إسرائيل ستناقش خطط ما بعد الحرب

واشنطن تحدد نهاية 2023 كموعد لإنهاء العملية الإسرائيلية الضخمة في غزة

بايدن يهاتف نتنياهو
بايدن يهاتف نتنياهو

حدّدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية سنة 2023 كموعد مستهدف لإنهاء العملية العسكرية الإسرائيلية الضخمة في غزة.

وأكد موقع "المونيتور" الأميركي، اليوم الثلاثاء، نقلاً عن مصادر إسرائيلية، أنّ هذا ليس موعداً نهائياً" لإنهاء العملية العسكرية الإسرائيلية، بل هدفاً.

وأشار الموقع إلى أنه "خلال الحرب، يمكن أن تتغير التواريخ المستهدفة، لكن الأميركيين يعتقدون بوضوح أنّ إسرائيل تقترب من استنفاد الغزو البري الواسع النطاق الذي شنّته في 27 تشرين/أكتوبر الأول، ويجب عليها التحول إلى جهود أكثر تركيزاً لإسقاط حماس".

وقال دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى لـ"المونيتور" إنّ "الفجوة بيننا وبين الأميركيين تبلغ نحو 3 أسابيع إلى شهر، لا شيء لا يمكن حله".

وفي سياقٍ متصل، قال مراسل الشؤون السياسية في القناة "كان"، عميخاي شتاين، إنّ "الأميركيين ينقلون إلى إسرائيل في الأيام الأخيرة رسالة قاطعة، مفادها أنّ هذا العملية المكثفة جنوب قطاع غزة لديها ربما أسابيع وليس لديكم أشهر بل أسابيع فقط".

وتابع شتاين بالقول: "لن نفصّل حول تواريخ دقيقة، لكن لنقول إننا نتحدث عن نحو بداية شهر كانون الثاني/ يناير حيث ستبدأ الانتخابات التمهيدية الأميركية".

وأوضح أنّ "الرسالة الأميركية هي أنّ لديكم أسابيع لإنهاء الهجوم الكبير في الجنوب، بالطبع سيكون هناك في المستقبل عمليات وغارات هنا وهناك، لكن الهجوم الكبير يجب أن ينتهي خلال أسابيع".

فيما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية -نقلا عن مصادر مطلعة- أن إسرائيل كانت ترغب في تسوية كامل قطاع غزة بالأرض لولا التحذيرات الأميركية.

وأشارت إلى أن التقييمات الاستخباراتية الأميركية تظهر أن إسرائيل لا تستطيع ضمان مستوى كثيف لعملياتها في غزة إلى أجل مفتوح، مؤكدة -وفق مسؤولين أميركيين- أن المرحلة الحالية من الغزو البري الإسرائيلي قد يستمر إلى يناير/كانون الثاني المقبل

يُشار إلى أنه قبل أيام، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، رفض قبول الطرح الإسرائيلي بشأن استمرار الحرب على غزة، كما كان الوضع قبل الهدنة الحالية.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ بلينكن أخبر المستوى السياسي في "إسرائيل" خلال "لقاء مشحون": "لديكم أسابيع، وليس أشهراً".

وأضافت أنّ وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، قال لبلينكن إنّ "العملية ستستغرق أشهراً"، لكنّ بلينكن ردّ عليه قائلاً: لا أعتقد أن أمامك أشهراً".

وفي وقت سابق اليوم، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ مسؤولين إسرائيليين أكدوا عدم وجود خلاف مع الولايات المتحدة بخصوص "القضاء على حركة حماس".

في غضون ذلك  قال مسؤولون أمريكيون إنّ إسرائيل تبدي استعدادًا أكبر لمناقشة الخطط الخاصة بغزة بعد الحرب، وفقاً لموقع “أكسيوس”.

وبحسب ما ورد، كان فريق الرئيس جو بايدن يضغط على إسرائيل منذ المراحل الأولى من الحرب لوضع خطة لما سيحدث في غزة بعد الصراع، الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 15 ألف شخص في غزة.

ووفقًا لمسؤولين أمريكيين على دراية مباشرة بالمحادثات التي جرت هذا الأسبوع بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة بايدن، فإن الولايات المتحدة تريد تجنب فراغ الحكم والأمن في غزة بعد الحرب وعدم السماح لحماس بالنهوض مرة أخرى، على حد تعبير “أكسويس”.

وقال مسؤول أمريكي كبير إنه خلال المحادثات التي جرت هذا الأسبوع مع فيل غوردون مستشار الأمن القومي لنائبة الرئيس كامالا هاريس، كان المسؤولون الإسرائيليون الذين ركزوا على خوض الحرب “مستعدين للحديث عن المستقبل” في غزة.

كما أعربت الإدارة عن قلقها من أن إسرائيل قد تواصل عمليتها البرية العسكرية في جنوب غزة كما فعلت في الجزء الشمالي من القطاع.

ويقوم فيل غوردون، مستشار الأمن القومي لنائبة الرئيس كامالا هاريس، بزيارة إسرائيل والسلطة الفلسطينية هذا الأسبوع لمناقشة سيناريوهات وخطط “اليوم التالي”.

ويرافقه مستشار هاريس لشؤون الشرق الأوسط إيلان غولدنبرغ، الذي يشارك بعمق في التخطيط المشترك بين الوكالات حول كيفية حكم غزة بعد الإطاحة المفترضة بحماس.

ووصل مسؤولو البيت الأبيض إلى إسرائيل قادمين من دبي حيث رافقوا هاريس في اجتماعاتها مع قادة الإمارات ومصر والأردن على هامش قمة المناخ COP28. وركزت مناقشاتها في دبي على اليوم التالي في غزة.

وفي إسرائيل، التقى مستشارو هاريس بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، وعضو مجلس الوزراء الحربي بيني غانتس، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، والوزير غادي آيزنكوت، وهو مراقب في حكومة الحرب، وزعيم المعارضة يائير لابيد، وفقا لموقع “أكسيوس”.

وقال المسؤولون الأمريكيون إن المجموعة ناقشت الأهداف والعمليات العسكرية في غزة.

وبحسب ما ورد، قال أحد المسؤولين الأمريكيين: “أكد غوردون للإسرائيليين أن حماس منظمة (..) وأنه لا يمكن لأي دولة أن تقبل التهديد الذي تمثله حماس، وأننا ندعم الأهداف العسكرية(..) لإسرائيل.

وأضاف المسؤول أن غوردون شدد، أيضاً،  على أهمية الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وضرورة زيادة المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين خلال العملية البرية الإسرائيلية في جنوب غزة.

وقال المسؤولون الأمريكيون إن غوردون أطلع الإسرائيليين على محادثات هاريس في دبي مع القادة العرب حول ما يحدث بعد انتهاء الحرب في غزة وعرض ما طرحته هاريس علنًا حول كيفية رؤية الإدارة لإعادة الإعمار والأمن والحكم في غزة بعد القتال.

ورحلة غوردون إلى إسرائيل هي الأحدث في سلسلة زيارات كبار المسؤولين الأمريكيين، الذين يتواجدون هناك أسبوعياً منذ بدء الحرب.

وقال مسؤول أمريكي ثالث إن المسؤولين الأمريكيين يريدون “التواجد هناك كل أسبوع حتى نتمكن من التواصل مع الإسرائيليين والفلسطينيين وجها لوجه بشأن قضية اليوم التالي”.

وأضاف المسؤولون أنّ غوردون أخبر نظراءه الإسرائيليين بأن الولايات المتحدة تريد أن يكون لديها خطة لمستقبل غزة لتجنب السماح لحماس “بالعودة إلى الحياة”.

وقال مسؤول أمريكي كبير: “كان هناك تحرك على الجانب الإسرائيلي من النقطة التي ركزوا فيها فقط على القتال، ورفضوا مناقشة اليوم التالي إلى النقطة التي أصبحوا فيها على استعداد للحديث عن المستقبل”.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وإدارة بايدن تناقشان منذ أسابيع مسألة غزة ما بعد الحرب، وأنه لم يطرأ أي تغيير في النهج الإسرائيلي.

واعترف المسؤولون الأمريكيون بأنه لا تزال هناك اختلافات بين الطريقة التي ترى بها الولايات المتحدة غزة بعد الحرب وكيف تنظر إليها إسرائيل – بشكل رئيسي حول مسألة الدور الذي ستلعبه السلطة الفلسطينية.

يوم الثلاثاء، اعترض نتنياهو على فكرة أن يكون للسلطة الفلسطينية دور مستقبلي، مشدداً على أن الطريقة الوحيدة للتأكد من أن غزة ما بعد الحرب منزوعة السلاح هي أن يشرف الجيش الإسرائيلي – وليس القوات الدولية – على هذه العملية.

وقال مسؤول أمريكي “لا أحد يعتقد أن السلطة الفلسطينية في وضعها الحالي تستطيع إدارة غزة وتوفير الأمن، لكن لا أحد يرى في الوقت الحالي أي بديل لقيادة فلسطينية في غزة بعد الحرب”.

وأضاف “نعتقد أننا بحاجة إلى تعزيز السلطة الفلسطينية حتى تتمكن من حكم غزة.”

وتشعر إدارة بايدن بالقلق من أن الخطوات التي اتخذتها إسرائيل منذ الحرب – مثل حجب جزء كبير من عائدات الضرائب التي تجمعها للسلطة الفلسطينية – قد أضعفت قدرة السلطة على أن تكون فعالة.

وقال الرئيس بايدن يوم الثلاثاء: “لقد عملت مع العديد من الأشخاص داخل وخارج الحكومة لمعرفة ماذا بعد غزة”. “أعتقد أن الحل الوحيد المتاح هو حل الدولتين”.

وسيزور غوردون وغولدنبرغ رام الله يوم الأربعاء للقاء كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية.

وقال المسؤول: “أمامنا الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به لجعل الجميع على نفس الصفحة، بما في ذلك الفلسطينيين”. “لن يكون الأمر سهلا”.

انتهى

واشنطن - غزة-تل ابيب /  المشرق نيوز