فص ع غفلة بقلم : وسام عفيفة

فص ع غفلة بقلم : وسام عفيفة
فص ع غفلة بقلم : وسام عفيفة

فص ع غفلة

بقلم : وسام عفيفة

تخيل نفسك منهمكا مع مجموعة من أصدقائك تتابعون حدثا مهما أو مباراة ساخنة بين البرسا والريال، والاستنفار على أشده والأعصاب مشدودة، وقد وصلت ذروة العصبية لدى أحد الحضور حينما صدر عنه صوت ضراط، كيف يكون شعورك ورد فعل المجموعة اتجاه هذا الذي فقد السيطرة على أعصابه السفلية؟

نعم.. نفس رد الفعل والشعور العام لدى كل من سمع بمبادرة تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة من قطاع غزة والضفة الغربية والشتات للمصالحة الوطنية المصرية الموجهة للرئاسة المصرية المؤقتة وللجهات الرسمية ولكل الأحزاب والقيادات.

طبعا الجماعة بعد إنجازاتهم العظيمة في المصالحة الوطنية الفلسطينية بين فتح وحماس قرروا تصدير تجربتهم الإبداعية للمصريين، ونظرا لفشل الجهود المصرية والأمريكية والأوربية والأفريقية والعربية الإماراتية والقطرية، والمبادرات السرية والعلنية، جاءت مبادرة المستقلين الفلسطينيين، لتنجح فيما فشل به اللاعبون الدوليون والإقليميون.

في ديباجة المبادرة حرص المستقلون التأكيد على أن هذه المبادرة لا تمثل تدخلا في الشأن المصري الداخلي، بل تأتي حفاظا على مكانة مصر الإقليمية والعربية في جميع المحافل وقوتها التي تنعكس إيجابا على كل العرب في المنطقة.

لكن أطرف ما في بنود المبادرة ذلك البند الذي يدعو إلى إطلاق سراح الرئيسين محمد حسني مبارك ومحمد مرسي.

ومع الاحترام والتقدير للأشخاص لا للمبادرة إلا أن من صاغ هذا البند صاحب مزاج عال، و"معمر الطاسة" قبل أن يدلي بدلوه.

ورغم المزاج العالي إلا أن المبادرة ترى ضرورة البدء بخطوات عملية لبدء حوار وطني شامل برعاية مشيخة الأزهر الشريف، مع إنهاء جميع الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية والمسيرات المؤيدة والمعارضة تمهيدا لتطبيق المبادرة.

طبعا صوت الضراط.. أقصد صوت المبادرة لم يصل للمصريين، ولم يلق ردود فعل مصرية، إلا أن الأمر وصل إجباريا للسفير المصري في رام الله ياسر عثمان، الذي أعرب في تصريح صحفي عن استغرابه للمقترحات التي قدمها تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة لحل الأزمة المصرية.

واعتبر الموقف الفلسطيني الحقيقي هو ما أكدته القيادة الفلسطينية والفصائل المختلفة برفض التدخل في الشأن الداخلي لمصر.

يعني ببساطة رد السفير المصري هو: "على بال مين ياللي بترقص في العتمة".

طبعا أستمع الآن لجماعة المستقلين ولسان حالهم يقول: يكفينا شرف المحاولة، وأنه تم ذكرنا في بعض وسائل الإعلام حتى لو كان من باب الاستهزاء والنقد.

لهذا جاءت المبادرة كـ"فص ع غفلة" في غمرة الحدث المصري الساخن والخطير وتداعياته الإقليمية والدولية، بعد فشل كل المبادرات.

 وعلى رأي المثل: "أجو يحدوا الخيل قام الفار مد رجليه".