صوت أي شعب يكمم فاه محمد نور- لـسفيان صيام

صوت أي شعب يكمم فاه محمد نور- لـسفيان صيام
صوت أي شعب يكمم فاه محمد نور- لـسفيان صيام

صوت أي شعب يكمم فاه محمد نور لـ الكاتب الفلسطيني سفيان صيام.

تتزاحم منابرنا الإعلامية الرياضية مرئية ومسموعة ومقروءة ، لتغطية كل ما له علاقة بالرياضة على مختلف الأصعدة المحلية والعربية والدولية ، وتتنافس فيما بينها على نقل الصور والأحداث والأخبار ،، بل وقد يصل الأمر إلى حد تجاوز قواعد المهنة وأخلاقياتها ، من أجل الوصول للسبق والصدارة ،، 
وأتابع العديد من هذه الوسائل ، وأصادق الكثير من الإعلاميين سواء النشيطين والمميزين . 
منذ أيام اصطدم الزميل الإعلامي محمد نور بإدارة إذاعة صوت الشعب التي يقدم فيها برنامج أصداء الملاعب يوميا، والتي ترغب بتقييده وتكميم فيه ومنعه من انتقاد ما يراه من أخطاء بل من فساد في بعض الأحيان ، وقد تفاقم الأمر بين الطرفين على إثر انتقاد نور لشركة الكهرباء _ والتي لا يوجد مواطن فلسطيني في قطاع غزة لا يشكو منها حسب ظني _ و انتخابات نادي البريج التي يرى أنه شابتها تجاوزات ليست بالبسيطة ،، 
وجوهر القضية من وجهة أن صوت الشعب لا تريد علاقات متوترة مع المؤسسات أو الشركات ربما متأثرة بنظرية أحمد داوود أوغلو التركي ( سياسية تصفير المشاكل ) وتتناسى أنه في ظل واقع الحياة يبقى هذا الأمر نظري فلا حياة بدون مشاكل ومواقف ومبادئ وتحالفات و مصالح بخطين عريضين تحتها ، وتتناسى أن من أحد أدوارها كوسيلة إعلام كشف التجاوزات وفتح الفضاء للانتقاد الهادف والبناء وكذلك محاربة الفساد طالما هناك إثباتات ووثائق ، _ بالمناسبة لا أنسى لهذه الإذاعة دورها الوطني في تغطية الاعتداءات الإسرائيلية ، ولا أنسى أنني كنت اسهر لأتابع عبر أثيرها أخبار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة سواء عام 2008 أو 2012 _ . 
تريد إذاعة صوت الشعب أن يقتصر دور الإعلام فيها بخصوص الشأن المحلي _ربما لتعقيداته _ على خبر وصورة وتعليق وتريد تحجيم مساحة الحرية والإبداع والتي يفترض أن تسعى لإطلاقها بدل من تضييقها ، تريد إعلاما أشبه بتلفزيونات الستينات والسبعينات ( زار جلالته ..... ، افتتح سيادته ... ) أو برنامجا لا يتناول إلا سرعة الحكم في المباراة ، أو لون زي الفريق الجميل والمتناسق ، أما الخوض في طريق ذات الشوكة فهي لا تجلب إلا وجع الرأس وفقدان الأصدقاء ومعاداة مفاصل المجتمع .. والكيّس من عاش وفق المثل الشعبي ( من خاف سلم ... ) . 
ومما أثار دهشتي وحفيظتي هو أن المنابر والمواقع التي ذكرتها في بداية مقالي قد التزمت الصمت الى حد كبير في هذه القضية ( إلا نادرا ) ، وربما لم تتجاوز مواقف التضامن مع الزميل نور والزيارات الشخصية إلى منزله والتي لا أراها إلا زيارات مجاملة بالضبط كمن يذهب مجاملة لبيت عزاء أو عقد قران ، وهي على أهميتها طبعا إلا أنها أقل من المستوى المطلوب بدرجات كبيرة . 
كأن وسائلنا الإعلامية لا تعرف أنها عليها واجب مشترك وأن بينها حلف ضمني تقتضيه رسالة الإعلام التي تحمل مبرر وجودها أساسا وبالتبعية مبرر استمرارها ، مضمونه تصحيح كل انحراف ومحاربة الفساد والخروج عن القوانين والمبادئ والأخلاق ومناصرة حق الفرد في التعبير وإبداء الرأي دون خوف أو وجل على لقمة عيشه أو على حياته أو حريته ، فالحرية هي قضية كل حر وحق التعبير _ المنضبط _ هو الرئة التي تتنفس منها هذه القضية . 
ورغم قراءتنا لقصة الثور الأبيض في تراثنا العربي والإسلامي إلا أننا لا زلنا نرى نسخة تلو النسخة من هذا المثل دون أن نحرك ساكنا ، وترانا نقول طالما أنا بخير فالأمر بخير وقد كان المفروض أن تثب كل الطاقات الإعلامية وان تتكاثف كل الجهود فتعلو الأصوات وتهتف الحناجر ليس من أجل من محمد نور كشخص ، وإنما من أجل الحق في الحرية والحق في التعبير ،، من أجل رسالة الإعلام الحقيقية في محاربة الفساد والإرشاد لجادة الصواب ،، إلا لو كانت رسالة الإعلام كما أسلفت تغطية التسلل ورمية التماس وعدد الجمهور في المباراة ، فهنا أعتذر سلفا لسوء فهمي واستيعابي ..