مدريد / وكالات / مشرق نيوز

هو بلا شك أفضل لاعب في العالم من قبل وأحد أرشق وأمهر لاعبي الوسط في العالم قاطبة ، وكان مجيئه لريال مدريد محاطاً بهالة من النجومية والبريق وتوقع الجميع له بأن يكون خليفة زين الدين زيدان ويحمل راية صانع الألعاب في الفريق الملكي ، وعند قدومه الريال توقع الجميع مشاهدة السحر البرازيلي ينساب في البيرنابيو ويقود الفريق لمنصات التتويج ، وعطفاً على المقابل المدفوع في إنتدابه والراتب الهائل الذي يتقاضاه فيفهم من هذا أن الآمال كانت معقودة بشدة على كاكا ، ولكن ما حدث كان على عكس المرجوا والمأمول والكل يعلم ما حجم الإخفاق الذي حدث من هذه الصفقة ، ولكن من السبب في الوصول لهذا الوضع الغير متوقع والغير جيد ؟ هل هو مورينيو ؟ هل هو اللاعب نفسه ؟

- إصابات طويلة الأمد : كاكا من اللاعبين الغير محظوظين في تعدد إصاباته ولكن هناك إصابة قوية أبعدته مدة طويلة وكان هو السبب في هذه المدة برفض التدخل الجراحي – حسب معتقده الديني – وإعتمد على العلاج الطبيعي طويل الأمد ، وهو أمر أخرجه من حسابات الفريق لمدة طويلة ، ومن الطبيعي اللاعب الذي لا يتواجد بالتشكيلة الرئيسية لفترة طويلة يفقد مركزه لصالح اللاعب الجاهز فنياً ويلعب .

- رونالدو أضر بـ كاكا : إنتقل النجمين في نفس التوقيت للميرينجي في ميركاتو صيف 2009 وبعد فترة فرض الدون نفسه كنجم أول للفريق ، ومع غياب كاكا السابق التنويه عنه ، تحول لعب الريال للإعتماد على رونالدو كليةً سواء في الحلول أو في طريقة اللعب وإستغلاله ، وهو ما أثر بالتبعية على كاكا لأن طريقة لعبه كصانع لعب محوري لم تعد تتماشى مع طريقة لعب الريال المعتمدة على لاعبين وسط جناحين هجوميين في نفس الوقت ومهاجم واحد صريح أمامهما ، وكاكا بالطبع لا يجيد اللعب على طرف الملعب كجناح .

- مورينيو لا يريده : في بداية هذا الموسم وفي الميركاتو الصيفي كان الحديث منصب على التأكيد على المغادرة الحتمية لكاكا للبيرنابيو وكان الحديث عن الميلان والمبلغ المطلوب ، ولكن بنهاية الميركاتو لم يحدث شيء وظل كاكا في الريال ولكنه في مباريات عديدة وجدناه خارج التشكيل ومباراة أخرى أسير دكة البدلاء وأخرى أقل كبديل ، والأهم حديث مورينيو بعد إنتهاء الميركاتو بأن كاكا متواجد ولكن أمر مشاركته لا أضمنه له ! وهو تأكيد لفكر مورينيو بعدم الإقتناع بكاكا ومردوده على الفريق .

- لغز كاكا “العجيب” مع ريال مدريد ؟؟كاكا هو المُلام : ما أعرفه عن النجوم العادية في البلاد العادية مثل بلادنا العربية أن أي نجم منهم إذا وجد نفسه خارج تشكيلة الفريق لعدد من المباريات وعدم إهتمام و إقتناع من مدربه بإمكانياته فإنه يغضب ويطلب بالمغاردة على الفور وهو حقه ، فما بالك بالسوبر ستار وأفضل لاعب في العالم وهو يركن ويستكين للظل وتكاد تشعر بأنه سعيد ببقائه على دكة البدلاء يشاهد زملائه يلعبون بدون أي ردة فعل غاضبة أو تصميم على الرحيل خاصة مع وجود مدرب لا يرغب في وجوده ولا يهتم به ، فلا أجد تفسير واحد عقلاني يبرر هذا الرد فعل اللامبالي سوى أنه لاعب يهمه المال أكثر من المشاركة واللعب ، بالنظر لراتبه الباهظ والفلكي .

أخيراً .. أنا من أشد المعجبين بكاكا وطريقة لعبه السلسة والراقية وبشخصيته المهذبة الدمثة ، ولكن أن تظل مرتضياً بالبقاء مهمشاً كقطعة ديكور في الفريق لـ 4 مواسم متتالية بعدما كنت ملء السمع والبصر فهو أمر لا أستسيغه ولا أفهمه وبمثابة اللغز العجيب والغريب، فـ كاكا وصل لعامه الـ 31 أي أضاع 4 مواسم من أزهى فترات عمر اللاعب وأكثرها نضجاً وهو متجمد على الدكة ، والنتيجة شبح لاعب موهوب يلعب لدقائق معدودة إذا حسبناها ستكون ما يوازي لـ 5 مباريات مجمعة في موسم كامل ! عفواً كاكا أنت جشع للمال وضعيف الأفق والفكر ، خانك ذكائك في عمر مضى وستظل تندم عليه ما تبقى من عمرك .