الزبد يذهب جفاء بقلم : كامل يوسف

الزبد يذهب جفاء  بقلم : كامل يوسف
الزبد يذهب جفاء بقلم : كامل يوسف

الزبد يذهب جفاء  بقلم : كامل يوسف

العاصفة الغاضبة من المواقف والتعليقات وردود الأفعال، التي أعقبت التصريحات المنسوبة إلى عصام العريان رئيس الهيئة البرلمانية لحزب "الحرية والعدالة" الحاكم في مصر، التي أدلى بها خلال اجتماع لجنة الشؤون العربية في مجلس الشورى المصري، أخيراً، لم تأت من فراغ، وهي يقيناً لا تذهب إلى المجهول.

لقد عرف العريان، على امتداد وقت طويل، بتصريحاته المثيرة للجدل ومواقفه المفارقة لكل منطق، لكنه في تصريحاته عن الإمارات تجاوز كل الحدود، وجافى العقل والمنطق في كل تجلياتهما، ومن هنا جاء موقف أبناء الجالية المصرية في الإمارات، الذين لم يترددوا في وصف تصريحات العريان بأنها مشينة ولا تعبر عنهم ولا عن أبناء مصر، الذين لا يكنون للإمارات دولة وشعباً إلا كل الاحترام والتقدير والحب.

وإلى جوار هذا الموقف الواضح والجلي، تعددت مواقف الشخصيات المصرية الوطنية ذات الرصيد العروبي، التي بادرت إلى تأكيد رفض تصريحات العريان، لأنها في المقام الأول تسيء إلى تاريخ ممتد من العلاقات الأخوية والودية بين شعبي مصر والإمارات.

إن ما ساقه العريان من تخرصات عن الإمارات ليس إلا قبضة من تراب، احتفنها من ذاته، ليرمي الإمارات بها، فارتدت عليه، لأن الزبد حقاً يذهب جفاء.

يكفي، في هذا الصدد، أن نتذكر مبادرة حزب الحرية والعدالة الذي ينتمي إليه العريان، إلى التنصل من تصريحاته المسيئة للإمارات، وذلك على لسان رئيسه الدكتور سعد الكتاتني، الذي قال إن هذه التصريحات لا تعبر عن رأي الحزب وموقفه الرسمي.

وتظل العلاقات الوثيقة بين شعبي مصر والإمارات الشقيقين، أقوى وأكثر من أن تمسها مثل هذه القبضة من التراب، التي يبدو جلياً أنها قد ارتدت على من احتفنها من ذاته ومن تاريخه الملوث.