نقاط مكثفة حول مجريات المواجهة البرية والحرب على قطاع غزة اليوم الـ121

جنود اسرائيليون
جنود اسرائيليون

استعرض مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي نقاط مكثفة حول مجريات المواجهة البرية والحرب على قطاع غزة في اليوم الـ121.

◼️ *المشهد الميداني لجيش الاحتلال:*

▪︎ شمال قطاع غزة، أنهت قوات الاحتلال مناوراتِها البريةَ التي شملت التعمقَ في بعض محاور شمال قطاع غزة بعد إعادة الانتشار سابقًا ضمن الدخول في "المرحلة الثالثة" من العمليات.

▪︎ أعادت قواتُ الاحتلالِ الانتشارَ من جميع محاور التقدم في المحافظة إلى الشريط الفاصل، وانسحبت الآليات حتى من رؤوس الجسور داخل الأحياء الغربية لشمال القطاع وصولًا إلى شارع الرشيد.

▪︎ تقدمت الآليات في جنوب مدينة غزة في اتجاه حي تل الهوا ومنطقة الرمال الجنوبي انطلاقًا من عدة محاور، أبرزها شارع 10 جنوب المدينة، وشارع الرشيد غرب المدينة، إلى منطقة أنصار ومحيط منطقة الكتيبة ومربع الجامعات والجوازات ومفترق الصناعة.

▪︎ تراجعت القوات في العديد من مواضع التقدم في غرب محافظة غزة مواقع التمركز في كلٍّ من النصر والشيخ رضوان، بُعيد تنفيذ عدد من الأنشطة العملياتية على الأرض في خلال الأسابيع الأخيرة.

▪︎ نفَّذت قوات الاحتلال عملياتِ نسفٍ كبرى للمواقع المركزية للأجهزة الأمنية في مدينة غزة، خاصةً موقعَي أنصار والجوازات، إضافةً إلى نسف العديد من الأبراج السكنية والتجارية المتبقية في منطقة الرمال.

▪︎ في محور الجهد الرئيسي في وسط قطاع غزة، أعادت قواتُ الاحتلالِ الانتشارَ خارج كل مناطق التقدم، وشهدت المناطقُ انخفاضًا كبيرًا في وتيرة الحركة العملياتية على الأرض، باستناء بعض النقاط في شرق البريج.

▪︎ في محور الجهد الرئيسي، والذي يمثل ساحة عمليات كبرى في محافظة خان يونس، تراجعَ جيش الاحتلال من العديد من مواقع التقدم مع مناورة التقدم الكبيرة قبل أسابيع والوصول إلى مناطق غرب خان يونس ومحيط جامعة الأقصى، وشهدت المنطقة إعادة انتشار وتموضع في محيط مخيم خان يونس.

▪︎ نفَّذ جيش الاحتلال عملياتِ نسفٍ واسعةً للعديد من الأحياء في محافظة خان يونس، شملت تفجيرَ مربعات كاملة في شرق ووسط خان يونس.

▪︎ كثَّف طيران الاحتلال ومدفعيته من الاستهدافَ لمناطق متفرقة في محافظة رفح، شملت تركيزًا على المناطق الشرقية والشرقية الجنوبية من المحافظة.

▪︎ أعلن جيش الاحتلال سحب كلٍّ من لواء الاحتياط الخامس واللواء الأول "كرياتي"، ولواء المظليين الذي يُعرف باسم "رأس الرمح" ويتألف من خَمس كتائب، إضافةً إلى سحب الكتيبة 7107 إحدى كتائب الهندسة القتالية التابعة لقوات الاحتياط سبقهم سحب الفرقة 36، وهي واحدة من أربع فرق عسكرية نشطت في الحرب على غزة.

◼️ *المشهد الميداني للمقاومة:*

▪︎ تتعامل المقاومة في محاور الاشتباك المختلفة مع محاولات التقدم بالأسلحة المناسبة واستخدام تكتيكات حرب الغوار واستنزاف قوات العدو البرية، وتنفذ عمليات استدراج مستمرة لقوات الاحتلال لكمائن النار.

▪︎ ما تزال المقاومة تُشغِّل قدراتِها الناريةَ والصاروخيةَ والمدفعيةَ باقتدار، وقد استطاعت توجيه عدة ضربات صاروخية كبيرة من مواقع متعددة ادَّعى الاحتلال إطباق السيطرة عليها، خصوصًا في مناطق شمال قطاع غزة.

▪︎ كثَّفَت المقاومةُ من عمليات إسقاط/سيطرة على طائرات الاحتلال المُسيَّرة، ونجحت في تحييد عدد منها والسيطرة عليها في مختلف مناطق القتال في قطاع غزة.

▪︎ ما تزال المقاومة تتعرض لقوات المشاة بنيران استهداف مُركَّزة من سلاح القنص بوساطة طرازات متعددة، مثل بندقية "الغول" محلية الصنع، التي تُشكِّل نسخةً فلسطينيةً عن بندقية Steyr HS .50k النمساوية.

▪︎ وجَّهَت المقاومةُ عدة ضربات مدفعية وصاروخية لمواقع القيادة والسيطرة ونقاط التمركز وحشد الجيش خارج حدود قطاع غزة شرق جباليا، إضافةً إلى استهداف أبراج المراقبة بالأسلحة الرشاشة.

▪︎ شهدت مناطق التوغل الجديدة في محافظة غزة عمليات تصدٍّ نوعيٍّ نفَّذتها المقاومة واستهداف للآليات المتقدمة بالقذائف المضادة للدروع والجهود الهندسية، أدى إلى تفجير وإعطاب عدد كبير من الآليات وبشكل متميز في المناطق التي سبق وأن مسحها الاحتلال منذ اللحظات الأولى للضربات الجوية وأجرى فيها تمشيطًا تفصيليًّا قبل إعادة الانتشار بالتحديد في منطقتَي الرمال الجنوبي والغربي.

▪︎ في مناطق التعمق في محافظة خان يونس، نجحت المقاومة في تنفيذ عدد من كمائن النار وتفجير فتحات أنفاق عبر جهود هندسية مُعدَّة مسبقًا أو مستحدَثة، شملت تجهيزَ منازل مفخَّخة في القوات التي حاولت التقدم في اتجاه هذه المواقع، وأوقعتها بين قتيل وجريح، واستَخدَمَت القذائفَ الترادفيةَ المضادةَ للدروع وعبواتِ العمل الفدائي والعبواتِ التلفزيونية والرعدية والشواظ.

▪︎ تستهدِف المقاومةُ تحشيداتِ الاحتلالِ ومواقعَ القيادةِ وخطوطَ الإمدادِ لجيش الاحتلال بقذائف الهاون من العيار الثقيل 120ملم، وتستهدِف المشاةَ ضمن عمليات الاشتباك بقذائف الهاون النظامي عيار 60 ملم ضمن عمليات استحكام مدفعي في مختلف محاور القتال.

▪︎ نجحت المقاومة في توجيه ضربات جديدة للقوات المتمركزة في منطقة جحر الديك، على الرغم من تواجُد الجيش في داخل المنطقة منذ بداية الغزو البري للقطاع.

 

◼️ *الاستخلاصات:*

 

○ كثَّف الاحتلالُ عملياتِ الإغارةِ في مناطق محافظة غزة وشمالها، لتثبيت معادلات حرية الحركة لجيش الاحتلال، والرد على الوجبات الصاروخية التي نجحت المقاومة في توجيهها من هذه المناطق.

 

○ ينفِّذ الاحتلالُ ضرباتٍ مُركَّزةً لمواقع استجدَّت في بنك أهداف الاحتلال، ضمن الجهود الاستخباراتية في متابعة إعادة التمركز والتشكيل لكتائب المقاومة وعُقدها القتالية على إثر الانسحابات من داخل أحياء مدينة غزة وشمالها.

○ يوجِّه الاحتلالُ مجموعةً من الضربات الجوية مستهدِفًا ترتيباتِ إعادةِ فرضِ الأمنِ والسيطرةِ الحكوميةِ في مناطق شمال غزة.

 

○ في إطار مواجهة معادلات الاستنزاف، كثَّفت المقاومةُ من استخدام الجهود الهندسية والعبوات الناسفة في استهداف الآليات والجنود، مع تقليص لاستخدام القذائف المضادة للدروع، وتوجيهها في اتجاه الأهداف الثمينة.

○ عادت العمليات العسكرية إلى وتيرة شبه روتينية في منطقة خان يونس بعد فشل المناورة الكبرى لجيش الاحتلال بالتقدم السريع رأسيًّا في مناطق غرب خان يونس في إحداث حالة من الانهيار في تماسُك منظومة القيادة والسيطرة لقيادة المقاومة في المحافظة، وتماسُك الخطوط الدفاعية والعقد القتالية وعدم الانكشاف الأمني في ضوء الضغط الميداني الأقصى.

○ أثبتَت المقاومةُ تماسُكَ قدراتِها وبنيتِها التحتيةِ في مناطق القتال شمال قطاع غزة، وأنعكس هذا انعكاسًا كبيرًا في قدرات تشغيل منظومات الصواريخ، إضافةً إلى التصدي لمحاولات التقدم الجديدة في عدد من المحاور.

○ عودة المقاومة إلى توجيه ضربات في مناطق جحر الديك والمغراقة يثبت أنَّ العمليات المُركَّزة في المحافظة الوسطى لم تنجح في تفكيك البنى التحتية للمقاومة والقدرات التشغيلية لها.

○ يستمر الاحتلال في التمهيد الناري والميداني وتسوية الأرض لفرض المنطقة العازلة بعمق كيلو متر من الحدود الشرقية والشمالية للقطاع، بما يشمل مسح أحياء كاملة.

 

○ يستمر الفعل المقاوم المشترَك بين الأجنحة العسكرية ويتطور، ما يعكس وجودَ وحدة ميدانية حقيقية بين المقاومين، إضافةً إلى سلامة البيئة العملياتية للمقاومة في مناطق الجهد الرئيسي والثانوي، ما يتيح القدرة على التنسيق والفعل المشترَك، الذي تنوع ما بين الكمائن والاستهدافات، وتوجيه ضربات المدفعية لتحشيدات وخطوط إمداد العدو.

○ إنَّ حالة المقاومة النوعية وكمائنها الناجحة ، في المناطق التي شهدت عملياتٍ مكثَّفةً مسبقًا لجيش الاحتلال وتدميرًا واسعًا فيها، تَعكِس عمقَ البنية التحتية للمقاومة وتماسُكها، وقدرةَ المقاومة على استخلاص العبر وإعادة لملمة الصفوف وترتيب العُقد القتالية في مناطق العمليات بشكل سريع.

◼️ *التقدير:*

 

• يعمل الاحتلال جاهدًا على تثبيت حرية الحركة في مناطق "المرحلة الثالثة" من العمليات، ويسعى إلى توجيه ضربات مكثفة ومُركَّزة لما يستجدُّ في بنك أهدافه في مناطق الانسحاب، وفي هذا الإطار سيحاول تكثيف حركته البرية في مناطق يعول على انعدام/انخفاض قدرات المقاومة التشغيلية فيها، تؤمِّن له الصورةَ اللازمةَ حول القدرة على الحركة بسلاسة دون مقاومة فعلية، ما عَكسَت نتيجتَه المقاومةُ بتماسُك بنيتِها التحتية وقدراتِها التشغيلية في مختلف مناطق التوغل، وفي بعضها بدرجة أكثر شراسة ومتانة من التصدي في المراحل السابقة، ما يؤكِّد وجودَ إدارةٍ ذكيةٍ لدى المقاومة وعدم استنزاف قدراتها في المراحل الأولى من العمليات البرية.

 

• سيعود نمط العمليات إلى "القضم التدريجي" في محافظة خان يونس بعد مناورة التقدم الكبيرة وعدم نجاحها في تحقيق أهدافها بإحداث صدمة وانهيار في بنى المقاومة، والمراهنة على فعالية الحصار والضغط الأقصى في استنزاف قدرات المقاومة وكشف مكامنها.

• ستعمل المقاومة على مواجَهةِ سياسةِ الضغطِ الأقصى بتكثيف العمليات النوعية وعكس معادلة ضغط أقصى مواجهة برفع كلفة البقاء على الأرض، إضافةً إلى توسيع عمليات الحرب النفسية في ملف الأسرى، وتحفيز أهالي الأسرى الصهاينة للمزيد من الضغط على الحكومة، خصوصًا بعد الكشف المستمر عن نتائج التحقيقات الداخلية بمسؤولية الجيش المباشرة عن قتل العديد من الأسرى.

• ستستمر المقاومة في تنفيذ معادلات الإدارة الذكية للنيران، بهدف الحفاظ على مقدراتها وتكثيف استخدام الجهود الهندسية في مواجهة الآليات والجنود، وتقليص استخدام القذائف المضادة للدروع والوجبات الصاروخية.

• ستسمر المقاومة في توجيه ضرباتها الصاروخية الكبرى مستهدِفةً عمقَ الاحتلالِ ومدنَ المَركزِ على فترات متباعدة، واتصالًا بتقييم السلوك العملياتي على الأرض والوتيرة التفاوضية في محادثات وقف إطلاق النار.

 

 

*مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي*

*4-2-2024م*