الأسير أبو ذريع لم يكن الأول ولن يكون الأخير / لـ الصحفي خليل شعت

الأسير أبو ذريع لم يكن الأول ولن يكون الأخير / لـ الصحفي خليل شعت
الأسير أبو ذريع لم يكن الأول ولن يكون الأخير / لـ الصحفي خليل شعت

الأسير أبو ذريع لم يكن الأول ولن يكون الأخير / لـ الصحفي خليل شعت

 

يعاني أسرانا في السجون الصهيونية الأمرين، من عذاب وحرمان من الزيارة وفساد للطعام المقدم لهم وفقدان الرعاية الطبية، مجموعة من الأسباب السيئة التي تجتمع لتجعل من حياة الأسري جحيم، والذين لهم الحق بالمعاملة الحسنة كما كفلتها لهم قوانين ومواثيق حقوق الإنسان، ولكن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل القوانين ويعرض حياة الاسري للخطر .

الكثير من الاسري فقدوا الحركة وغيرهم فقدوا البصر والسمع والنطق، هذا بداخل السجن وأما بخارجه فقد يفرج عن الأسير ليخرج لذويه وجسمه أنهكته الأمراض وأصبح يعاني من آلام التعذيب النفسي والجسدي، الأسري يخرجون من سجون الظلم ليقضوا بقية أعمارهم أحرار ولكن القدر يباغتهم ليأخذهم من أحضان ذويهم ، حيث يموتون يعد الإفراج بعدة شهور وهذا ما حدث مع عدد من الأسري الفلسطينيين .

الاسير أشرف أبو ذريع الذي أفرج عنه منذ أشهر بعد قضائه مدة محكوميته البالغة ست سنوات ونصف وهو أحد الأسري المقعدين والمرضي حيث كان يعاني من ضمور في العضلات، ومنذ خروجه من السجن دخل في غيبوية  وتوفي علي أثرها مساء اليوم، ليسجل رقما جديدا في أعداد الأسري الشهداء، لم يختلف حاله كثيرا عن الأسير وليد شعت الذي أفرج عنه بعد قضائه محكوميته البالغة 18 عاما، ليخرج ويجد والده ووالدته وزوجته التي تركها من أول شهور الزواج عقب اعتقاله قد انتقلوا الي رحمه الله، وليد الذي كان يعاني في سنواته الاخيرة من أمراض القلب لم يمهله القدر للجلوس وسط أحبابه اكثر من سبعة أشهر، هذا حالهم وغيرهم الكثير من الأسري الذين يموتون عقب تحررهم بفترة وجيزة، نعم هذا قدر الله الذي نؤمن به ولكن قلة العناية الطبية بالأسري الفلسطينيين أودت بحياة العديد منهم داخل السجن وخارجه.

الجهات المختصة في شئون الاسري والتي تتطلع علي أخبارهم دائما تفيد بأن الأسير أبو ذريع قد تعرض للإهمال الطبي المتعمد من قبل ادارة السجون، كما حملت الاحتلال المسئولية الكاملة عن وفاته، وأكدت أن الإهمال الطبي شبح يطارد كافة الأسري وناشدت الجهات المعنية بحقوق الأسري والصليب الأحمر بالتدخل السريع لوقف الممارسات العنصرية ضدهم  وتقديم كافة الخدمات الطبية اللازمة للمرضي منهم.

حالات كثيرة ومشابهة حيث تقدم سلطات الاحتلال على اطلاق سراح أسرى بعد تدهور حالتهم الصحية لدرجة ميئوس منها واقتراب ساعة وفاتهم، حتى لا تتحمل مسؤولية وفاتهم داخل سجونها، وهذا شكل ظاهرة في السنوات الأخيرة، والنماذج كثيرة، أمثال هايل أبو زيد وسلطان الولي من الجولان السورية المحتلة، ومراد أبو ساكوت وفايز زيدات من الخليل، وزكريا عيسى داوود من بيت لحم، وزهير لبادة من نابلس، ووليد شعت من رفح وليس آخرهم اشرف أبو ذريع من الخليل ، وأن جميع هؤلاء انتقلوا من أسرة السجون الى أسرة المستشفيات الفلسطينية أو العربية منذ لحظة الإفراج عنهم ومن ثم تشييع جثامينهم الى مثواهم الأخير.

أبو ذريع لن يكون الأخير فحياة الأسري المفرج عنهم قد تكون في خطر كل حين، لذلك علي المؤسسات الحقوقية والدول الأوربية تحمل مسئولياتها تجاه هذه الظاهرة الخطيرة من نوعها.

رحم الله شهدائنا وشفي جرحانا وفك قيد أسرانا.