تسقط جوال .. التوقيت والدلالات​​​​​​​.. بقلم علاء المشهراوي رئيس التحرير

علاء المشرق.png
علاء المشرق.png

تسقط جوال .. التوقيت والدلالات

بقلم علاء المشهراوي رئيس التحرير

تفاجأت كما الاخرون بحملات متتابعة ومكثفة على الفيس بوك تحمل عنوان: تسقط جوال، وليس ذلك وحسب بل تواصل معي العديد من الناشطين القائمين على هذه الحملات لنشرها على صفحاتي ومنصاتي الاجتماعية والالكترونية.

واما هذا الإصرار والهجوم المكثف تراجعت خطوة الى الخلف للتأمل في واقع الامر وحقيقته، ودراسته من جميع جوانبه، لأن الأشياء عادة ترتبط بالتوقيت والاحداث وهذا ما يجب ان يستلهمه المراقب والمحلل لمجريات الامور.

أولا تزامنت هذه الحملة مع ادانة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينية، قرارا لتل أبيب بمنح شركة "بيزك" الإسرائيلية للاتصالات ترخيصا للعمل في مناطق الضفة الغربية تنافس شركة جوال واوريدو، ما اعتبرته الوزارة في بيان لها، انه "استمرار لإبقاء الاحتلال الاقتصاد الفلسطيني، رهينة لسياستها وأهوائها".

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت، ان هذه الخطوة الإسرائيلية تأتي في وقت يواجه فيه الفلسطينية خطة إسرائيلية تهدف إلى ضم نحو 30% من أراضي الضفة الغربية.

ثانيا: رغم ان شركة جوال شركة خاصة الا انها شركات وطنية تشغل مئات الموظفين بل الالاف الذين يعيلون آلاف، بمعنى ان الشركة حالت دون انضمام الالاف لجيش البطالة وسقوط الاف الشباب والمهنيين وأصحاب محلات الاتصالات تحت خط الفقر، وبالتالي دفعهم الى الهجرة.

ثالثا: الأخطر من ذلك ان سقوط شركة جوال سيشكل ضربة قاسية للاقتصاد الوطني المنهار أصلا واللجوء الى خدمات شركات الاتصالات الإسرائيلية، وهذا العامل سيتولد إذا ربطنا العامل الأول بالعامل الثاني.

انا لا اتحدث هنا كمراقب من اجل رضى شركة جوال فلطالما وجهنا لها الانتقادات ووجدنا اذانا واعية تصغى الى نصائحنا، ولكنني اتحدث لأن الامر لا يحتمل المخاطرة بالهجوم الفاشل أسلوبا وهدفا ونتيجة على شركة وطنية، فانا أقول ذلك ان الشركة اصلب من ان تسقط امام حملات الكترونية غير واضحة المطالب والاهداف.

ولا اخفيكم انني حاولت جاهدا معرفة تلك المطالب والأهداف فلم أجد سوى مطالبات فردية تحتج على أسعار الحزم وتقارنها بحزم مجتمعات كبيرة مثل موظفي الاونروا والبلديات والوزارات وهذا امر تجاري بحت لا يمكن مقارنته بصورة سطحية او ارتجالية لان الأمور تخضع للعرض والطلب والمنافسة وغيرها من العوامل.

أخيرا: اهمس فس اذن شركة جوال بان تجد اليات من اجل التخفيف عن قطاعات الشباب في تسعيرة المكالمات رغم انني اعرف ان ارباحها تتعرض الى تراجع متواصل بسبب الكساد الاقتصادي لا سيما في قطاع غزة بسبب الحصار والاغلاق وكورونا، حتى لا يصب هؤلاء مزيدا من الزيت على النار وهم لا يدركون لعبة السقوط.

انتهى