الكفاءات أم الو لاءات ..السؤال القديم الجديد .. بقلم / م. أسامة المدهون

الكفاءات أم الو لاءات ..السؤال القديم الجديد .. بقلم / م. أسامة المدهون
الكفاءات أم الو لاءات ..السؤال القديم الجديد .. بقلم / م. أسامة المدهون

سؤال قديم جديد... طرح نفسه منذ عشرات السنين وكانت الإجابات متباينة :  فريق تبني موقف الو لاءات  أهم من الكفاءات والكفاءات يمكن شراؤها عند الحاجة وفريق أكد أن الكفاءات عامل أساسي وضروري في مرحلة البناء والتأسيس لمستقبل دولة فلسطين .

وأذكر أنه في بدايات تشكيل السلطنة الوطنية الفلسطينية دار نقاش بين مجموعة من الإخوة المناضلين ذوي التاريخ والعطاء الطويل للقضية, طرح الموضوع ذاته و تفا جئت بأن الجميع تقريبا أيدوا موقف الو لاءات أولا ووجدت نفسي استأذنهم بالسؤال وهل كل الكفاءات  الحقيقة لا ولاء لها ؟ وهل معقول أن الكفاءات الفلسطينية وأصحاب الاختصاص قابلين للبيع والشراء ؟ هل من أقسم على الإخلاص والوفاء لشرف المهنة أمام الله تعالى وأمام شعبه قابل لبيع شرف مهنته مقابل بعض المكاسب المادية أو بعض المناصب الوهمية ؟ قالوا نعم وبعد مرور ما يقارب عشرون عاما ثبت أن وجهة نظرهم هي الأصح ووجهة نظري هي الخاطئة, وفهمت أنهم وصلوا إلى هذا الرأي نتيجة التجارب الطويلة التي عاشوها ومرت بها قضيتنا الفلسطينية فهي لعشرات السنوات تعرضت للكثير من المؤامرات والدسائس في العديد من أماكن تواجدها وأنتجت أجيالا من ضعاف النفوس, وهذا الكابوس الذي افقدنا الكثير من الإخوة المناضلين العزيزين على قلوبنا رحمهم الله جميعا انتقل معهم إلى الداخل الفلسطيني مما زاد من قلقهم وحذرهم وهذا ما جعلهم يتبنوا هذا الموقف وحتى الانتهاء من تحديد حدود دولتنا الفلسطينية, وبعدها سيكون دور الكفاءات الفلسطينية وهو الغالب وهذه وجهة نظرهم بعد التجربة الطويلة المريرة التي عاشوها. ولكن للأسف لم انتبه حينها لهذا الجانب من التحليل بل أخذته من جانب مهني كأي اختصاصي يريد أن يساهم في بناء دولته العلمية المتقدمة , والتي تتناسب مع قدرات وكفاءات المهندس الفلسطيني والطبيب والصانع والباحث والشاعر والمزارع الفلسطيني والفلسطينية,  حلمت بتأسيس بنية تحتية قوية علمية عصرية منافسة وحاضنة لكل التخصصات, مبنية على خطة قومية شاملة لجميع لمؤسسات الدولة الحديثة, توظف تكنولوجيا المعلومات وبنوك المعلومات الوطنية للخدمات والإنتاج والبحث العلمي

وطالت فترة تحديد دولتنا والتي كانت مقرر الانتهاء منها  سنة 1999. وها نحن في 2013 ومازلنا نحاول. وشهدنا خلال هذه الفترة تساقط الكثير من الخبرات والكفاءات الفلسطينية ولم يجدوا ما يقدموه لشعبهم ووطنهم العزيز والذي لطالما ناضلوا وتحملوا الصعاب للوصول إليه وإعطائه كل خبراتهم وجهد هم وعرقهم وتم حرمانهم من لذة العطاء لشعبهم والتي حلموا بها جميعا.

وها نحن نودع الشهيد تلو الشهيد ونقوم بالترحم عليهم ونسأل أنفسنا إلي أي حد حققنا لهم أحلامهم ؟ وهل من وسيلة لعمل شيء ؟ وهل الكفاءات التي تباع وتشترى يمكن تسميتها بالكفاءات الوطنية؟ وبأية مفاهيم ؟