من الذي يقتل الفرص ويدمر الجهود؟ بقلم : يحيى رباح

من الذي يقتل الفرص ويدمر الجهود؟  بقلم : يحيى رباح
من الذي يقتل الفرص ويدمر الجهود؟ بقلم : يحيى رباح

حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة، التي يحتل فيها المستوطنون من سكان المستوطنات المقامة بقوة السلاح والاغتصاب في الضفة الغربية والقدس، واجهت منذ اللحظة الأولى الحراك الأميركي الجديد الذي بدأه الرئيس أوباما بزيارته للمنطقة، ولقاءاته في البيت الأبيض مع عدد من قادة المنطقة، والذي استمع إلى تقارير عن ما قالته اللجنة الوزارية العربية، ثم هذه الزيارات الأربع التي قام بها وزير خارجيته جون كيري، إسرائيل، الحكومة الحالية، واجهت كل ذلك بنوع من الاستفزاز والاستهتار، وآخر صفعة وجهتها حكومة المستوطنين للجهود الأميركية، تمثل في العطاء الجديد الذي أقرته هذه الحكومة ببناء ألف وحدة سكنية جديدة في القدس، وقبل ذلك بقرار شرعنة البؤر الاستيطانية التي اعتبرتها حتى المحكمة الإسرائيلية العليا غير شرعية، ناهيكم عن الاستفزاز اليومي على مدار الساعة، سواء تلك المداهمات التي يقوم بها الحاخامات المجانين المستهترين هم واتباعهم للأقصى وباحاته، أو هدم البيوت، وقضم رؤوس الأشجار، أو السلوك اليومي الشائن الذي وصل إلى حد الانحدار الأخلاقي في الكامل، والغطرسة القذرة، والتي تمثلت باستدعاء طفلين شقيقين في عمر السادسة والسابعة للتحقيق معهما من قبل أجهزة المخابرات الإسرائيلية!

ماذا تبقى بعد ذلك؟

الحقيقة أن الكلام الذي نسمعه من جون كيري، أو الذي نسمعه من شمعون بيريس، لم يعد له معنى، سواء فيما يتعلق بالمبادرات الاقتصادية – وهذه نكتة سخيفة جداً – فما دام الاحتلال قائماً، وإسرائيل لا تعترف بأنها دولة احتلال، وأميركا تضغط بكل ثقلها ضد أي طرف في العالم يريد أن يفعل القرارات الدولية، فالكلام الأخر كله لا معنى له، ولا قيمة له، بل إن هذا الكلام الباهت يضاعف من حجم الشعور بالاستفزاز والإهانة للفلسطينيين، لأنه كلام لا علاقة بالواقع، بل هو أشبه بالثرثرة المجانية المستفزة.

اعتقد أن الرئيس أبو مازن في خطابه الشجاع الذي ألقاه في المنتدى الاقتصادي الدولي على شاطئ البحر الميت في الأردن، وبحضور جون كيري وشمعون بيريس قد أرسل رسالة واضحة بهذا المعنى، عندما قال إن الأجيال الفلسطينية الجديدة قد فقدت الثقة بعملية السلام، لماذا؟ لأن عملية السلام كما نراها الآن، لا تحدث فرقاً أي فرق، هي مجرد زيارات في انتظار نتنياهو، ونتنياهو سلم كل صلاحياته للمستوطنين، ولم يكتف بذلك، بل جاء بهم في حكومته ليكونوا في صلب القرار.

ولا بد من صوت يقول له إن اللعبة لا يمكن أن تستمر على هذا النحو، فمن أين يأتي هذا الصوت، من جون كيري، من الرئيس أوباما في فترته الرئاسية الثانية، من المجتمع الدولي أم من الانفجار الذي يحتقن ويراكم في قلوب القلسطينيين؟