التعامل مع إيران ... بقلم د. شملان يوسف العيسى

التعامل مع إيران  ... بقلم د. شملان يوسف العيسى
التعامل مع إيران ... بقلم د. شملان يوسف العيسى

التعامل مع إيران

د. شملان يوسف العيسى

أعلن نجاد أن إيران أصبحت دولة نووية وترفض أي مطالب خارج إطار القوانين، مؤكداً أنه لا عودة إلى الوراء. وأضاف أنه لا خيار أمام المجموعة (5+1 ) السداسية (الولايات المتحدة -بريطانيا - فرنسا - روسيا والصين وألمانيا) التي من المقرر أن تعقد اجتماعاتها في كازاخستان في 26 فبراير الحالي إلا المفاوضات. وتطالب القوى العظمى إيران بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم، لأنه إذا ارتفعت نسبة هذا التخصيب إلى 90 في المئة، فإنه سيصبح بإمكان إيران استخدامه لإنتاج القنبلة الذرية. ومن جهتها تطالب إيران بتحقيق العقوبات الدولية المفروضة عليها كشرط للحد من نشاطها لتخصيب اليورانيوم وهو طلب رفضته مجموعة (5 + 1).

وكالة الطاقة الدولية أكدت خلال الأسبوع الماضي أن العقوبات الدولية الغربية المفروضة على القطاع النفطي في إيران كلفت طهران 40 مليار دولار من عائدات التصدير عام 2012. الرئيس الأميركي أعلن في خطاب "الاتحاد" أمام الكونجرس الأميركي أنه سيمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.

ماذا يعني استمرار طهران في برنامجها النووي لدول الخليج العربية؟

وزير الخارجية السعودي صرح بأن بلاده ضد انتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط مشدداً على أن إيران أعلنت أنها تتبع مساراً سلمياً في برنامجها، وإنْ كان ذلك غير صحيح، فهي بذلك تخالف القانون، وبلدان عدة قد تتبع المسار نفسه.

وأضاف أن الدول لا تبحث عن تسوية مع إيران، وإنما عن حل لإخلاء المنطقة من السلاح النووي، وأن السعودية مع هذا الاتجاه، مشيراً إلى أنه نفس الموقف الذي اتخذته الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة والمؤتمر الإسلامي.

السؤال كيف يمكن أن تتعامل دول الخليج مع الواقع الجديد في إيران في حال استمرارها في تخصيب اليورانيوم. لا أحد يختلف بأن المفاوضات والحوار مع الجارة إيران هي أفضل طريق لتذليل العقبات وحل المشاكل المعلقة بين الطرفين، وقد جرت عدة لقاءات واجتماعات واتصالات عربية إيرانية، كان آخرها لقاء القمة الإسلامية في القاهرة، ولم يتبلور من كل هذه الاجتماعات أي شيء فعلي.

لنكن واقعيين وعمليين، إيران لن تخضع للمطالب العربية - الخليجية، فإذا كانت إيران قد استطاعت طوال السنين الماضية خداع الغرب ومراوغته وتأخير قراراته طوال السنين الماضية، حيث لا يزال الغرب كله ومعه روسيا يفاوضون إيران للوصول إلى حلول للمشكلة النووية، ولم يحققوا أي إنجاز أو حلول معها رغم وجود 4 قرارات دولية للحصار الاقتصادي.

وقد تم البدء قبل عدة أشهر بالحصار النفطي على إيران الذي كبد الحكومة الإيرانية أكثر من 40 مليار دولار، ولم تخضع إيران لشروط الغرب القوي، فكيف يمكن لإيران الالتفات إلى العرب أو المسلمين وهم ضعاف ومشتتون ولا يملكون رؤية أو موقفاً موحدا؟نحن العرب بما فيهم دول الخليج تلقينا إهانة جديدة وقوية من إيران عندما اقترحت إيران إدراج الأوضاع في كل من سوريا ومملكة البحرين على جدول أعمال الاجتماع الدولي المقرر عقده نهاية الشهر الجاري. دول مجلس التعاون رفضت اقتراح إيران، لكن ذلك يدل دلالة قاطعة على تدخل إيران في السياسات الداخلية للدول العربية وتحديداً في سوريا والعراق ولبنان عن طريق "حزب الله"، وهي تتدخل في غزة عن طريق "حماس"، وتتدخل في الشؤون الداخلية لليمن، حيث اكتشفت خلال الآونة الأخيرة كميات كبيرة من الأسلحة الإيرانية المبعوثة لليمن - لتشجيع الحوثيين على الحرب ضد بلدهم، كما تتدخل إيران في القضايا المحلية في البحرين ودول الخليج الأخرى بدعم الأحزاب الدينية المتطرفة المؤيدة لسياسات إيران الدينية.

وأخيراً لا توجد خيارات واقعية أمام دول الخليج إلا دعم المجهود الدولي الأممي الرافض للتسلح النووي في المنطقة.