خبر هل تواطأ العرب على تقسيم الاقصى..!! بقلم: عماد توفيق

خبر هل تواطأ العرب على تقسيم الاقصى..!!  بقلم: عماد توفيق
خبر هل تواطأ العرب على تقسيم الاقصى..!! بقلم: عماد توفيق

هل تواطأ العرب على تقسيم الاقصى..!!

بقلم: عماد توفيق

 لا يستطيع أي عاقل حصر او اختزال ما يحدث في الاقصى  من زيارة نتنياهو الاستفزازية لصور باهر، ومن التصعيد الصهيوني غير المسبوق في الاقصى الامر الذي يستهدف تغيير الوضع القائم في الاقصى بشكل جدري، اذ يرصد المحللون عدد من المتغيرات التي افضت الى ذلك ومنها:

المتغير الصهيوني الداخلي، حيث افضت نتائج الانتخابات الصهيونية الاخيرة الى تفويض الحكومة الجديدة بتطبيق اجندة اليمين المتطرف حيال الوضع الديني والقانوني في القدس الشريف لصالح اليهود الذين يؤمنون بخرافات ذات بعد ديني مبنية على انتظار المسيح المخلص الذي يجب ان تسبقه حرب يأجوج ومأجوج، وهذا لن يتم الا بتدمير المسجد الأقصى، وبناء الهيكل ونشوب الحرب التي تستدعي نزول المسيح المخلص حسب زعمهم.

ولم يعد الايمان بهذه الخرافة، والعمل على تطبيقها قصرا على غلاة المتطرفين، او مرجعيات دينية هامشية، بل يمتد الى نخب دينية مركزية، ونخب سياسية تقود الاقتحامات الحالية للمسجد الاقصى بقيادة وزير الزراعة والاستيطان اوري ارئيل الرجل الثاني في حزب البيت اليهودي، الشريك الثالث في الائتلاف الحاكم في "اسرائيل".

كما يدعم هذا التوجه لتثبيت التقسيم الزماني والمكاني للأقصى وزراء علمانيون من وسط الليكود مثل الوزير ميري ريغيف، ونفتالي بينت زعيم حزب البيت اليهودي وزير التعليم، الامر الذي يدلل على ان هذا التوجه بات في صلب المجتمع والتوجه السياسي الصهيوني.

وما يعزز هذا الانطباع هو الواقع الفلسطيني المنقسم بين سلطة فلسطينية في رام الله تقمع الشعب وتواصل التعاون الامني ضد المقاومة، وتهاجم بيت الشهيد الاسطورة يحيى عياش في اللحظة التي كانوا يحرقون فيها بيت عائلة دوابشة، وبين مقاومة محاصرة في غزة.

كما يشجع على ذلك السلوك العربي المتواطئ للأردن، الذي يقبل هذا الامر، وما يثبت ذلك ما نشرته صحيفة "هآرتس" في 30-6 الماضي حيث قالت ان الاردن وافق وبعد مفاوضات بين مبعوث من الملك الاردني مع مبعوث من نتنياهو بدخول المستوطنون ليس الساحات فقط بل دخول المساجد مسجد قبة الصخرة والمسجد القبلي، وكان مناط اعتراض الاردن على دخول الجنود وليس المستوطنون ثم عاد الاردن ووافق على ذلك، ما يثبت تضليل ما اعلنه ملك الاردن مؤخرا عن معارضته لما يحدث وتهديده باتخاذ اجراءات..!!

السؤال: ما هي التسوية التي وافق الأردن بموجبها على انتهاك حرمة السجد الاقصى وفرض التقسيم الزماني والمكاني، وما هو الثمن الذي قبضه الاردن لقاء ذلك، وهل دخلت مروحيات الكوبرا الصهيونية التي اهداها نتنياهو للأردن ضمن التسوية والثمن..!!.

 فكيف يعبر الاردن عن انزعاجه لما يحدث ما انتهاكات في المسجد الاقصى، ثم هو يقوم وقبل اقل من اسبوعين بمنع (عبد الرحمن بكيرات) مسؤول مدارس مصاطب العلم في الاقصى التي تضم بين جنباتها العمود الفقري لمئات المرابطين في المسجد الاقصى الذين يتصدون للجنود وقطعان المغتصبين الصهاينة، منعه من دخول الاردن لحضور مؤتمر يخص المسجد الأقصى، فأي رسالة يعطيها الاردن للعالم، وكذلك منع صقر الاقصى الشيخ رائد صلاح المنافح الاول عن المسجد الاقصى والشوكة في حلق كل الصهاينة من دخول الاردن، في الوقت الذي اعادت فيه السفير الصهيوني الى مقره في العاصمة عمان.

ولا يخفى على الجميع ان الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الاسلامية في اراضي 48 اشار اكثر من مرة الى تورط اطراف عربية في تسليم المسجد الاقصى لقطعان المغتصبين لإقامة هيكلهم المزعوم.

 فيما تشير المعلومات ان شخصيات من دول عربية محيطة توجهت الى الحركة الاسلامية في فلسطين المحتلة 48 برسالة تهديد مبطن مفادها: عليكم الضغط على المرابطين في المسجد الاقصى للسماح للمغتصبين الصهاينة باقتحام المسجد الاقصى في الفترة الصباحية بصمت وهدوء، مقابل ان تستمر مصاطب العلم في باحات الاقصى وان لا تتضرر الحركة الاسلامية ذاتها من خلالها اخرجها عن القانون.

الامر الذي يثبت بما لا يدع مجالا للشك تواطؤ دول عربية وسلطة عباس مع الاحتلال لتمرير التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الاقصى، الامر الذي استشعرته الحركة الاسلامية في القدس المحتلة وفي اراضي 48، فسيرت حملات للرباط في المسجد الاقصى لمنع تمرير هذا التقسيم الاجرامي للمسجد الاقصى، على غير الرغبة الاردنية، فقطعت الكهرباء عن المرابطين في المجسد الاقصى بطريقة خبيثة، حيث فضحت المواجهات في باحات الاقصى مسألة التقسيم الزماني، وبدأ الحديث العربي المرتبك والمحرج والمستنكر على استحياء لهذا التقسيم، في الوقت الذي كانت تعيد فيه القاهرة السفير الصهيوني الى مصر في الوقت الذي امرت فيه بإغراق حدودها مع غزة بمياه البحر، وكانت تجري فيه مناورات امريكية صهيونية اردنية على الاراضي الامريكية لمكافحة "الارهاب"، فعن أي ارهاب يتحدثون..!!.

تعرض مدير المسجد الاقصى وهو بوظيفة اردنية تتبع البلاط الملكي للضرب ولم ينطق القصر الملكي.

وتعرض 6 من حراس الاقصى للإصابة بالضرب والرصاص ولم ينطق القصر الملكي.

واصدر الاحتلال اكثر من 30 قرار ابعاد لموظفين داخل المسجد الاقصى عنه ولم ينطق القصر الملكي.

عدا عن الانتهاكات التي مست قداسة المسجد الاقصى والحقت به دمارا وخرابا تحت سمع وبصر الاوقاف الاردنية ولم ينطق القصر الملكي.، ولا قاهرة المعز ولم توقظ جامعة الدول العربية من غفوتها بعد، كما لم يصل الخبر بعد الى طائرات عاصفة الحزم كي تدك تل ابيب عوضا عن الغرق في المستنقع اليمني..!!

40 بطل من شباب المقدسيين الفلسطينيين قلبوا الصورة وفضحوا المؤامرة وأعادوا الاقصى الى وسط الصورة ما احرج الاعراب المتآمرون.

يجتهد الاحتلال اليوم لمنع وصول المقدسيين وطلاب مصاطب العلم الى ساحات المسجد الاقصى لتحقيق عدد من الاهداف:

-          التخفيف من حدة المواجهات.

-           ازاحة الاقصى عن واجهات الاحداث التي تصدرت وسائل الاعلام مؤخرا.

-          الحد من احراج العواصم العربية التي صمتت بعد هدوء الاحداث الخادع مع ان الاقتحامات متواصلة.

هل المملكة السعودية دخلت في دائرة التواطؤ على تقسيم المسجد الاقصى.. يتساءل البعض.؟؟

دعوة الملك السعودي الى انعقاد قمة لدول التعاون الاسلامي نهاية العام جاءت وكأنها تعطي "لإسرائيل" الفرصة لإكمال التقسيم الذي بدأته، لتأتي القمة بعد ثلاثة اشهر بعد ان ينفض العزاء ويقع التقسيم ويخرج ببيان ادانة واستنكار جاهز منذ الان.

 واملا في تمرير هادئ للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى، ورغبة في تسهيل الامر على الدول العربي، ها هو نتنياهو يعلن ومن قلب بلدة صور باهر احد ضواحي المدينة المقدسة حربا على راشقي الحجارة، حيث صدرت اوامر بالقتل والاعتقال وفرض الغرامات واوامر الابعاد، الأمر الذي يستدعي اجماع وموقف فلسطيني وطني لدعم المرابطين في المسجد الاقصى، وتفعيل الانتفاضة في القدس والضفة المحتلة، فلن يحك جلدك سوى ظفرك، والا سنشارك فلسطينيا بالتواطؤ على تقسيم المسجد الاقصى.