أين تتجه مصر؟ بقلم : د. شملان يوسف العيسى

أين تتجه مصر؟  بقلم : د. شملان يوسف العيسى
أين تتجه مصر؟ بقلم : د. شملان يوسف العيسى

أين تتجه مصر؟

بقلم : د. شملان يوسف العيسى

تشهد مصر اليوم الأحد مظاهرات واحتجاجات وحشودا من المعارضين للرئيس مرسي واحتمال اصطدامهم مع المؤيدين له من «الإخوان المسلمين» والتيارات المتحالفة معهم. فما الهدف من هذه الاحتجاجات والمظاهرات الحاشدة؟ وأين تتجه مصر بعد سنتين ونصف السنة من ثورة 25 يناير، وسنة واحدة من انتخاب مرسي؟ ما هو المستقبل بعد التظاهرات؟ وهل هناك أمل للديمقراطية والتنمية والاستقرار في البلاد؟

الرئيس المصري في خطابه الأخير حذر من الاستقطاب السياسي في بلاده وأعلن أن تجربة مصر الديمقراطية مهددة بالانهيار بسبب مؤامرات النظام السابق، واعترف بتفاقم ظاهرة البلطجة والانفلات الأمني، لكنه تجاهل مطالب المعارضة الداعية إلى انتخابات رئاسية مبكرة. أنصار الرئيس يؤكدون بأنه منتخب بإرادة شعبية ولا يجوز إقصاؤه من منصبه إلا بذات الطريقة التي وصل بها إليه، وأنه لا يمكن إقصاؤه بالعنف، ولو حدث ذلك فلن يعيش لمصر رئيس بعده. أحد القادة البارزين في الجماعة الإسلامية، وهو صفوت عبد الغني، أكد بأن الإسلاميين لن يتنازلوا عن استمرار مرسي في حكم البلاد حتى نهاية مدته القانونية، وأن ما تفعله المعارضة حاليا سوف يرسخ شريعة الغاب، إذ أن أي رئيس يحكم البلاد مستقبلا وترى المعارضة (عن حق أو باطل) أنه لا يصلح للحكم، سوف تقوم بإسقاطه وتدفع نحو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وهو ما يدخل البلاد في دوامة.

لكن مجموعات المعارضة المشكلة من عدة أطراف، وتقودها هذه المرة حركة «تمرد» - وهي مجموعة شبابية تجمع تواقيع على استمارات - تطالب بمجلس رئاسي لإدارة البلاد وبإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ورحيل الرئيس مرسي. وقد جمعوا حتى الآن 15 مليون توقيع.

وما هي حجة المعارضة في إقصاء رئيس منتخب لم تنته مدته القانونية؟ المعارضة تؤكد أن «الإخوان المسلمين» قبل وصولهم للسلطة وعدوا بأن يكون حكمهم ديمقراطيا منفتحا ومتسامحا، لكن وصولهم للسلطة قسم المجتمع المصري. فقد سارعوا بإصدار دستور غير توافقي وجاء الإعلان الدستوري الذي أعلنه الرئيس في نوفمبر الماضي والذي خول لنفسه صلاحيات كبيرة. كما قام بنقل صلاحيات تشريعية لمجلس الشورى، ثم دعا إلى انتخابات برلمانية. وقد شكل «الإخوان» ميليشيات شبابية لمداهمة المتظاهرين. والأخطر من ذلك أنهم فشلوا في تحقيق أي إنجازات اقتصادية أو اجتماعية تسجل لصالحهم. مجلة «الإيكونومست» البريطانية توقعت انهيارا اقتصاديا في مصر، ما لم يسارع الرئيس بتشكيل حكومة قادرة على اتخاذ قرارات صعبة وبسرعة، تضم وزراء من أطياف أيديولوجية متنوعة، بمن فيهم تكنوقراط وعلمانيون إلى جانب «الإخوان».

ما هي الاحتمالات المتوقعة؟ هل يتدخل الجيش لفرض الأمن والاستقرار في حالة الاشتباك بين الطرفين؟ الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، أعطى الطرفين في خطاب له مهلة أسبوع لإيجاد صيغة تفاهم لحماية مصر وشعبها مما وصفه بالانزلاق في نفق مظلم من الصراع والاقتتال الداخلي.

نأمل أن تكون المظاهرات والاحتجاجات سلمية. والأمر المؤكد بأنه لا يوجد غالب ولا مغلوب في هذه المعركة، بل الجميع خاسر فيها.