قل موتوا بغيظكم بقلم : جمال بن حويرب المهيري

قل موتوا بغيظكم  بقلم : جمال بن حويرب المهيري
قل موتوا بغيظكم بقلم : جمال بن حويرب المهيري

يقولون .. كيف تأتّى لقومٍ عاشوا طيلة الزمن الماضي في الإمارات وهي قفارٌ مُهلكةٌ ومهامه خاليةٌ، وسكنوا العريش والخيام وحولهم أشجار الغاف والثمام ويرعون الإبل والأغنام ومنهم من يصيد الأسماك بالطرُق البدائية وجلّهم يذهبون في رحلة سنويةٍ مأساويةٍ جامعةٍ لكلّ أنواع العذاب ليغوصوا في أعماق البحر ويجلبوا اللؤلؤ، فمنهم من يعود إلى أهله بدراهم معدودة لا تسمن ولا تغني من جوع ومنهم من لا يعود من رحلته أبداً، فاستطاع مثل هؤلاء أن يقنعوا العالم بحضارتهم التي سحروا بها أعين القادمين حتى عشقها المسافرون وحنّت القلوب البعيدة لرؤيتها؟!

أهو سحرٌ بابليٌّ أم هي بهرجةٌ إعلامية وفقاعة عقارية ستزول قريباً وتنكشف الحقيقة! قلتُ: موتوا بغيظكم، فقد منّ الله علينا بالرضا والقناعة والاجتهاد في العمل عندما كنا لا نملك شيئا من ثروات الدنيا، وقد ألهمنا الله التعاون بيننا حتى تصدّينا للخطوب وذلّلنا المصاعب بعزمٍ عجيبٍ وهمّةٍ لا تعرف الملل والكسل، ثم رزقنا الله "الاتحاد" وهي النعمة العظمى بعد الإسلام نشعر به بالأمان والسعادة تحت قيادة حكومتنا الرشيدة.

 يقولون.. نريد أن نضرب مجتمع الإمارات في عمقه ونغير طبيعة حياتهم، فهو شعب يعيش في رفاهيةٍ ونعمةٍ ولا يشعر بالمآسي التي تحصل من حوله، ولا يمكن أن نتركهم ينعمون بكل هذه النعم ونحن ننظر إليهم وقلوبنا تتقطع عليهم من الغيظ حسداً وغلاً، فنحن أكثر علماً منهم وعددنا البشريُّ لا يقارن بعددهم بل نحن أعرق حضارةً فلنا حضارةٌ وجدت منذ آلاف السنين وحضارتهم لم تبدأ إلا منذ عقدين من السنين! فكيف لهم أن يسبقونا ويفضحونا عند رعيتنا ويحثّوهم على نقدنا والنيل منّا وما من سبيل للدفاع عنّا إلا أن نضرب وحدتهم وندس الأفكار الشريرة في قلوب ناشئتهم حتى نتمكن من غلبتهم وإخراج جيلٍ من جلدتهم ينقلبون عليهم وينفذون خططنا الشيطانية لخدمة مصالحنا والاستيلاء على مدخراتهم وثرواتهم! قلتُ:

موتوا بغيظكم، ألم تعلموا أنّنا شعبٌ وفيٌّ مخلصٌ لقادة كرامٍ لا يوجد شبيهٌ لهم في العالم، وكلّما قارنا أنفسنا بالعالم كله نحمد الله على ما حبانا وفضلنا على كثير من خلقه، ولهذا نحن نردد اليوم وكل يوم ما قاله سيدي سمو الشيخ محمد بن زايد حفظه الله: "البيت متوّحد"، نرددها من قلوبنا المحبة وليس من أجل المجاملة ولا المظاهر، فهل تعلمون ماذا يعني أن نكون في بيتٍ واحد متحدٍ ضد أطماعكم وشروركم؟ إنّها خسارتكم ومصيبتكم يا خفافيش الظلام ومثيري الفتن والأحقاد وما أنتم إلا كما قال الشاعر:

خفافيشُ أعماها النهارُ بنورهِ

ووافقها قطعٌ من الليلِ مظلمُ

 

يقولون .. من السهل إفساد عقول شباب الإمارات وتجنيدهم لأطماعنا وجعلهم رهن إشارتنا وأوامرنا، فهم لا يعرفون المكر ولا يدركون الشر الذي سنحيطهم به عند تنفيذهم لخططنا، وليس لهم أيضا طاقة على الهجوم الممنهج الإلكتروني من قبلنا لغسل عقولهم وبرمجتها عن طريق "تويتر" و "فيسبوك" ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى والقنوات الفضائية التي تحرّض المشاهدين وتحرّك في قلوبهم البغضاء على كل إماراتي، وقد نجحنا في ذلك نجاحا كبيراً، قلتُ:

موتوا بغيظكم لقد فشلتم أشدّ الفشل وصرتم مضحكةً للصغار قبل الكبار وانظروا بأنفسكم إلى شبابنا المخلص الذي ينافس في كل المجالات ويفتخر بولائه وانتمائه لدولته العظيمة وحكامه الكرام، ولتشربوا سمّ الفشل ولتتجرعوا مرارة الهزيمة، وابتعدوا عن أراضينا وشبابنا فأنتم مكشوفون لنا وقد عرفناكم عرفناكم وعرفكم كل مخلص في الإمارات.