أبطال الرياضة الفلسطينية- القدس 45 عاماً من العطاء

أبطال الرياضة الفلسطينية- القدس 45 عاماً من العطاء
أبطال الرياضة الفلسطينية- القدس 45 عاماً من العطاء

صحيفة القدس.. وثيقة تاريخية.. ومداد لأبطال مبدعين

من قطاع غزة إلى القدس.. 45 عاماً من الإبداع والعطاء للعمل الصحفي المتميز

أحمد المشهراوي- المشرق نيوز

لم يكن ميلاد صحيفة –القدس، وصدور عددها الأول بتاريخ 25/11/1968 في مدينة القدس الحبيبة التي لا تزال ترزح تحت وطأة المحتل، تلك المدينة الغالية على قلب كل فلسطيني وعربي ومسلم وكل إنسان يعرف قيمة هذه المدينة من كافة نواحيها، لم تكن بمعزل عن باقي أخواتها من المدن المحتلة آنذاك، وجاء انطلاق الصحيفة بقيادة المعلم والإعلامي الأول الراحل محمود أبو الزف- أبو مروان، ليؤكد على هذا التواصل الذي سعى المحتل لتمزيقه وتقطيع أوصاله.. ففتحت صفحات القدس قلبها لتنقل للقراء صباح كل يوم أخبار الوطن من نابلس، ورام الله، وجنين، وطولكرم، مروراً بالخليل، وصولاً إلى قطاع غزة، ولم تنس أن تمر على مدننا في يافا-مسقط رأس الراحل أبو مروان، وحيفا والناصرة، وعسقلان، واللد والرملة، وكل قرية ومدينة.


لقد وثقت- صفحات القدس، خاصة الرياضية منها نشاطات وفعاليات الشباب الفلسطيني ورياضته، التي عادت لتوها من جديد منذ عام 1968، بل كانت الدافع للالتقاء والتواصل بين الفرق والأندية، وفي إقامة المباريات والأيام الرياضية في ضيافة الأخوة التي حاولت الحدود الجغرافية تفريقهم.. فشاهدنا مباريات ممتعة جمعت فرق غزة ومنتخبها آنذاك مع أندية هلال القدس، وسلوان، وجمعية الشبان، وفرق أريحا وطولكرم وبيت جالا وبيت ساحور، وبلاطة، والبيرة، وكانت صفحات القدس بمثابة بيت الضيافة، توثق في اليوم التالي لقاءات الأحبة، وتبادل الخبرات، حيث استفادت فرق الضفة الغربية الكثير من إخوانهم في غزة، خاصة كرة القدم.


ولم يغب قطاع غزة عن أبصار المعلم صحب المعرفة والخبرة، فاختار شيخ الإعلاميين الغزيين جمال الحلو ليوثق هذه الأحداث الرياضية التاريخية التي حملت المعاني الوطنية الأصيلة إلى جانب مضمونها الرياضي، فعمل مراسلاً في هذه الصفحات، ولا زال على رأس المهمة التي كلفها به أبو مروان، بل تعدى موقعه عن مراسل عادي، ليوجه ويقود العمل الرياضي، وذلك كونه من أقدم المراسلين الرياضيين لصحيفة القدس، ومن خلال توليه حراسة المنتخب الوطني، ولعبه بفريق شباب غزة برفقة الزملاء إبراهيم المغربي، وسعيد الحسيني، والحاج سالم الشرفا، ومعمر بسيسو، وذلك  بعد عام 1967، وكذلك في جمعية الشبان المسيحية في القدس مع ثلة من الرياضيين، بقيادة ريمون زبانة، عرسان إبراهيم، وماجد الأسعد، والكثير من القادة بالضفة.


وقد عمل الزميل الحلو في بدايات الصحيفة، والتي أخذت دورها الحقيقي منذ تأسيسها، تلكم الفترة وما حملته من ألم وأمل، ومعاناة وإنجازات، فكان إلى جانب نخبة من الرياضيين والإعلاميين، بينهم سامي مكاوي، وطوني عبود، والزميل توفيق قطينة، ومنذر إبراهيم، وسمير عزت غيث، وتواصل هذا العطاء ليواكب الفترة الذهبية للتغطية مع الزميل المبدع منير الغول، ومعه الزميل الخلوق هشام الوعري، فالزميل الغول ومعه إخوانه من المحررين والمراسلين، ترك بصمات واضحة، خاصة في التغطية للمسابقات الدولية في أوروبا وأمريكا اللاتينية، ونجح في السفر عبر سطور القدس مع القراء، ليضعهم في قلب الحدث، فضلاً عن إبداعاته في التغطية لمسابقات الدوريات المحلية، فكانت ولا زالت- القدس خير توثيق لبطولات الدوري والكأس، بل إن الزميل منير عبر القدس الرياضي كان المرجع لكل الأرقام والحسابات الكروية، فكان منير وكانت القدس بمثابة اتحاد رياضي يجمع بين دفاته كل الألعاب الرياضية من لاعبين وحكام ومدربين وأرقام وألقاب.


وفي غزة، وقفت- القدس لتؤدي دورها الرياضي والشبابي الوطني، فوثق الزميل الكبير جمال الحلو عبر صفحاتها، أبرز الأحداث الكروية والرياضية، وفي مقدمتها دخول فلسطين عضوية الاتحادات الدولية، ونقل بمداد قلمه الذي لا ينضب، الجهود الكبيرة التي بذلها القيادي الوطني رشاد الشوا، ودور الحاج سالم الشرفا الذي قاد أول اتحاد لكرة الطاولة، وكذلك دور الراحل جورج رشماوي، الذي قاد أول اتحاد لكرة السلة، وعبد الكريم الشوا الذي قاد أول اتحاد لرفع الاثقال وصل به أصقاع الدنيا، حيث انتشرت هذه اللعبة وغيرها في المدن الفلسطينية، وانتقل لاعبونا إلى بلدان العالم من المغرب إلى العراق إلى الأردن ومصر، وغيرها من دول العالم.. ووثق الزميل الحلو عبر صفحات القدس الخالدة عماليق الرياضة، الراحل سعيد الحسيني، وراشد الحلو، وإبراهيم عويضة، ورمضان الصوير، وعمر حمو، ومحمد الدلو، ويوسف الحشوة، والأحياء منهم معمر بسيسو، وسالم الشرفا، وثق للأبطال في الوفود العربية زكي خيال، وفايق بسيسو، ومنير الريس، ويسرى البربري، وعبد الكريم أبو دف، وعدنان العلمي وغيرهم.


فسجل في لعبة كرة القدم أسماء لامعة، كانت القدس بمثابة التأريخ الحقيقي من لأسماء التي صنعت تاريخ الرياضة، أمثال: عبد الكريم عبد المعطي، ويحيى الشريف، ومعمر بسيسو، وتوحيد مرتجى، وخليل أبو نعمة، ومن بعدهم إسماعيل المصري، ومحمد غياضة، وفايق الحناوي، وصالح شقورة، وفارس أبو شاويش، وناجي عجور، ورزق خيرة، ومن تبعهم غسان البلعاوي، ويوسف صرصور، وممد الرخاوي، ومروان الترك، وغيرهم.


وفي كرة السلة، الشهيد اللواء أحمد مفرج-أبو حميد، والراحل محمد صالح الدلو، وفتحي النديم، ويوسف الحشوة، وحنا سابا، وفي الطايرة رسمي جابر، وعصام الحويحي، وخالد شامية، وخالد أبو القمصان، وحلمي أبو الروس، ومفيد فارس. وفي اليد وثق الزميل الحلو في صفحات القدس الفضية ماهر حميدة، ومروان حميدة، وفتحي جودة، وعون الصواف، وسيف الدين المسلمي، وخميس قدوم، وعبد الرحمن الحيلة، وصلاح عبد الواحد، وفي كرة الطاولة أكرم العقيلي، بشير ترزي، وتوفيق أبو حبيب، وحسين صبح، وفي رافعات الأثقال فواد الميناوي، ومحمد سعيد ابو شهلا وعلي النونو، والشهيد عبد الرؤوف العجلة، ومحمد ضاهر، ومحمد العمصي، ودياب الرفاتي، وفي القفازات الملاكمة عصمت الحلبي، وفايز عرفات، ومحمد الدسوقي، ومحمد الريس، ، وإبراهيم كحيل، وفايز أبو دية، ومحمود شلبية. وفي المصارعة بهجت عرفات، وعلي سكيك، وألعاب القوى نبيل مبروك، وعبد الله الكرنز، ومحمد الشطلي، وفي الجمباز خليل علوش، وبهجت عرفات، وعلي سكيك، وأحمد عبد الرزاق، والكثير من النجوم، وذلك بقيادة اللجنة الأولمبية التي قادها الحاج اللواء أحمد القدوة، وسلم راية العطاء ليبدع فيها اللواء جبريل الرجوب، الذي كان له الاثر الكبير في الانطلاقة.



حقاً لم تكن القدس مجرد صحيفة بل مداد وطني لدفعة ونصرة الشباب، ومنبر إعلامي لإيصال صوت الشباب الفلسطيني، وموسوعة لتوثيق التاريخ المشرف، فنقلت بالكلمة والصورة الحدث الرياضي.، فنجحت في نقل الأحداث الرياضية بين الضفة وغزة، وكانت القدس تنقل مشاركات فلسطين في البطولات العربية والآسيوية.


ولقد كان لي الشرف الكبير أن أعمل مع الزميل الحلو، الذي لا يزال بمثابة الأب الحاني والمربي الموجه، وكذلك أن ألتحق بركب المبدعين في صحيفة القدس، وكان الاختيار منذ عام 1994 أي منذ 20 عاماً تقريباً فعملت مع أخوة مميزين، من بينهم سمير عزت غيث، وسامي مكاوي، وصولاً إلى الزميل المبدع منير الغول، والزميل المميز هشام الوعري، وغيرهم ممن لا ننسى فضلهم، سامية شعبان، فاكتسبنا الخبرة، وصقلنا بمدرسة ابي مروان، تعلمنا كيف يصاغ الخبر الصادق الهادف البناء بعيداً عن التضخيم أو التقزيم. وختاماً فإن قطاع غزة وباقي مدن فلسطين، كان للقدس شرف التغطية الرياضية والشبابية التي أسست بيد خبير، ولا زال من خلفه يسيرون على خطاه، وننقل تحيتنا من غزة لأسرته بقيادة د. مروان- نتمنى له الشفاء.


وتبقى القدس تخوض موقعها الوطني، وهي تقترب من يوبيلها الفضي 50 عاماً ولن تتخلى عن دورها الذي رسم بمداد الصعوبات والحرمان تارة، والعطاء والنجاح تارة أخرى.