حجتهم ضعيفة وخطابهم قوي ... علي أبو الريش

حجتهم ضعيفة وخطابهم قوي  ... علي أبو الريش
حجتهم ضعيفة وخطابهم قوي ... علي أبو الريش

حجتهم ضعيفة وخطابهم قوي

... علي أبو الريش

الذين يطرحون أنفسهم على أنهم معارضون لأنظمة الحكم يقفون على أرضية هشة، ولكن بأقدام مسطحة تمنعهم من الغوص في أوحال الهزيمة أمام حجة الأنظمة القوية وخطابهم الضعيف.

لقد استغلت الكثير من فرق الموت، المشاعر الإنسانية فلامستها بخطاب الدين، والذي يستولي على وجدان الناس، حتى من ليس له ناقة ولا جمل في هذا الدين، الأمر الذي انسحب عليه خروج فرق الموت إلى شوارع مصر وتونس وليبيا، وكذلك اليمن في بعض الشيء، واليوم نرى الوضع نفسه في سوريا.
وبعد حين من الدهر، وبعد أن تربعت هذه الفرق على عرش الحكم اتضحت الأهزوجة الأيديولوجية، وتبينت حقائق ما بعد الطرح البراجماتي، وأثبتت فرق الموت أنها ناجحة جداً في الاستيلاء على المشاعر، وهي في الظل وتحت جنح الظلام أو في الهامش، وعندما تصل إلى سدة الحكم يتأكد للناس مدى العبثية الأيديولوجية تلك، وفداحة الفراغات الواسعة التي تهيم بها هذه الفرق.
واليوم وبعد سنتين أو أكثر يبدو الاختلاف شاسعاً ما بين تصديق الكذبة واتخاذها منهجاً، وبين الواقع الذي اصطدم بنيزك مدمر خض الأرض خضاً، ورض الوجدان رضاً، وحض الناس على تغيير وجهة نظرهم بما تم طرحه، وما أصبح يناقض واقع الناس الحياتي، عندما صرخ رجل الشارع في وجه الظلم، إنما كان يريد الخروج من النفق إلى باحة النور، لكنه وللأسف استيقظ على كتلة داكنة من غيوم سوداء تراكمت أمام عينيه وجعلته يسير في الشارع، ويصرخ يا مسيلمة لقد ادعيت النبوة وامطيت ناقة الناس، وها أنت اليوم تقع من علِ مضرجاً بفضائح، معفراً بغبار ما كنت تحثوه في وجه الآخرين، ثم يصرخ ثانية وثالثة قائلاً: يا عبدالله بن سبأ لقد شققت وجه الدين، وشطرت النور المبين، وفرقت بين المسلمين عندما ادعيت أنك القادر على إصلاح ذات البين، فإذا بك السجين الرهين لأفكار شوهت وسوفت وسفهت وسفت وخسفت وكسفت، وجعلت من الوطن الواحد طرائق قدداً وفرقاً بدداً.
اليوم وهذا التشرذم الذي زرعته فرق الموت، لابد وأن يصحو كل ذي ضمير، ويتخذ قراره الحازم والحاسم والجازم والملائم، ويرفع راية المواجهة بكل صدق وأمانة لأنه لا مجال للمواربة، والتسريب والتهريب أمام واقع لا علاج له إلا بوضع الإصبع على الجرح، وقول كلمة حق، إنه لكي نحيا أحراراً لابد من إسكات الأصوات النشاز وأصحاب الخطاب السوداوي بخطاب إعلامي قوي وواضح، لأننا نحن أصحاب الحجة وهم أصحاب اللجلجة.