خبر قطر في خطر !

خبر قطر في خطر !
خبر قطر في خطر !

يبدو أن لعبة النار التي أرسى قواعدها وزير الخارجية الاسبق حمد بن جاسم ، والتي سمحت لقطر بممارسة سياسة اختلاط أنساب المفاهيم، والتعاطي مع كل التناقضات في سياساتها الخارجية، قد بلغت فصل الختام في سفر السياسة القطرية التي تسير في الاتجاه المعاكس للتوجهات الخليجية .

 

 

الحصار البري، والجوي، والبحري المفاجئ ، الذي فرض فجراً على قطر يكشف حجم المخاطر التي تحدق بالامارة الصغيرة الثرية؛ مالئة الدنيا وشاغلة الناس، وهي مخاطر لن تقتصر آثارها على القطريين، الذين فوجئوا بقسوة الاجراءات المتخذة بحق امارتهم بسبب تميز سياساتها، على نحو يثير غضب شركائها في مجلس التعاون الذي يعتبر آخر عنقود التجارب الوحدوية العربية الفاشلة.

 

 

ليست قطر الدولة الوحيدة التي تنتهج سياسات مخالفة لتوجهات مجلس التعاون الخليجي؛ فعُمان ترتبط بعلاقات وطيدة مع إيران وكانت استقبلت جولات حوار سرية وعلنية أميركية ايرانية لتسوية الملف النووي الايراني مع الدول الاوروبية، حتى التوصل الى اتفاق أسهم في كبح جماح الاندفاعة الايرانية لبناء قوتها النووية مقابل إغراءات اقتصادية تعيد للاقتصاد الايراني عافيته.

 

 

اعتبرت ايران تسوية ملفها النووي مع الغرب بمثابة ضوء أخضر لها للتمدد شرقا، وهو ما أثار مخاوف العربية السعودية وخاصة بعد أن تفاخرت طهران بحضورها الفاعل في أربع دول عربية هي : العراق، وسوريا، ولبنان واليمن ، دون أن تواجه تلك السياسات بأية خطوات جادة من قبل إدارة اوباما التي ارادت ابتزاز الدول العربية بالغول الايراني بعد أن رسّخت مفاهيم جديدة في الاصطفافات الطائفية حيث طرح الصراع المذهبي كعنوان للصراع المقبل في المنطقة.

 

 

مجيء ترامب المفاجئ الى سدة الرئاسة الاميركية عصف بالكثير من المسلّمات وتسبب في ارباك السياسات، وأشعل الضوء الاخضر للصراع القادم بعناوينه الطائفية والمذهبية عبر قمة الخمسين العربية الاسلامية ، حيث أرجأ ترامب خططه لمواجهة ايران لمدة عام آخر ليتسنى لادارته ترتيب التحالفات، ولعل الحصار الذي تتعرض له قطر اليوم، ومن بعدها عمان غدا، أو أية دولة تخرج عن سرب الاجماع الخليجي لمواجهة إيران ستجد نفسها تحت الحصار ، انما يأتي ضمن عملية اعداد المسرح للنار القادمة في الخليج .

 

 

فوضع شرط وقف الدعم لحركة "حماس" ضمن الشروط المطلوب من قطر الاستجابة لها لرفع الحصار عن الامارة ، يكشف ملامح اصطفاف جديد في المنطقة في اطار التهيئة لحرب جديدة ضد ايران تذكر بحرب الثماني سنوات بين العراق وايران، وهي اصطفافات، قد تدفع "حماس" للانخراط فيها الى جانب إيران وتركيا، وروسيا اذا ما وجدت نفسها في العراء .

 

 

ايا كان الموقف من حركة "حماس" وانحيازاتها وخياراتها واجنداتها ، لكنها تبقى حركة فلسطينية لا يجوز تصنيفها ضمن الحركات الارهابية على سلم التصنيفات الاميركية العربية، وهو تصنيف سيصب في طاحونة اسرائيل التي ستعتبر ذلك بمثابة دفعة اولى على الحساب في سعيها لتقديم الخدمة للدول"السنية" في مواجهة "المد الشيعي" اذا ما اشتعلت الحرب المذهبية !

 

 

في ظل هذه الاجواء المحتقنة ، في الخليج فإن الامل معقود على نجاح الوساطة الكويتية في نزع فتيل التوتر وتسوية ما شجر من خلافات بين الاخوة الذين لا ينبغي ان تبلغ الخصومة بينهم حد المقاطعة وفرض الحصار فالخطر لا يتهدد قطر وحدها بل يتهدد الخليج برمته.

 

 

كتب ابراهيم ملحم