نفرح للأسرى الأردنيين ونغضب معا-- بقلم: خالد معالى

نفرح للأسرى الأردنيين ونغضب معا-- بقلم: خالد معالى
نفرح للأسرى الأردنيين ونغضب معا-- بقلم: خالد معالى

فرحنا لانتصار الأسرى الأردنيين الخمسة في إضرابهم عن الطعام الذي استمر 101 يوم، وتحقيق جزء كبير من مطالبهم العادلة التي تقرها الشرائع والقوانين الدولية؛ حيث كانت أيدينا على قلوبنا خشية استشهاد أي منهم؛ بالمقابل غضبنا معا لقائمة الأسرى الـ 26.

يشكل الإفراج عن أي أسير فلسطيني فرحة لا تعدلها فرحة، على أن يكون بثمن معقول ومقبول لدى الشعب الفلسطيني، فالأسرى وملفهم الشائك جرح غائر في جسد الشعب الفلسطيني وقياداته، ومحل إجماع يوحد الكل الفلسطيني؛ بضرورة الإفراج عنهم، فهم ضمير القضية وديمومتها.

"نتنياهو" راح يتلاعب بقائمة الأسرى المفرج عنهم الـ 26؛ ليدخل الغصة والغضب في قلوب جموع الشعب الفلسطيني، وعلى قلوب ذوي أسرى ما قبل "أوسلو"، وليرسخ في أذهان الشعب الفلسطيني أكثر فأكثر أنه لا يريد السلام؛ بل المزيد من استهلاك الوقت لفرض الوقائع على الأرض.

بالعودة إلى إضراب الأسرى الأردنيين، فقد شكل إضرابهم؛ ومن ثم انتصارهم على جلاديهم؛ حالة مميزة في تاريخ النضال الفلسطيني؛ ليكونوا نموذجا في كيفية مقارعة الكف "الضعيف" لمخرز الاحتلال وجبروته الظالم.

الأسير عبد الله البرغوثي ومعه بقية الأسرى الأردنيين: محمد الريماوي، وعلاء حماد، ومنير مرعي، وحمزة الدباس، وبرغم تحول اجسادهم الى هياكل عظمية؛ كان شعارهم ألم ساعة ولا كل ساعة، ونجحوا في اختبار ألم 101 يوم من الاضراب وانتصروا ونشروا الفرحة في الأردن وفلسطين المحتلة.

ثبت ورسخ الأسرى الأردنيون فكرة؛ أنه من غير المجدي الحديث عن تحصيل أو انتزاع أي حقوق دون تضحية. وتميز الاسرى في إضرابهم بقوة سلاح الإيمان، والإرادة الصلبة، والأمعاء الخاوية، وطول النفس، برغم ظروف الأسر الصعبة جدا.

ردد الأسير البرغوثي دائما القول: ما دام هناك احتلال، بقيت الحاجة لإرادة صلبة، وعزيمة لا تلين لقهره تقابل صلفه وعنجهيته وظلمه.

دروس وعبر من تجربة الاسرى الاردنيين ؛ لعل إحداها تفاعل الاردن مع الاسرى الاردنيين ومشاركته هم الاسر وظلم الاحتلال، ومعرفتهم عن قرب بما يتعرض له الاسير من اعتقال وتعسف وقمع للحريات، وعروا زيف وكذب دولة الاحتلال وفضح مزاعمها بحقوق الإنسان، وأنها واحة الحرية والإنسانية وسط غابة من الوحوش العرب والفلسطينيين والمسلمين.

ما أطيب وما أحلى لحظات الانتصار؛ التي تتبخر عندها كل اللحظات الصعبة والمعاناة والألم، والحياة إن لم يكن فيها انتصار، وتحقيق إنجاز سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات أو الأحزاب؛ عندها لا معنى لوجودها.

هنيئا للشعب الأردني انتصار أسراه، وهنيئا للشعب الفلسطيني بانتصار الأسرى المضربين، ونسأل الله أن نفرح عن قريب بالإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال، وان نفرض على الاحتلال فرضا قوائم أسرانا للإفراج، دون ثمن مؤلم، "ويسألونك متى هو؛ قل عسى أن يكون قريبا.