خبر سلام هي حتى مطلع الفجر .. كتب عبد الرحمن التميمي

خبر سلام هي حتى مطلع الفجر .. كتب عبد الرحمن التميمي
خبر سلام هي حتى مطلع الفجر .. كتب عبد الرحمن التميمي

الشعوب التي تنعم بالسلام تقريبا معظمها مر في ظروف عصيبة، ودفع اثمان باهظة لكي ينعم بنعمة السلام، لكن هذه الشعوب حددت أهدافها وآليات عملها وقيمت في كل مرحلة ما أنجزت وما أخفقت.

 

الشعب الفلسطيني كباقي شعوب الأرض ينشد السلام، ودفع اثمانًا باهظة واكبر دليل على ذلك قوافل الشهداء والاف الاسرى، فليس منا ولا فينا من ينكر هذا النضال ولكن المشكلة الأساسية في اننا لم نقف طويلا عند مراحل تاريخية هامة لنستفيد منها، فمثلا تجربة اضراب عام 1936 من قيمها ولماذا لم تؤتي ثمارها، وهكذا الحال بالنسبة للانتفاضة الأولى والثانية ومراحل كثيره في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة لب الحديث اننا ولأسباب عديده لها علاقة بالتكوين الثقافي والفكري العربي أننا لا نحب أن نسال الأسئلة الصعبة التي قد لا يكون جوابها يعجبنا هذا من باب ، ومن باب أخر  اننا لا ندرك أن سرعة تغير العالم هي اسرع بكثير من قدرتنا او رغبتنا بالتغير او التكيف فهناك عشرات الأدوات التي نستخدمها في نضالنا بحاجة الى مراجعة متأنيه مع  ايماني بصدق النوايا فهل   صحيح ان نستخدم أدوات الدولة ( العمل الدبلوماسي هيئات الأمم المتحدة ) وفي نفس الوقت نريد استخدام أدوات حركة التحرر الوطني  ـ العالم لم يعد يقبل الجمع بينهما والاجيال الجديدة لا تعرف الخط الفاصل بينهما.

 

امر اخر كيف لنا ان نقنع العالم اننا حركة تحرر ونحن نغرق في اقناع العالم أننا دولة ونغرق في استعمال رموزها ، كيف لنا ان نقنع العالم اننا ننشد الحرية والديمقراطية ونحن منذ عشر سنوات لم نجدد شرعية مؤسساتنا، كيف لنا ان نجعل العالم يفهم ان لنا مجلس وطني لم يجتمع منذ ربع قرن، وان نقنع العالم بالفرق بين الدولة والسلطة والمنظمة والصندوق القومي ووزارة المالية والمجلس الوطني والتشريعي والمركزي ، قد يكون لدينا أجوبة تقنعنا ولكنها لن  تقنع أحدا في العالم .

 

ليس من المفهوم الحديث عن السلام، بدون تحديد اليات لتحديد بشكل واضح مفهوم السلام الذي نريد والاهم الأدوات والطرق ألتي تسلك.

 

يمكن ان نكون مناسبة هبة الاسرى مناسبة جيدة لتحديد ادواتنا ومفاهيمنا وطبيعة مؤسساتنا ،لا أحد سيسمعنا اذا لم نسمع أهات الاسرى جيدا سلام لهم وسلام عليهم وسلام حتى مطلع الفجر.