خبر ما لم يقله الرئيس في الأمم المتحدة

خبر ما لم يقله الرئيس في الأمم المتحدة
خبر ما لم يقله الرئيس في الأمم المتحدة

ما لم يقله الرئيس في الأمم المتحدة

بقلم: عماد توفيق

أوردنا  في مقال سابق  بعنوان "لا تقلقوا القنبلة لن تنفجر"، وصفا تقريبيا لما سيتضمنه خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة، وجاء موعد الخطاب، وصعد عباس منصة الأمم المتحدة، وألقى الرئيس القنبلة التي لم تنفجر إلا في وجه الشعب الفلسطيني مزيدا من الألم والاحباط وخيبة الأمل.

وتحدثنا عن أن القنبلة السياسية التي لوح عباس بإلقائها في خطابه لم تكن سوى حيلة لاستجلاب الاهتمام الاعلامي المنصب على الحروب المشتعلة في سوريا واليمن وغيرها،  وحذرنا من أن امريكا وحلفائها نزعت فتيلها منذ زمن.

فلم يعلن الرئيس أمام العالم عن وقف التنسيق الأمني المقدس، الذي يساعد الاحتلال على البقاء والعربدة باطمئنان في مدن وشوارع القدس والضفة المحتلة.

ولم يعلن الرئيس بوضوح عن إلغاء اتفاقيات أوسلو، وربطها بأداة الشرط (إذا)، حيث قال أنه لن يلتزم بها (إذا) لم تلتزم إسرائيل، حتى أنه لم يحدد سقفا زمنيا للالتزام "الإسرائيلي" المطلوب بالاتفاقات، ام علينا  أن ننتظر 20 سنة اخرى..!!

كما لم يعلن الرئيس عن حل السلطة كما توقع كثيرون، لإعادة  القضية الفلسطينية إلى مسارها الصحيح كقضية تحرر وطني بكل الطرق والوسائل المشروعة.

لم يطالب الرئيس بفرض عقوبات على الإحتلال، على غرار العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة سابقا على ليبيا والسودان وايران وغيرها من الدول، أو على الأقل المطالبة بفرض المقاطعة على كيان العدو، حتى أنه لم يطالب الدول العربية التي تقيم علاقات سلام مع "إسرائيل" بقطع هذه العلاقات أو على الأقل بسحب السفراء.

لم يعلن الرئيس عن اتخاذ أي خطوة عملية لنصرة المسجد الأقصى الذي يتعرض للتقسيم والابتلاع، حيث اكتفى بعرض حال كأي متابع أو كإعلامي يعرض تقرير مشبعا بالعواطف والشجن.

كما لم يوجه الرئيس كلامه إلى شعبه المتحفز لإنقاذ المسجد الأقصى على غرار الخطاب الذي أطلقه الرئيس الراحل ياسر عرفات عشية هبة الأقصى في مثل هذا الشهر من العام 2000.

لم يهدد الرئيس بالاستقالة كما توقع او كما تمنى الكثيرون، الأمر الذي طمأن "إسرائيل" الى استمرار بقاء السلطة كوكيل امني عن الاحتلال، وكمكسر عصا يفرغ الاحتلال عبرها جام غضبه في شعبنا قتلا واعتقالات، تهجيرا وابعادا، خنقا اقتصاديا ومصادرة وتهويد مقدسات، ليمثل بقاء السلطة اطارا تجميلا أمام العالم للجرائم الصهيونية بحق شعبنا الفلسطيني.

غادر الرئيس الأمم المتحدة بلا أي انجاز، اللهم إلا بعلم مرفوع على عصا، فيما يواجه الأقصى خطر التقسيم والابتلاع بدون أي عصا تدافع عن حياضه المقدسة.

إن استمرار فقدان رئاسة السلطة للبوصلة الوطنية، واستعدادها لمواصلة مشوار التيه في دهاليز المفاوضات، وتخلي الحكمة والحصافة عن الرئيس وفريقه، يبعثان برسالة عاجلة الى كافة قوى وفصائل المقاومة، لأخذ زمام المبادرة، وتولي دفة قيادة الشعب في المعركة المفتوح مع "إسرائيل"، وتصحيح بوصلة الأمة التائهة لإنقاذ آخر قلاع المجد، المسجد الأقصى وأكنافه المتحفزة.

 

--