حماس نجحت كبديل.. فهل يملك الأخرون البديل!! لأحمد المشهراوي:

حماس نجحت كبديل.. فهل يملك الأخرون البديل!! لأحمد المشهراوي:
حماس نجحت كبديل.. فهل يملك الأخرون البديل!! لأحمد المشهراوي:

حماس نجحت كبديل.. فهل يملك الأخرون البديل!!

لا بديل لحماس على الساحة الفلسطينية لأحمد المشهراوي:

 

أولا: قبل الولوج في موضوعي، الذي طارد النوم في أجفاني، وقض مضجعي فقررت أن سجل حروفه بديلاً عن النوم والخلود للراحة، أود أن أنقل للقارئ الكريم أسلوبي وطريقتي في الكتابة، حتى لا يخرج دون فائدة، أو ربما لا يفهم مرادي.. لقد حكمت عليّ السنوات التي عشتها، وظروف حياتي أن أتبع الأسلوب المبطن، وأن أعبر عن موقفي بأسلوب ملتوي.. وللحقيقة أن من اكتشف لدي هذه الطريقة، هي صحفية متمرسة من لبنان عندما جاءت إلى غزة، وحاضرتنا بدورة أقيمت قبل أكثر من 12 عاماً بمقر الغرفة التجارية بغزة، قالت لي: هذا أسلوب راقٍ ولا يتبعه الكثير من الكتاب، ولكنه سيسبب لك المتاعب لأن الناس ربما لا تفهمك بصورة مباشرة، وسمت لي أسماء كتاب مصريين يميلون لهذا الأسلوب.

والله ما وددت أن أشيد بنفسي، ولكنها مقدمة كان لزاماً أن أقدمها للقارئ كوني بدأت أمتهن كتابة المقالات منذ عهد جديد.

الدخول بالموضوع:  أعتذر عن هذه المقدمة الطويلة، التي لم أبغٍ من ورائها الإشادة، فأعوذ بالله من كلمة أنا، ومن حولي يعرفني أنني أميل للعمل بصمت، وتربيت أن أكون جندياً مجهولاً. 


عندما تربيت في مدارس ... منذ نعومة أظافري مطلع الثمانينات في مسجد المشاهرة العتيق المصنوع من الحجر العقد، وبالمناسبة لا زال قائماً في الحي الذي يقع الجزء الأكبر منه بحارة التفاح، وجزء أخر في الدرج، كنت تتردد أمامي عبارة دائماً أسمعها- نحن لا بديل عن أحد.

 

وعندما قامت الانتفاضة في كانون أول ديسمبر 1987، كنت برفقة المجموعة التي عملت معها في جهاز – الأحداث كغيري من الشباب في مقتبل العمر، الذي يعرف اليوم بجهاز العمل الجماهيري نخط على شوارع أحياء حاراتي التفاح والدرج، نخط بالطلاء بألوانه المختلفة- الكلام مضى عليه 26 عاماً، عبارة شهيرة هي: حماس ليست بديلاً عن أحد، والأحد  هنا، هي التنظيمات الفلسطينية على الساحة، وكان ذلك سيكلفنا في بعض الأحيان أرواحنا، عندما كانت تطارد جيبات الجيش ونحن ملثمون، تطاردنا جيبات البور، والصرصور.

 

كنت دوماً، أردد هذه العبارة وأحفظها عن ظهر قلب، كغيري من الشبان الذين لم يكملوا بعد الثمانية عشرة عاماً بل كنت أُنَظِر بها، لأن مباشري قد حاضرني بها، وكنت أرى به القدوة الصالحة.

 

... كانت المفاجأة في مكتبة مسجد المحطة القديمة- المسجد قبل هدمه وإنشاء مسجد بديل عنه، مفاجأة سمعتها للمرة الأولى منتصف الثمانينات، كانت غرفة لا تتجاوز4 متر X 5 متر، وكانت الغرفة الوحيدة في المسجد، قبل أن يعاد إنشائه من جديد، كانت تجمع رغم ضيقها نخبة من الشباب معظمهم يكبرونني سناً.. تَجَمّعنا هناك بطريقة أمنية- لن أبالغ لو قلت بأننا كنا مع كل محاضرة، كأننا متوجهين لأداء عملية عسكرية فطريقة الوصول التي كانت تتغير باستمرار في الزمن والطريقة والأداء تشعرنا بلذة هذا العمل.. وأعود للمفاجأة التي وقعت على صدر هذا الشاب المقبل.. بقول المحاضر في المحاضرة المحاطة بكل ترتيبات وإجراءات الأمن لمسجد متوقع مداهمته من قوات الاحتلال في أي لحظة، عرفت فيما بعد أنها أمنية، يقول: نحن بديل حقيقي عن هذه التنظيمات.

 

ماذا، رفعت يدي الغضة، رفعت يدي كعادتي غلباوي، حشري، ورددت: ماذا تقول:؟ نحن لسنا بدلاء عن أحد، وما الذي سمعته من قبل، فرد بالقول: نحن نقول ذلك، حتى لا يقتل مشروعنا ونعادى من الأخرين، إننا في الحقيقة، بديلٌ.. لقد كان رجلاً مقاتلاً متمرساً في العمل الجهادي، وهو من مجموعة- المغراقة- الشهيرة التي نفذت عمليات جهادية ضد اليهود في قطاع غزة، وكان رفيقاً للشهيد القائد عدنان الغول، وغيره من رجالات العمل العسكري آنذاك، ولا زال حياً- أتمنى لها السعادة الهانئة.

 

... ومع مرور الوقت والزمن، تأكدت أنها –حقاً- بديلٌ وتحمل مشروعها وفكرها الخاص، وهو فكر أثبت نجاحه وصموده في وجه كل العواصف والتيارات.. وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاحد، ولا يتنكب لها إلا حقود.

 

والنتائج التي حققتها الحركة الخضراء في انتخابات 2006 واكتساحها لمقاعد المجلس التشريعي، هو لأنها بديل حقيقي، تحمل فكر ناضج، ومشروع متميز، وتبنت الجهاد طريقاً للتحرير، صدق الشيخ، وصدقت مقولته، وتجدني عندما أجده في الشارع أعانقه وأصافح بحرارة، وأكاد أن أقبل يديه، كونه غرس في داخلي مفاهيم العمل الصحيحة، ولا زلت على اتصال دائم معه، وأشعر بالدفء، وأنا استمع لكلماته، وللحق، أنني عندما يضيق صدري، وتحاصرني جدران الدنيا، أتوجه إليه فأجده يحنو عليّ بكلمات الأب الصادقة، ليخفف عني بكلماته الطيبة، التي تعلمها نظرياً وعملياً في مسلخ السرايا، وسجن نفحة وبئر السبع، وتمرس أمام أبو داود ضابط المخابرات الأحول، وفي مكاتب أبو شريف، والجيمس، وابو صبري.. يذكرني بالأشعار التي يحفظها وتناسب موضوعي، ويحثني على الصبر- ولا تزال عبارته التي يكررها لي دوماً- إذا عزّ أخوك فهن.

 

واليوم – أقول بصدق وأمانة، لكل التنظيمات الأخرى على الساحة الفلسطينية - لا يوجد البديل الحقيقي، وأعني بالبديل أي الأفضل، صاحب المشروع الأنسب، الذي سيضع المواطن الفلسطيني على مفترق طرق ليحتار قبل أن يختار، الفئة التي سيجد فيها ما يصبوا إليه، ولا يجده عند غيرها.

 

وأعتقد جازماً، أن حماس عندما تقول: نحن لا نخشى صناديق الاقتراع، هي صادقة، وتعني ما تقوله، لأنه –باختصار-ما قاله لي الشيخ في مسجد المحطة القديمة، قبل أكثر من 23 عاماً.. لا يوجد البديل، وأقول لهم لا تراهنوا على المواطن الفلسطيني بدون منهاج وطريق سليمة، تتبنى المقاومة طريقاً للتحرير: حتى ابن

"حماس" الذي ابتعد عنها أو اختلف معها لبعض الأوقات وفي ظروف معينة، لن يختاركم، لأن من تربى على موائد القرآن، والعمل التنظيمي الحقيقي، لن يقنعه إلا البديل الأفضل، وأعتقد أنه أمام صندوق الاقتراع سيحكم موقفه نحو البديل الأنسب.

 

إن لتنظيمات والفصائل العاملة على الساحة الفلسطينية، إذا كان تنوي أن تتولى زمام القيادة على الساحة، عليها بكل اختصار أن تكون البديل.. البديل، الذي حدثني عنه الشيخ أبو عبد الله، فهل يملك الآخرون هذا البديل، إن كان الجواب، نعم، فليجهزوا منصات الاحتفالات بالفوز، وإن كان الجواب، لا: فعليهم أن يجهزوا البديل!!  قد يؤلم هذا الكلام الكثير، لكنه الحقيقة التي لا بديل عنها.