الكلام مقابل السلام! بقلم -- يحيى رباح

الكلام مقابل السلام! بقلم -- يحيى رباح
الكلام مقابل السلام! بقلم -- يحيى رباح

الرئيس ابو مازن، وجه رسالة قوية جدا، وصريحة جدا، في خطابه الشجاع الذي القاه في المنتدى الاقتصادي العالمي على شاطئ البحر الميت في الاردن، حين قال بوجود كيري وشمعون بيريس ان الاجيال الفلسطينية فقدت ثقتها في السلام نتيجة السلوك الاسرائيلي، ونتيجة طرح المشاريع الوهمية، مثل الحدود المؤقتة، و الحل المرحلي، والمشاريع الاقتصادية بدون بعدها السياسي،وهي مشاريع يرفضها شعبنا بإجماع شامل.

وهذا المنطق الشجاع الذي تحدث به الرئيس ابو مازن نابع في الاساس من الايجابية العالية التي تعاطى بها الجانب الفلسطيني مع كل الجهود والمبادرات التي تطرح من اميركا او غيرها لاستئناف عملية السلام المتعثرة، فنحن فلسطينيا احرص الناس على هذه الجهود والمبادرات، وقدمنا رؤيتنا التي ثبتت مصداقيتها وصوابيتها بان السلام لكي ينجح ويتحول الى واقع فعلي على الارض، فلا بد من متطلباته التي اصبحت واضحة للجميع بدون استثناء، وهي وقف الاستيطان وقفا معلنا وشاملا، لان هذا الاستيطان غير شرعي بالمطلق، وهو اكثر الف مرة من كونه مجرد عائق، انه نقيض السلام، وما دام هناك ذرة من سلوك استيطاني فان السلام سيظل بعيدا، بل مستحيلا !!!

وهذا ما تعرفه الولايات المتحدة عبر انخراط كل اداراتها الجمهورية والديمقراطية في عملية السلام، منذ تم التوقيع على اتفاقية اعلان المبادئ في حديقة البيت الابيض في الثالث عشر من ايلول عام 1993، أي قبل عشرين سنة.

والمفروض والمتوقع ايضا، ان ادارة الرئيس باراك اوباما حين تبادر الى حراك جديد في بداية فترته الرئاسية الثانية، ان تكون قد وصلت الى قناعة نهائية، بان الاستيطان والسلام لا يلتقيان ابدا، بل ان حل الدولتين المطروح على بساط البحث لا يمكن ان يرى النور بوجود اية شبهة استيطان، فما بالكم باستيطان منفلت ومعربد ومتوحش، وأصبح له وزراء يمثلونه رسميا في حكومة نتنياهو الحالية ؟؟

لقد رحبت القيادة الفلسطينية بالزيارة التي قام بها الرئيس باراك اوباما الى المنطقة في آذار الماضي، والتقى خلالها مع الرئيس ابو مازن في رام الله الذي اكد وقتها للضيف الكبير وبشكل صريح لا لبس فيه ان الاستيطان الاسرائيلي اكبر من مجرد عائق، انه القاتل لعملية السلام، والقاتل لحل الدولتين والقاتل لجوهر الحل المنشود وهو كيان الدولة الفلسطينية المستقلة المتواصلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وهذا نفسه هو ما يكرره الاميركيون دائما، وهو نص القرار الدولي الذي اقرته الجمعية العامة في نهاية شهر نوفمبر الماضي، وليس معقولا ان يقبل الجانب الفلسطيني بأي نقاش اقل ولو بذرة واحدة من نص هذا القرار !!! والسر كله دولة فلسطينية مستقلة في حدود الرابع من حزيران !!! أما ان يأتي شمعون بيريس وليس نتنياهو، وان يلقي على مسامعنا في مؤتمر دولي الكلام المكرر الذي ليس فيه أي التزام بأي شيء، فان هذا الكلام لا يجدي نفعا، ولا يمكن للكلام ان يكون مقابل السلام.

والسؤال هو: ما الذي بلوره جون كيري في الحراك الاميركي الجديد منذ نهاية آذار الماضي ؟؟ مع الزيارات الاربع التي قام بها الى المنطقة، واللقاءات التي جرت في البيت الابيض مع قيادات من المنطقة، والحراك الذي قامت به اللجنة الوزارية العربية في واشنطن!!! هل كل ذلك تبلور في صيغة عمل اميركية، في خطة اميركية ؟؟؟ ام ان الامور تسير على النمط القديم، حراك بلا طائل، وكلام يتبخر في الهواء!!!