الإجحاف .. سمة الجاحدين بقلم : علي أبو الريش

الإجحاف .. سمة الجاحدين  بقلم : علي أبو الريش
الإجحاف .. سمة الجاحدين بقلم : علي أبو الريش

الإجحاف .. سمة الجاحدين

بقلم : علي أبو الريش

 

الإجحاف والإسفاف والاستخفاف، والإتلاف، سمة الجاحدين والحاقدين، والسادرين، والمتعجرفين والمتزمتين، والمتورمين والمحتقنين، ومن فقدوا الصلة بالأخلاق والقيم، والتربية السليمة .. فلا عجب أن تتناثر الرشقات، وتنفتح أبواق الضيم من أشخاص بعدما شبعوا من خير الإمارات رفسوا الأرض، ونثروا الغبار والسعار والدوار، وما فاضت به نفوسهم المريضة.

أحد هؤلاء، بعد أن شبع من نعمة البلد طبع في نقمة الحقد والحسد، وصار ينبح مسعورا، مخفورا، بأغلال عقده ومركبات نقصه، متأبطا شر التنظير والتأطير، والتحقير، وتسطير العقيدة حسب رؤيته الضيقة وحاسة شمه الحساسة جدا من أن يرى بلدا عربيا ينعم بالألفة والمحبة ، وهذا ما لا يراه في بلده التي فرقتها الطائفية البغيضة والحزبية المريضة، حتى أصبح بلد الأبواق عالية الضجيج.

هذا الشخص بالذات، ويا ​​سبحان الله، انقلب رأسا على عقب، أو عقبا على رأس فجأة، وأصبح مناضلا «فاضلا»، يتحدث عن طائفته وكأنه من سلالة الأولين الذين جاهدوا من أجل الحقيقة وهم منه براء .. براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

هذا الشخص، عمل في الإمارات، وأكرمته الدولة كعادتها في إكرام ضيوفها وكل من تطأ قدماه على أرض الكرم، لكنه بعد أن تورمت خدوده واعرضت قدوده، وصار زنده يمشي عليه التيس، تبرم وتوهم، وتفاقم وازدحم واقتحم ولم يحترم من أنعموا عليه ومدوا له يد الخير ، صار يرغى ويثغى ويزبد ويرتعد ويتصعد الحقد جمرات حارقة، لا لشيء، فقط لأنه أراد أن يدور في فلك المنظرين، ومفكري ومحللي الشاشات الفضائية وهي كثر، وتبيع بالرخص المبادئ والقيم وتستوعب كل من هب ودب، فقط لإثارة النعرات ونثر الحثالات، وبث أسوأ العبارات والنشرات ، وعندما يلتقي الوعاء الرث، وأصحاب الفكر الغث، تكتمل الحلقة، وتصبح الشتائم، أشبه بحصى الكسارات المتناثر، ويصاب بها الشريف قبل السخيف، وتجرح صاحب الفضيلة قبل أس الرذيلة.

هؤلاء الشتامون يغفلون شيئا مهما، ألا وهو أن الإمارات إن أصابها من نثارهم شيئا فإنها تبقى كالبحر، لا تعكره الفقاعات ولا تكدره الفزاعات، لأنها الأكثر اتساعا، من آفاقهم الضيقة والأعظم تاريخا من تواريخهم الملوثة، بالنفاق والشقاق، والاسترقاق، واعتناق كل ما يشوه ويسوف، ويحترفون مهنة الافتراء غاية وهدفا .. الإمارات لا تحتاج إلى شهادة مجروحي القيم منزوعي الأخلاق، ومن نامت نياقهم على فضلات الفشل العقائدي، وكسل الضمير، وجهل الحقيقة.

الإمارات، أحبها الله، فحبب فيها عباده، فلا تحتاج إلى أحافير ما قبل التاريخ، ولا تحتاج إلى أساطير ما تحت الأرض، فوق المريخ.