إدارة «حماس» لقطاع غزة: اعمل «سبايكي» وخذ «خمساوي» على الوجه أو «فلقة» على الأقدام

إدارة «حماس» لقطاع غزة: اعمل «سبايكي» وخذ «خمساوي» على الوجه أو «فلقة» على الأقدام
إدارة «حماس» لقطاع غزة: اعمل «سبايكي» وخذ «خمساوي» على الوجه أو «فلقة» على الأقدام

إدارة «حماس» لقطاع غزة: اعمل «سبايكي» وخذ «خمساوي» على الوجه أو «فلقة» على الأقدام بقلم

غزة / مشرق نيوز

يقف مدير مدرسة خالد بن الوليد الثانوية للبنين في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة الى جانب رجل دين ملتح يتحدث في مكبر صوت عن القيم والاخلاق الإسلامية أمام مئات الطلاب، وعلى يمينه أحد الطلاب، فيما يقف في مواجهته ضابط من قوات الأمن الوطني التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة التي تقودها حركة «حماس» في القطاع.

وبينما يكشف القميص الأبيض القصير الأكمام عن عضلات مفتولة يتمتع بها المدير الممتلئ الجسم، يدير بيده اليمنى رأس الطالب وينظر الى قصة شعره، قبل أن يباغته بـ «خمساوي» (صفعة بالكف على الوجه)، فما كان من الطالب إلا الهرب والمدير يجري خلفه.

هذا ما أظهره شريط فيديو قصير انتشر خلال الأيام الماضية على صفحات التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم.

أما محمد، فشعر بالصدمة عندما سمع ضابطاً في مقر شرطة الشجاعية، شرق مدينة غزة، يتحدث مع عدد من رجال الشرطة عن الحملة التي تنفذها الشرطة مع وزارات في حكومة «حماس» و «الكتلة الإسلامية» (الذراع الطلابية لـ «حماس») لمعاقبة كل من يرتدي بنطلوناً «ساحل» (الهابط عن الخصر)، أو يسرّح شعره على طريقة «سبايكي» أو أي قصات أجنبية اخرى.

وبينما كان محمد يحاول، كما قال لـ «الحياة»، إقناع المسؤولين في الشرطة بإطلاق شقيقه معتصم، الطالب في السنة الدراسية الرابعة في الجامعة، سمع ضابطاً يقول لرجاله كلاماً خطيراً، مفاده أن الحملة ستستمر لفرض الجلباب الشرعي على كل الفتيات، فيما سيقوم عناصر من «الكتلة الإسلامية» بـ «رش مادة الكلور من زجاجات صغيرة مزودة ببخاخ على ملابس الفتيات» اللواتي لا يرتدين الجلباب.

حينها عرف محمد سر وجود بقع بيضاء على قميص زوجته البني من الخلف، التي تم رشها من «بخاخ» بينما كانت خارجة من حرم الجامعة عائدة إلى منزلها.

وقال معتصم لـ «الحياة» إنه فوجئ أثناء وجوده بالقرب من منزله في مدينة غزة بسيارة جيب للشرطة تقف بجواره ويطلب ضابط منه الصعود اليها.

رفض معتصم (22 عاماً) في البداية ثم رضخ تحت التهديد، ونقل الى مركز شرطة الشجاعية «وهناك عملولي في شعري شوارع» (أي حلاقة متعرجة لجزء من الشعر). وأوضح أن شعره قصير ولا يسرّح شعره على الطريقة الغربية، ولا ذووه يرغبون بذلك أيضاً.

ونفى أن يكون أحد اعتدى عليه بالضرب، لكنه أهين وشتم، مشيراً الى أنه شاهد عدداً من الشبان اعتدي عليهم بالضرب، وأن أحدهم نزف دماً من فمه.

إلا أن علام كان حظه أسوأ من معتصم، إذ إنه «أكل فلقة» لا يتمناها لـ «كافر» كما يقول. «كنت أجلس أمام باب بيتي وفي حضني ابنتي سارة (3 أعوام)عندما أخذوني الى مقر شرطة الشجاعية وحلقوا شعر رأسي القصير وضربوني فلقة على باطن قدماي ثم أطلقوني».

وأضاف: «لا أتمنى لا لكافر ولا ليهودي مثل هذه الفلقة، وأدعو الله ليلاً نهاراً أن ينتقم منهم لأنهم ضربوني نكاوة (كيداً) من دون أي سبب».

الأمر نفسه حصل مع عشرات الشبان في مقر شرطة الشجاعية، بينهم شابان رفضا نشر اسميهما، كما حصل في بلدة بيت حانون شمال القطاع مع عشرات آخرين.

وترافقت هذه الحملة مع شروع وزارة التربية والتعليم العالي في حكومة «حماس» بتطبيق قانون إسلامي جديد للتعليم يقوم على التمييز والفصل بين الإناث والذكور في جميع المدارس، بما فيها الخاصة والأجنبية والدولية، بعد سن التاسعة.

ويعتبر الناس  في غزة أن حملات «أسلمة المجتمع» التي تنفذها حركة «حماس» لفرض رؤيتها وفكرها على المجتمع  تشكيك بأخلاقهم وإساءة الظن بهم، الأمر الذي يرفضونه بشدة.

ولاقت الحملات انتقادات شديدة ولاذعة على شبكات التواصل الاجتماعي، فيما التزمت الحكومة الصمت.

واقر رئيس المكتب الإعلامي الحكومي إيهاب الغصين بالحملة التي تنفذها الشرطة، مشيراً إلى «حملة توعية تنفذها الكتلة الإسلامية».