والمنشآت، شملت عمليات نسف للمقار الأمنية المركزية في مجمعَي الجوازات وأنصار غرب غزة.

▪︎ تمركزت الآليات بعد إعادة الانتشار في مواضع رؤوس الجسور في تقاطع الشيخ عجلين على شارع الرشيد، إضافةً إلى رؤوس جسور في شارع 8 جنوب مدينة غزة.

▪︎ تشهد مناطق الشمال الغربي في محافظة غزة هدوءًا ميدانيًّا نسبيًّا بعد إتمام الانسحاب من جميع المناطق المأهولة.

▪︎ ينفِّذ طيران الاحتلال المُسيَّر ضرباتٍ مُركَّزةً استهدفت عددًا من الشقق السكنية والسيارات المدنية في أحياء محافظة غزة.

▪︎ في محور وسط القطاع، تشهد المخيمات الوسطى ومدينة دير البلح ضرباتٍ مكثَّفةً من الطيران الحربي لعدد من المنازل، دون أي تقدُّم ميداني للآليات من رؤوس الجسور ومواضع التمركز في مناطق جحر الديك والمغراقة ومحيط وادي غزة.

▪︎ في محور الجهد الرئيسي، والذي يمثل ساحة عمليات كبرى في محافظة خان يونس، أخلى جيشُ الاحتلالِ كلًّا من مستشفى الأمل ومستشفى ناصر بعد عمليات حصار واستهداف بالمدفعية وطيران الاحتلال المُسيَّر (كواد كابتر) في اتجاه النازحين والطواقم الطبية.

▪︎ يستمر جيش الاحتلال في تنفيذ عمليات نسف واسعة للعديد من الأحياء في محافظة خان يونس، شملت تفجير مربعات كاملة في شرق ووسط وجنوب خان يونس.

▪︎ نفَّذ طيران الاحتلال ومدفعيته من الاستهداف لمناطق متفرقة في محافظة رفح، شملت تركيزًا مُحدَّدًا على خطوط سير شاحنات المساعدات، واستهدافاتٍ مُركَّزةً للطواقم الشرطية والأمنية المسؤولة عن تأمينها.

▪︎ نفَّذ جيش الاحتلال عمليةً خاصةً في محافظة رفح لتحرير أسيرين لدى المقاومة، استخدَم فيها قواتٍ مُتعددةً من الكوماندوز والوحدات الخاصة، مع غطاء جوي كثيف شمل عمليةَ تمويهٍ واسعةً باستهدافات في عدة نقاط للتغطية على العملية وانسحاب القوة المهاجمة.

▪️ *المشهد الميداني للمقاومة:*

▪︎ تتعامل المقاومة في محاور الاشتباك المختلفة مع محاولات التقدم بالأسلحة المناسبة واستخدام تكتيكات حرب الغوار واستنزاف قوات العدو البرية، وتنفِّذ عملياتِ استدراجٍ مستمرةً لقوات الاحتلال لكمائن النار.

▪︎ نجحت المقاومة في توجيه عدد من الضربات وتشغيل عدد من الكمائن والاستهدافات لقوات جيش الاحتلال في منطقة عبسان شرق خان يونس، وهي منطقة تقع ضمن مواقع تمركز جيش الاحتلال منذ أكثر من شهرين.

▪︎ ما تزال المقاومة تُشغِّل قدراتِها الناريةَ والصاروخيةَ والمدفعيةَ باقتدار، واستطاعت توجيهَ عدة ضربات صاروخية كبيرة من مواقع متعددة ادَّعى الاحتلال إطباق السيطرة عليها، خصوصًا في مناطق شمال قطاع غزة، حيث استهدفت برشقات صاروخية مستوطنات غلاف غزة ومدينة عسقلان وموقع زيكيم العسكري.

▪︎ ما تزال المقاومة تتعرض لقوات المشاة بنيران استهداف مُركَّزة من سلاح القنص بوساطة طرازات متعددة، مثل بندقية "الغول" محلية الصنع، والتي تُشكِّل نسخةً فلسطينيةً عن بندقية Steyr HS .50k النمساوية.

▪︎ في مناطق التعمق في محافظة خان يونس، نجحت المقاومة في تنفيذ عدد من كمائن النار وتفجير فتحات أنفاق عبر جهود هندسية مُعدَّة مسبقًا أو مستحدَثة شملت تجهيز منازل مفخخة في القوات التي حاولت التقدم تجاه هذه المواقع، وأوقعتها بين قتيل وجريح، واستخدمت القذائف الترادفية المضادة للدروع وعبوات العمل الفدائي والعبوات التلفزيونية والرعدية والشواظ.

▪︎ تستهدف المقاومةُ تحشيداتِ الاحتلالِ ومواقعَ القيادةِ وخطوطَ الإمدادِ لجيش الاحتلال بقذائف الهاون من العيار الثقيل 120ملم، وتستهدف المشاةَ ضمن عمليات الاشتباك بقذائف الهاون النظامي عيار 60 ملم ضمن عمليات استحكام مدفعي في مختلف محاور القتال.

▪︎ أعلنت المقاومة عن مقتل عدد من أسرى الاحتلال وإصابة عدد آخر إصابات خطيرة بضربات جوية نفَّذها الطيران الحربي لجيش الاحتلال.

▪️ *الاستخلاصات:*

○ عمل الاحتلال جاهدًا في سبيل إنجاح عملية تحرير الأسيرَين شمال مدينة رفح، لتحقيق عدة أهداف تشمل تخفيف الضغط الداخلي وتشكيل دفعة معنوية مهمة للجيش، وتقديم نموذج حول فاعلية الخيار العسكري في تحرير الأسرى.

○ استهداف الاحتلال للطواقم المسؤولية عن تأمين المساعدات، إضافةً إلى ضرب خطوط النقل المعتادة لشاحنات المساعدات، في إطار محاولة ضرب المنظومة الحكومية وإشاعة الفوضى في محافظة رفح، والتهيئة لخلق بيئة شعبية معادية للمقاومة.

○ ارتكز نشاط جيش الاحتلال في مناطق جنوب مدينة غزة على أهداف جديدة شخصها تحديث بنك الأهداف في خلال الأيام التي تلت الانسحاب والانتقال إلى المرحلة الثالثة التي تشمل الاستنزاف والحفاظ على حرية حركة الجيش.

○ ينفِّذ الاحتلال ضرباتٍ جويةً مُركَّزةً لمواقع استجدَّت في بنك أهداف الاحتلال ضمن الجهود الاستخباراتية في متابعة إعادة التمركز والتشكيل لكتائب المقاومة وعُقدها القتالية على إثر الانسحابات من داخل أحياء مدينة غزة وشمالها.

○ نجحت المقاومة في إعادة تشغيل عدد من مرابض الصواريخ والمدفعية في المناطق التي انسحب منها الاحتلال، خصوصًا في مناطق شمال قطاع غزة وشرق مدينة غزة.
- كثَّفَت المقاومةُ من استخدام الجهود الهندسية والعبوات الناسفة في استهداف الآليات والجنود، مع تقليص لاستخدام القذائف المضادة للدروع وتوجيهها في اتجاه الأهداف الثمينة.

○ ينهي جيش الاحتلال عمليته العسكرية في محور الجهد الرئيسي في محافظة خان يونس.

○ أثبتت المقاومة تماسُك قدراتها وبنيتها التحتية في مناطق القتال شمال قطاع غزة، وانعكس هذا انعكاسًا كبيرًا في قدرات تشغيل منظومات الصواريخ، إضافةً إلى التصدي لمحاولات التقدم الجديدة في عدد من المحاور.

○ تؤكِّد قدرةُ المقاومةِ على توجيه ضربات في مناطق عبسان وشرق خان يونس تماسُكَ العُقد القتالية للمقاومة ومنظومات القيادة والسيطرة وإدارة العمليات، حتى في المناطق التي تجري فيها عمليات قتالية منذ أكثر من شهرين متواصلين.

○ يستمر الاحتلال بالتمهيد الناري والميداني وتسوية الأرض لفرض المنطقة العازلة بعمق كيلو متر من الحدود الشرقية والشمالية للقطاع، بما يشمل مسح أحياء كاملة.

○ يكثِّف الاحتلال من استهدافاته في المناطق الشرقية لمحافظة رفح، في محاولة لدفع السكان والنازحين في هذه المناطق إلى النزوح، خصوصًا مع الأخبار المتواصلة عن عملية عسكرية تستهدف رفح.

○ نجحت الأجنحة العسكرية الأخرى لفصائل المقاومة ("سرايا القدس" – "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى" – "كتائب المجاهدين") في إعادة تشغيل العديد من مواردها ومرابضها في مناطق شمال قطاع غزة، ونجحت في توجيه ضربات صاروخية ومدفعية لمواقع ومستوطنات غلاف غزة ومواضع تحشيدات جيش الاحتلال، فيما تعمل كتائب القسام على توجيه ضربات محدَّدة ومكثَّفة تخضع لاعتبارات إدارة العمليات ووتيرة المفاوضات.

○ يستمر الفعل المقاوم المشترك بين الأجنحة العسكرية ويتطور، ما يعكس وجود وحدة ميدانية حقيقية بين المقاومين، إضافةً إلى سلامة البيئة العملياتية للمقاومة في مناطق الجهد الرئيسي والثانوي، ما يتيح القدرة على التنسيق والفعل المشترك والذي تنوع ما بين الكمائن والاستهدافات، وتوجيه ضربات المدفعية لتحشيدات وخطوط إمداد العدو.

▪️ *التقدير:*

• على الرغم من كون تحرير أسيرَين يقع ضمن هامش الخسارة الطبيعي والمتوقع، فإنَّ توقيت ومكان العملية قد أعطى الاحتلال دفعة إيجابية متعددة المستويات، سواءٌ على صعيد مفاوضات وقف إطلاق النار، أو في مواجهة تصاعُد ضغوط عائلات الأسرى، واستعادة جزء من الثقة بالجيش وفعالية العمليات العسكرية في تحرير أسرى الاحتلال، وسيُشكِّل هذا النجاحُ حافزًا للمزيد من العمليات المشابهة في الأيام القادمة، كما ستعطي رئيسَ وزراء الاحتلال مادةً جديدةً للتسويق لعملية عسكرية منظورة في رفح.
سيعمل الجيش على إنهاء عملياته في خاني ونس، وضمن هذا السياق يكثِّف من الإعلانات عن اكتشافات لأنفاق استراتيجية وأماكن استعملت سابقًا لاحتجاز أسرى الاحتلال، كما مقرات قيادة وتمركز لتسجيل إنجازات بعد فشل العملية على مدار ثلاثة شهور في تسجيل إنجازات حقيقية توقَّع الاحتلال تحقيقها، فيما يحتاج جيش الاحتلال إلى الانسحاب ولو جزئيًّا من أجزاء كبيرة في جنوب المحافظة تحديدًا، تمهيدًا لأي عمليات لنقل السكان والنازحين في رفح إليها.

• ستعمل المقاومة على توجيه ضربات نوعية لجيش الاحتلال وتنفيذ كمائن كبرى بهدف عكس أي نتائج عوَّل عليها الاحتلال من عملية تحرير الأسرى، وزيادة ضغط الاحتلال وجيشه، كما ستكثِّف المقاومة من الحرب النفسية وتصدير مواد إعلامية لتحفيز المزيد من الحراكات لأهالي الأسرى وتصعيد احتجاجاتهم ضد حكومة "نتنياهو".

• ستصعِّد أو تخفِّض المقاومةُ من وتيرة استهدافِها وتشغيلِ القدرات الصاروخية واستهدافِ مدن العمق، ارتباطًا بمحدداتِ وتيرةِ التفاوض، ومستوى جرائم الاحتلال، فيما سيُشكِّل عنوانُ أيِّ عمليةٍ مستقبليةٍ في رفح عنوانَ الضغطِ الأقصى والعاملَ المُفجِّر لدى كل الأطراف.