جدلية الخروج من الكهف الاسود!بقلم: يحيى رباح

جدلية الخروج من الكهف الاسود!بقلم: يحيى رباح
جدلية الخروج من الكهف الاسود!بقلم: يحيى رباح

الاخوان المسلمون وتفريعاتهم في مصر،نيابة عن الاسلام السياسي في المنطقة، ينتظرون حكم الشعب المصري عليهم في الثلاثين من هذا الشهر، اي يوم الاحد المقبل.
وسواء استجابوا لحكم الشعب وهذا مستبعد جدا لانهم لا يملكون هذه الثقافة، او رفضوا حكم الشعب، فان النتيجة واحدة،والنتيجة في ان الاخوان المسلمين فضحوا في سنتين ونصف السنة من عمر الربيع العربي، وتحت اضوائه القوية الكاشفة، ما كانوا قد خبأوه وتظاهروا بعكسه طيلة ثمانين سنة!!! فكل ما كانوا قد خبأوه في الكهف الاسود، اضطروا ان يعلنوه في السنتين ونصف السنة الأخيرة، وها هو حكم الشعب يتهيأ للصدور بعد ان اكتملت كل الأدلة والبراهين والوقائع وشهادات الشهود بان هؤلاء الاخوان المسلمين هدفهم الاعتداء على صحيح الاسلام، وعلى سجايا الامة، وعلى قضاياها الحقيقية.

في الثلاثين من يونيو، ومهما كانت ردة فعل الاسلام السياسي قبولا ام رفضا، رضى ام سخطا، انحناء ام عربدة عنيفة، فان الاسلام سيكون قد كسب الجولة، اما الاسلام السياسي فسوف يكون قد خسر الجولة الى الأبد.
هل يصدق ان الاخوان المسلمين مع تفريعاتهم الذين تبادلوا الادوار مع الاستعمار القديم تارة، ومع الملك مرة اخرى ومع الانجليز والأميركيين تارة ثالثة، وانقلبوا على الثورة المصرية في عام 1952 ثم انقلبوا على شعوبهم واتهموها بالجاهلية، واحدثوا الانشقاقات ونماذج الانقسام، وذهبوا الى افغانستان ورموا القدس وراء ظهورهم، وظلوا موجودين رغم ذلك كله، هل نصدق اليوم انهم وصلوا الى خط النهاية ؟؟؟

نعم هذا ممكن، والسبب انهم لم يستطيعوا التواؤم مع العصر الذي يعيشون فيه، عبر اكثر من ثمانين سنة كان للاسلام السياسي كهوف سرية سوداء يمارس فيها كل غرائزه دون ان يراه احد، وكانوا مثل تلك الكائنات التي تعيش في اعماق المحيطات في الاعماق المظلمة، ولكن هذه الكائنات حين تخرج الى اشعة الشمس تقتلها الصدمة تقتلها الحقيقة الساطعة!!! وهذا بالضبط ما حصل مع الاخوان المسلمين وتفريعاتهم خلال العامين والنصف الأخيرين!!! فمن كان يظن ان الاسلام السياسي مضطر بحكم عبقرية الانكشاف، ان الوطن والدولة الوطنية لاقيمة لها عنده، وان الاسلام العظيم الحنيف هو دين الشعب اما هم فلهم إسلام آخر، نحتوه على هواهم مثلما كانت الشعوب البدائية في الزمن السحيق تنحت آلهة من الصخر ومن جذوع الاشجار الكبيرة وتعبدها، فالأمم لها دين وهؤلاء الاخوان المسلمون وتفريعاتهم لهم دين آخر، دين يتيح لهم ان يتضرعوا لأميركا كي تهاجم المسلمين في ليبيا وسوريا، ويتيح لهم ان يصلوا لاسرائيل صلاة الشكر على غاراتها المدمرة لدمشق، وان يعلنوا الجهاد ضد النظام السوري ومن معه من العرب والمسلمين وليس ضد المحتلين الصهاينة للقدس ؟؟؟

من كان يصدق ان هذا سيحدث!!! ولكنه تطور العصر الذي لم يفطنوا اليه ولم يتهيأوا له، عصر لا مكان فيه للاسرار الشيطانية الخفية بل كل شيء على المكشوف، قوة الشمس الخارقة وصلت اليهم في الكهوف والجحور، ولذلك كان انكشافهم سريعا وسقوطهم يفوق سرعة الصوت.
يا لقداسة ثورات الربيع العربي، ربما ظنت بعض القوى الدولية والاقليمية انها ستستخدم المارد حين يخرج من القمقم، وانها ستركب على ظهره وتأمره ان يفعل لها ما تشاء، فاذا بالمارد ينتفض ويرمي عن ظهره الذين ركبوا عليه وهم في الحقيقة اعتى اعداء الحرية والتقدم، لا يرون غيرهم الا كفارا لا يستحقون سوى الموت والجحيم، بينما الاسلام الصحيح العميق الحنيف ارسله الله على قلب نبيه رحمة للعالمين.
فشكرا للشعب المصري وأجياله الجديدة الشجاعة بحركة تمرد وفي كل فصائله الوطنية المخلصة، شكرا لهم لأنهم روح الثورة وقلبها الشجاع وذراعها القوي، اما الذين في قلوبهم مرض فهم الفاشلون.