تتخوف من تطور قدرات الدفاعات الجوية للحزب

إسرائيل تمنح حزب الله مهلة نهائية لإزالة الخيام العسكرية التي أقامها عند الحدود

حزب الله
حزب الله

منحت إسرائيل حزب الله مهلة نهائية في رسالة تهديدية نقلتها إلى لبنان، لإزالة الخيام العسكرية التي أقامها على حدود إسرائيل الشمالية في منطقة تعتبرها تابعة لها، علمًا بأنها منصوبة في أراضي مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وفقًا لما أوردت تقارير إعلامية إسرائيلية.

وتعمل إسرائيل دبلوماسيا بالتعاون مع عدة دول، من بينها فرنسا والولايات المتحدة، من أجل الضغط على لبنان لإخلاء الخيام التي أقامها حزب الله عند المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل.

وأعطت إسرائيل مهلة مع تهديد، أنه إذا لم يزيل حزب الله الخيام، فإن إسرائيل ستتصرف. وبالتزامن، يعمل جيش الاحتلال الإسرائيلي على تفعيل ضغوطات على الجيش اللبناني، عبر القنوات الدبلوماسية، بهدف سحب الخيام.

وكانت قد أعلنت قيادة المنطقة الشمالية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، قبل نحو عام عن بدء صراع جديد يقوده حزب الله على الجبهة الشمالية للبلاد، وأطلق الجيش على هذا الصراع اسم "التصميم الداخلي".

وتزعم تقارير إسرائيلية أن حزب الله زاد النشاطات العسكرية له في منطقة الحدود مع إسرائيل على مرحلتين؛ في المرحلة الأولى، قام حزب الله بنقل مقاتلي قوة الرضوان، وهي وحدة نخبوية في الحزب، من عمق جنوب لبنان إلى قواعد ومواقع عسكرية في المنطقة الحدودية لتشكيل قوة قتالية قادرة على اختراق الحدود الإسرائيلية في عدة مواقع في نفس الوقت.

وفي المرحلة الثانية، قام حزب الله بإقامة نقاط مراقبة على طول الحدود، وهي قريبة جدًا من الخط الأزرق.

وأفادت مصادر أمنية إسرائيلية لموقع "واللا" الإسرائيلي، بأن حزب الله يقوم بنصب مراكز مؤقتة بشكل دوري تحت غطاء جمعية لحماية البيئة، تتضمن خيامًا أو مبانٍ مؤقتة على الحدود، ويتم ذلك عن طريق تنسيب الموظفين وإنشاء البنية التحتية.

وعلى إثر نشاط حزب الله بالمنطقة الحدودية، قرر الجيش الإسرائيلي، البدء في حملة تشمل بناء عوائق في عدة مواقع على طول الحدود لمنع اجتياز مقاتلي حزب الله الحدود، وعليه تم بناء أسوار وحواجز وخنادق وأنظمة تحذير متقدمة لتحصين الحدود.

وزاد جيش الاحتلال من نشاطاته التجسسية ومراقبته على الحدود لرصد أي نشاط من جانب حزب الله، وتم تكثيف عمليات المراقبة الجوية والاستخباراتية والاستخدام المتزايد لتقنيات التجسس الحديثة.

ومع ذلك، قبل حوالي شهر ونصف، ودون سابق إنذار استخباراتي إسرائيلي، لاحظت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي نشاطًا لعناصر من حزب الله بالقرب من الخط الأزرق في أراضي مزارع شبعا اللبنانية المُحتلة، وكجزء من النشاط، نصب عناصر حزب الله، خيمتين فيهما ويحرسانهما عناصر مسلحين من حزب الله. وأقيمت الخيمتان على بعد مئات الأمتار فقط من تجمع عسكري لحزب الله في الأراضي اللبنانية حيث توجد قوة أكبر.

ووفقًا لمعلومات حصل عليها موقع "واللا" عن مصدر أمني، تفيد بأن "النشاط في الموقع الجديد لا يشكل تهديدًا مباشرًا" للمستوطنات الإسرائيلية.

 

وأشارت تقديرات إسرائيلية إلى أن "عناصر حزب الله، أخطأوا التقدير في مكان نصب الخيام"، ويبدو أن حزب الله يرفض إزالة الخيام حتى الآن، لربما يكون ذلك بسبب التغطية الإعلامية للحدث، وإصرار جيش الاحتلال الإسرائيلي على إخلائها فورًا، ما يصعب على حزب الله الاستجابة وإزالة الخيام.

ونقلت مصادر في جيش الاحتلال لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أنهم يعملون على إزالة الخيام بطرق دبلوماسية للاعتقاد بأن ذلك ممكنا، لأن يسحب حزب الله الخيام بهدوء دون الذهاب نحو تصعيد.

في غضون ذلك يتابع الجيش الإسرائيلي بقلق لما يصفه "بتغيير كبير في مفهوم الدفاع الجوي لدى حزب الله في لبنان"، وذلك في أعقاب مضاعفة حزب الله كمية منظومات الدفاع الجوي التي بحوزته، "في محاولة لتقييد حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في لبنان" وفق ما ذكرت صحيفة "معاريف" اليوم، الجمعة.

ويعتبر الجيش الإسرائيلي أن قرار حزب الله بتقييد سلاح الجو الإسرائيلي بواسطة منظومات دفاع جوي روسية متوفرة، من طراز SA8 و SA22هو "تغيير جوهري في مفهوم حزب الله الإستراتيجي"، الذي في إطاره تجري محاولات لتقييد حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلية في الفترات الاعتيادية.

وأضافت الصحيفة أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن حزب الله ضاعف كمية منظومات الدفاع الجوي بحوزته خلال السنوات الخمس الأخيرة، وأن هذه المنظومات الدفاعية تستند بالأساس إلى أنظمة إيرانية حديثة.

وتحسين هذه القدرات لدى حزب الله يستمر بشكل مثابر، ويتم التعبير عن ذلك، حسب التقديرات الإسرائيلية، بتوفر هذه المنظومات لاستخدامها بصورة سريعة ووفقا لقرار أمين عام حزب الله، حسن نصر الله.

ويعتبر جهاز الأمن الإسرائيلي أن مهاجمة طائرة مسيرة إسرائيلية، في آب/أغسطس 2019، لمنشأة في بناية في قلب الضاحية الجنوبية في بيروت، معقل حزب الله، وتوصف بأنها منشأة لتحسين دقة الصواريخ، شكلت نقطة التحول في إستراتيجية حزب الله، وتهديد نصر الله حينها بالبدء في إسقاط مسيرات إسرائيلية.

ونفذ حزب الله هذا التهديد بعد شهرين، عندما أطلق صاروخا من طراز SA8 باتجاه طائرة إسرائيلية من دون طيار من طراز "هرمس 450"، كانت في مهمة جمع معلومات استخباراتية. إلا أن الصاروخ أخطأ الهدف.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي رصد المركبة التي تم إطلاق الصاروخ منها، وطلب استهدافها، بينما المستوى السياسي الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو لم يصادق على ذلك، تحسبا من تصعيد.

وتابعت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي ينظر إلى هذا الحدث على أنه بالغ الأهمية حيال المستقبل، وأنه حفّز نصر الله على إظهار قدرات ميدانية أخرى. وتلاها ثلاث محاولات من جانب حزب الله لإسقاط طائرات إسرائيلية من دون طيار.

وبحث الجيش الإسرائيلي في أعقاب ذلك إمكانية استهداف منظومات دفاع جوي لدى حزب الله، ثم أزال هذا الموضوع عن أجندته فيما سرّع حزب الله تسلحه بمنظومات دفاع جوي، حسب الصحيفة.

وأضافت الصحيفة أن "إسرائيل استهدفت هذه القدرات مرات كثيرة وألحقت أضرارا كبيرة فيها، في السنوات الأخيرة، لكن العمل على تحسينها وزيادة كميات ونوعية الأسلحة تدل على إصرار ومواظبة إيران وحزب الله في بناء القدرات العسكرية".

انتهى

القدس /  المشرق نيوز