تحصين العقول...علي العمودي

تحصين العقول...علي العمودي
تحصين العقول...علي العمودي

تحصين العقول...علي العمودي

كما تحصن الأجسام بالتطعيمات من بعض أنواع الأمراض والأوبئة، فإن العقول، وبالذات للشباب والأغرار، بحاجة للتحصين من سموم بعض التيارات والتنظيمات، وبالذات تلك التي تتبرقع وتتمسح باسم الدين الحنيف، وهم منهم براء.

ومن هذا المنطلق تكتسب الندوة التي أقامها مركز المزماة للدراسات والبحوث مساء أمس الأول بجامعة زايد بمدينة خليفة بأبوظبي بعنوان” تحديات ومخاطر الإخوان المسلمين على الإمارات ودول المنطقة”، أهمية خاصة، حيث أتاحت للحضور الكثيف وغالبيتهم من الشباب الفرصة للتعرف على جذور المشروع الإخواني في الإمارات منذ سبعينات القرن الماضي، والذي سقط وفشل فشلاً ذريعاً بفضل من الله، ووعي أبناء الإمارات بفضل الوعي الشعبي الفطري، وما قامت به الدولة من إجراءات لتفكيك المشروع الخبيث، وعدم تمكينه بعد أن حاول الانتشار والتمدد كورم سرطاني في مفاصل مهمة من مفاصل الدولة، وبالذات في مجال التربية والتعليم وصياغة المناهج المدرسية.

كشف المتحدثون وجلهم من ذوي الخبرات الطويلة في متابعة قضايا التنظيمات المتأسلمة التي خرجت من عباءتها كل المجموعات المتطرفة والمتشددة من تفجيريين وإقصائيين، أن أعضاء تلك التنظيمات وقياداتها يقولون ما لا يفعلون، ويعضون كل يد تمتد لهم. خاصة المجاميع الأولى التي وصلت لبلدان الخليج، ومنها الإمارات التي آوتهم ووثقت بهم، وأسلمتهم بكل حسن نية مرافق التعليم ومنابر الوعظ الديني. ولكن سرعان ما تكشفت النوايا الخبيثة والدسائس التآمرية، بتجنيد الأغرار والشباب والمبتعثين. وكيف حاولوا وأعادوا تقديمهم أنفسهم بأن لا صلة لهم بالتنظيم الأم ولا يبايعون”المرشد”. وإذا بالندوة تكشف أن أحد الموقوفين حالياً في قضية التنظيم السري، كان يتولى جمع بيعة”إخوانية الإمارات” ليمثل بها مبايعا المرشد الأعلى في القاهرة. في ممارسة تكشف أسلوب الوقيعة والدسائس والتآمر الذي يقتات عليها أولئك الذين امتدت أياديهم في”المعبد” تبايع بالولاء والطاعة” المرشد”، لمخالفة الحكام الشرعيين لبلدانهم.

لقد كان حائط الصد الأولى للمرامي الخبيثة تلك، أبناء الإمارات وفطرتهم السليمة التي كشفت أن هؤلاء بعيدون عن معاني”الأخوة” وجوهر الإسلام الذي يحث على المحبة والتعاون للنهوض بالأوطان وطاعة ولي الأمر. وبعد سقوط القناع، اتجهوا للطريق الذي يعرفونه جيدا، طريق التآمر.

إن كشف تلك التنظيمات”المتأسلمة” عن وجهها القبيح، يتطلب من بلداننا الخليجية توحيد مواقفها ونبذ المخالف لها، خاصة أن هذه البلدان مستهدفة في أمنها و استقرارها ورخائها وازدهارها الذي صنعته بجدها واجتهادها وإخلاص قيادتها، بينما “المرشد “ ومن والاه يغرقون في الفوضى وإفلاس وانهيار تام.

لقد شملت الندوة محطات مؤثرة في طروحاتها وتنوعها لما يقود إليه التحزب من خراب يفتت المجتمع وتتشظى معها أنسجته ومكوناته، وتشدد على دور أبناء الإمارات في الحفاظ على “ درة الأوطان” من كيد “أخوان الشياطين” ومن لفّ لفّهم.

لقد أكدت الندوة بالإقبال والحضور الكثيف الذي حظيت به، حاجتنا للمزيد منها لكشف وتعرية الذين أرادوا جعل دين الحق مطية لغاياتهم ومآربهم الدنيئة، ولكن الله رد كيدهم لنحورهم، وجعل الإمارات عصيّة عليهم بفضل منه، ويقظة أبنائها المخلصين، فتحية لمركز”المزماة” وللجامعة التي تحمل اسم زايد، القائد المؤسس الذي حذرنا، رحمه الله، مبكراً من”أفاعي الأخوان”.