المرأة بركان من الغضب الثائر ... رويدا عامر

المرأة بركان من الغضب الثائر  ... رويدا عامر
المرأة بركان من الغضب الثائر ... رويدا عامر

المرأة بركان من الغضب الثائر

رويدا عامر

جميلة عبارات الوصف والمديح التي تقال لصالح المرأة كل سنة في يومها العالمي الموافق 8/3 من كل عام ، تقدر وترفع لها القبعات احتراما لها ، شعارات   .......... أقوال  وحكم . ........ تحكي بشأن المرأة ، وخطابات تسرد فها بنود حقوقها التي من المفروض  أن تنالها كل امرأة في العالم ؟ ولكن هل يبقى كلام أم هناك محاولات لتطبيقه ؟                             

لو تحدثنا عن المرأة قبل الإسلام لوجدناها  ضحية لجهل الناس وظلمهم بقتلها وهي على قيد الحياة اعتقادا منهم أن البنت تجلب لوالدها الخزي والعار ، وأن الولد هو سند يعتمد عليه في الحياة  .

عند عمل هذه المقارنة بين حالة المرأة قبل الإسلام وبعده نجد المقارنة تختلف كثيرا بكل المقاييس .

عند شروق شمس العدالة والحرية الإسلامية على مجتمع اعتنق ديانات مختلفة غير الإسلام ، وجد فيه تحقيق عدالة شرعية تنصف المرأة في جميع مجالات الحياة ، وتظهر حقها في العيش سالمة  دون الحكم عليها بالموت لحظة مولدها . ودعا الإسلام إلى تكريم وجود المرأة وحسن معاملتها وفقا للتشريعات الإسلامية الداعية ، لنصرتها وتطبيق عدالة السماء في محاكم الأرض وإعطائها جميع حقوقها .

الإسلام حث  الوالدين على تربية البنات على أصول الشريعة الإسلامية وأخلاقها الحميدة لتكون فخرا لكم ولدينها ، وأن تتجاوز مرحلة القلق الشديد بشأن إنجاب أنثى ، لقوله رسولنا الكريم قدوة الإسلام والأخلاق الحميدة والتربية الصالحة لأبنائه  ( ما من مسلم تدرك له بنتان فحيين إليهما ما صحبتاه أو صحبتهما إلا أدخلتاه الجنة )

لتقدير مكانة المرأة في الإسلام جعل وجودهن في حياة أهلهن سببا لدخول الجنة فهل هناك أعدل من الله في حكمه ؟

الحديث يطول في عدالة الشريعة الإسلامية التي تحدثت كثيرا عن المرأة وحقوقها وواجباتها ولكن ما دور العدالة البشرية في تكريم المرأة وتحقيق حريتها وجلب حقوقها ونصرتها أمام من يظلمها ؟

كل يوم نسمع قضايا متعددة بشأن المرأة وعنف لا يتوقف تتعرض له من قبل شرائح مختلفة من المجتمع الذي لا يرحم ولا ينظر للمرأة بشكل يظهر حقيقة مكانتها في المجتمع ودورها الرئيسي فيه .

قضايا معلقة في المحاكم تنتظر المرأة الحكم فيه متأملة أن يكون الحكم منصفا لها ويمسح دمعة عينها التي نزلت قهرا لما أصابها من شخص ظلم وجودها وألغى شخصيتها.

قضية طلاق عالقة بسبب طمع الزوج وأهله وعدم الموافقة لإعطائها حقوقها الشرعية ظنا منهم أن طلاق الرجل للزوجة وإعطائها نفقتها وكامل حقوقها يعتبره  منافيا لرجولته  وانتصار المرأة عليه ناسيا أن حقها في الإسلام هو من أعطاها ذلك.

وقضية امرأة سلب  زوجها أولادها منها وألغى وجودها في حياتهم بقوله لأبنائه  أن أمهم توفيت ولم يعد لها مكان في الدنيا ، وتربتهم على هذا الأساس ناسيا حرقة قلب الأم لفقد أبنائها وتركهم لحياتها ظلما وقهرا .

ولا ننسى ما تتعرض إليه  المرأة المطلقة والأرملة التي حكم الله تعالى في قدره أن تفقد زوجها ولكن لا يوجد بشرية تقدر ذلك فالكلام لا يتوقف بالإساءة إليها،  نظرات الناس لا ترحم وكلامهم المعبر عن حالاتها والحدود التي يصنعوها لها ويفرضون القيود التي لا مفر منها لأنها تعيش في مجتمع ظالم وناكرا لوجودها .

حال المرأة في المجتمعات العربية لا يشكر أبدا ، وقضايا المرأة في كل محكمة تتعدد بمختلف أسبابها وتبقى المرأة بانتظار خروج القاضي ونطق الحكم العادل الذي ينصف قضيتها وتبقى أملا لغيرها من النساء اللواتي في نفس حالتها .

الحديث يطول والكلمات تعجز عن وصف ما نريد قوله عن المرأة  ،فهذه  الحقيقة التي تحتاج لتوضيح ،  حتى لو وجدنا إنصاف للمرأة في الوقت الحالي فسوف تكون النسبة ضئيلة جدا مقارنة بالظلم الذي تتعرض إليه المرأة ، وسلب حقوقها بالشكل الواضح على مرأى العالم .

ولكن يبقى عند كل مرأة تقرر الذهاب إلى المحكمة أملا  بأن تجد من ينصفها ويحقق لها العدالة التي أوصى بها الإسلام ويكون أملها بوجه سبحانه مغير الأحوال كبير جدا .

وتبقى التساؤلات حول قضية المرأة كثيرة محملة بالآمال وانتظار تحقيق العدل في شأنها ؟

هل سيأتي العام القادم ونحتفل بتطبيق العدالة لصالح المرأة وأخذ جميع حقوقها ؟

هل سيكون هناك من يرحم المرأة ويق أمام ظلم البشرية والعنف الذي تتعرض له كل يوم ؟

هل سنجد امرأة تتمتع بكامل حقوقها وتكون بصيص أمل لأخريات مثلها ؟

ولكن ما أعرفه جيدا أن المرأة ستبقى بركان من الغضب الثائر في وجه من يظلمها وستثور أكثر حتى تحقق عدالتها وتأخذ جميع حقوقها التي أوصى بها الإسلام .