الذكرى الرابعة عشر لرحيل الطبيبة القائدة الدكتورة فريال البنا رحمها الله - كتب هشام ساق الله

الذكرى الرابعة عشر لرحيل الطبيبة القائدة الدكتورة فريال البنا رحمها الله - كتب هشام ساق الله
الذكرى الرابعة عشر لرحيل الطبيبة القائدة الدكتورة فريال البنا رحمها الله - كتب هشام ساق الله

كتب هشام ساق الله

 في الحادي والثلاثين من تموز اغسطس عام 1999 توفيت القائده الوطنيه والطبيبه النطاسه البارعه والانسانه الرائعه الدكتوره فريال البنا غادرتنا مبكرا وتم تشيع جثمانها الطاهر بمسيره وطنيه حضرها الرئيس الشهيد القائد ياسر عرفات وتم دفنها في مقبرة عائلة الاغا في خانيونس .

هذه الطبيبه والنطاسه البارعه والخبيره في امراض الولاده والنساء الدكتوره فريال البنا من اوائل الطبيبات المتخصصات في قطاع غزه والتي خدمت ابناء شعبنا بظروف صعبه غاية التعقيد وبقيت على راس عملها طوال فترة خدمتها في مستشفى الشفاء في مدينة غزه كم مره زرعت البسمه على وجه نساء ورجال وكانت السبب بعد الله في ان راوا اطفال حلموا فيهم .

الدكتوره فريال البنا تعرفت عليها باكرا قبل الانتفاضه الفلسطينيه الاولى حيث كانت من اهم الكادرات والنشيطات في مجال العمل الوطني والتنظيمي هي انسانه بالدرجه الاولى وقائده وطنيه وهي بحق اخت الرجال والكادره الواعيه المثقفه التي تزاوج بين العمل االوطني والعمل الانساني وهي دائما في الميدان لم تتخلف يوما عن مهمه انسانيه او وطنيه طلبت منها .

زادت معرفتي بها بداية الانتفاضه حين بدات تهتم بالاطفال المصابين وخاصه الذين يفقدوا اعينهم بالاعيره الناريه والرصاص المطاطي وكنت دائما اوافيها باسمائهم وعناوينهم ومره طلبت من الباحث والصحفي الاستاذ رشاد المدني ان يوافيها باسماء كل الجرحى الاطفال وان يقوم بعمل دراسه عنهم وفعلا قام بعمل احصائيات وفئات عمريه واسماء وصور هؤلاء الجرحى وقام بتصميم بوستر باللغه العربيه والانجليزيه وقامت هي بنشره بكل العالم فضحت فيه سياسة استهداف الاطفال وخاصه في الجانب العلوي منه أي بالمناطق القاتله .

اسست المرحومه اتحاد لجان المراه للعمل الاجتماعي مع مجموعه من الكادرات النسويه في حركة فتح عام 1988 وتم انتخابها رئيسة الاتحاد في قطاع غزه وبقيت على راسه حتى عام 1996 وكانت دائما تتواصل مع نظيراتهم في الضفه الغربيه ومع الاخت ربيحه ذياب رئيسة الاتحاد في الضفه الغربيه وشاركت في كل نشاطات الاتحاد وجعلت منه خلال فتره قصيرة الاطار النسوي الاول في قطاع غزه رغم تاخر حركة فتح بتشكيل اطارها النسائي عن باقي التنظيمات الفلسطينيه .

واسست المرحومه مؤسسة البيت الصامد عام 1989 كجمعية اهليه من اجل ان توفر لاسر الشهداء والاسرى عمل وفرصه تستطيع فيه المراه ان تسد مسد زوجها الغائب سواء الذي استشهد او اعتقل وزودت عدد كبير من النساء بمكينات الخياطه والتطريز والصوف بعد تاهيلهن بدورات متخصصه وشراء كل الانتاج الذي يقوموا فيه وعمل معارض وبازرات وطنيه لانتاج الاسره الفلسطينيه المقاومه واضافت قسم متخصص للاطفال الذين فقدوا اعينهم واحضرت اطباء من الضفه الغربيه وخارج الوطن لعمل عيون لمن فقدوا اعينهم من الاطفال .

كم كانت رائعه هذه المراه الحساسه التي وقفت بكل قوتها ومن خلفها حركة فتح بجهود كبيره ورائعه خلف عائلات الشهداء والجرحى والاسر المناضله ووفرت ملابس صوفيه للاسرى داخل سجون الاحتلال ولاطفالهم الطلاب من انتاج مؤسسة البيت الصامد او اتحاد لجان المراه للعمل الاجتماعي الاطار الفتحاوي النسوي لحركة فتح .

اضافه الى انسانيتها ودورها الرائع كطبيبه متخصصه ومشهوره وناجحه كانت سياسيه تستقرا الوضع السياسي ببراعه نادره وكانت من اوائل من يجيبوا الصحافيين حول الموقف على الساحه الفلسطينيه وترد على المبادرات السياسيه المطروحه في الانتفاضه الفلسطينيه الاولى وكانت لها مواقفها التنظيميه المشهود لها وكنت دائما اتصل عليها لاخذ موقفها السياسي حوال الاحداث السياسيه بداية عملي في الصحافه بداية الانتفاضه الاولى .

الدكتوره فريال البنا رحمها الله ولدت في مدينة غزه عام 1941 ودرست في مدارسها والتحقت في مدرسة الزهراء الثانويه للبناء وتفوقت في الثانويه العامه وكانت ضمن العشره الاوائل على قطاع غزه والتحقت في كلية الطب بجامعة القاهره عام 1959 وكانت من المتميزات على مستوى الكليه كلها وتخرجت بتفوق عام 1965 وعادت للعمل في مستشفى النصر بداية تاسيسها وحصلت على الماجستير في امراض النساء والولاده في جامعة القاهره عام 1975 وتم تعينها مدير عام بداية السلطه الفلسطينيه حيث لم يتم ترقيتها طوال فترة الاحتلال لعملها الوطني .

التحقت باكرا في صفوف حركة فتح عام 1968 وقدمت الخدمات للعديد من المناضلين والجرحى المطاردين وفي عام 1970 تزوجت من الدكتور زكريا الاغا وهو العائد الى قطاع غزه وطبيب الباطني والذي كان يعمل في مستشفى خانيونس انذاك .

اصبحت عضو في اللجنه الحركيه العليا الهيئه القياديه التنظيميه لحركة فتح مع تاسيسها عام 1993 وتم تكليفها كعضو في المجلس الثوري لحركة فتح عام 1996 وكانت من العضوات النشيطات في المجلس الثوري ولها مداخلات وإضافات تنظيميه متميزه وعضو في المجلس الوطني الفلسطيني وهي عضو مؤسس بالمجلس الصحي الاعلى عام 1993 والذي ساهم بتأسيس وزارة الصحه الفلسطينيه بعد توقيع اتفاقية اوسلوا وقبل وصول السلطه الى ارض الوطن وكانت نشيطه في كل الايام الطبيه التي اقامتها حركة فتح في مختلف ارجاء قطاع غزه وخاصه المناطق النائيه وضمن اللجان الطبيه للطوارىء في قطاع غزه ونشيطه في الجمعيه الطبيه العربيه منذ اعادة تاسيسها وهي من الاعضاء الاوائل فيها وكانت ضمن الهيئه التاسيسيه الاولى للمجلس الأعلى للطفولة والأمومة التي اسست عام 1999.

وابناء المرحومه الدكتوره فريال هم هم الدكتور عمار وهو حاصل علي الدكتوراه ويعمل استاذاواستشاري اول غدد صماء بجمهورية ايرلندا والسيده سمر حاصله علي بكالوريوس المحاسبه من ايرلندا والدكتوره السيده لنا وتعمل أستاذه مساعده في الجامعات الامريكيه والدكتورة السيده هلا أستاذة مساعدة بكلية الصيدلة جامعة الازهر والمهندس محمد والمهندسه السيده هبه اولي الثانويه العامه في فلسطين عام 2000 وهي تتخصص الان في الهندسة الطبية في تركيا .

وبعد وفاة الدكتوره فريال اقيم حفل تابين كبير لروحها الطاهره في مركز رشاد الشوا في ذكرى الاربعين حضره الشهيد القائد ياسر عرفات واعضاء اللجنه المركزيه لحركة فتح وكوادر وكادرات حركة فتح والحركه الوطنيه تم ذكر مناقبها ومآثرها الرائعه وتم افتتاح مركز طبي متخصص للكشف عن امراض السرطان الخاصه بالنساء في مستشفى الشفاء بمدينة غزه وكان هذا المشروع حلمها وعملت كثيرا من اجل تحقيقه وقد اقام زوجها الدكتور زكريا الاغا وعائلتها الكثير من المشاريع الخيريه على روحها الطاهره كصدقه جاريه .

نتمنى على جميع الاخوات والاخوه الذين يقراوا هذه الكلمات عن روحها الطاهره ان يقراوا الفاتحه ويترحموا عليها وليعذرنا من يعرف المرحومه ان كنا نسينا ان نذكر مشاركاتها الوطنيه والوقفات الكبيره والكثيره التي كانت تقوم فيها ونتمنى لها الرحمه والمغفره والجنه الابديه ان شاء الله مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا .