الاحتلال دمر معالم أثرية في قطاع غزة وارتكب جرائم ضد الانسانية والتراث لمحو الذاكرة والتاريخ  والهوية الفلسطينية

المسجد العمري مدمر
المسجد العمري مدمر

مع مرور 7 شهور على الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، لم يسلم منها البشر ولا الحجر ولا الشجر حتى التاريخ  والجغرافيا، حيث ارتكب الجيش الاسرائيلي جرائم ضد الانسانية والتراث الثقافي العالمي ، في مخطط يستهدف محو الذاكرة والتاريخ والهوية الفلسطينية.

استهدف الجيش الإسرائيلي بغارات طائرات اف 16 الجوية الهمجية المدمرة المساجد والكنائس التاريخية والمرافق السياحية الأثرية، في حرب شعواء حصدت مجازرها أرواح أكثر من 34 ألف مواطن وأصابت 77 الف اخرين، 75% منهم من النساء والأطفال.

كنيسة القديس بيرفيريوس
 

200 موقع تراثي وأثري

وقد أكد اسامة العالول مدير المراكز الثقافية، ان الاحتلال دمر وقصف أكثر من 200 موقع تراثي وأثري، فضلا عن استهداف 117 مسجداً بشكل كلي، و208 مساجد بشكل جزئي، بينهم مساجد تاريخية، أبرزها المسجد العمري، علاوة على كنائس يعود تاريخها إلى 2000 عام.

واوضح درويش في حديثه للقدس: ضمت تلك القائمة: الكنيسة البيزنطية التي تعود إلى العهد البيزنطي وتقع في جباليا ويزيد عمرها على 1600 عام، والمسجد العمري .. يعود إلى 1400 سنة، ويعد أقدم وأعرق مسجد في مدينة غزة، ومساجد الخلفاء الراشدين، والشيخ شعبان، والظفر دمري في الشجاعية، وخليل الرحمن في منطقة عبسان، بالإضافة إلى مسجد "عثمان بن قشقار" بغزة ، وجامع الشيخ زكريا في الدرج وهو من القرن الخامس الهجري، وجامع الشمعة في حي البخارين، وجامع الشيخ عبد الله بحي التفاح، ومسجد بن عثمان المشيد في القرن الثامن الهجري.

واضاف: مسجد السيد هاشم ، يوجد به قبر جد الرسول محمد، هاشم بن عبد مناف، ومسجد "الظفر الدمري" بالشجاعية، ومقام الخضر في دير البلح .. أول دير مسيحي يُبنى بفلسطين على يد القديس هيلاريوس خلال الحقبة البيزنطية، وهو أقدم دير في فلسطين، وكنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس في حي الزيتون، ثالث أقدم كنيسة بالعالم بنيت عام 425.

واوضح العالول انه تم تدمير 9 دور نشر ومكتبات و21 مركزا ثقافيا، بينما تعرضت معظم أجزاء البلدة القديمة بغزة للتدمير بما في ذلك  20 من المباني التاريخية، أبرزها 3 استوديوهات وشركات إنتاج إعلامي وفني.

وذكر العالول ان قائمة المراكز والمتاحف الحضارية المدمرة تضم: قلعة برقوق وهي إحدى أهم قلاع المماليك في فلسطين، ويعود تاريخها للقرن الرابع عشر الميلادي وتقع في خانيونس، وقصر الباشا الذي يعود تاريخه للقرن الثالث عشر ويسمى بقلعة الرضوان أو قلعة نابليون، وتم بناؤه من قبل السلطان ظاهر بيبرس، ومبنى "سيباط "العلمي..  أنشئ عام 1806، و"حمام السمرة" ويعود تاريخه إلى السامريين عام 1320، وبيت السقا الأثري بالشجاعية وبناه أحمد السقا في القرن الـ17، ويُعتبر أول منتدى اقتصادي في فلسطين، وتل المنطار بغزة وتل السَّكن في الزهراء، وتبة 86 في القرارة، علاوة على تل رفح الأثري ويعود إلى عام 1400 قبل الميلاد.

سوق الزاوية
 

واضح العالول أن الاحتلال دمر متحف قصر الباشا الأثري ويضم قصر آل رضوان أو قصر الباشا المملوكي الطراز يعد النموذج الوحيد المتبقي للقصور في قطاع غزة، يقع في حي الدرج بالطرف الشرقي من البلدة القديمة لمدينة غزة، وهو حالياً يستخدم كمتحف رسمي لمدينة غزة يحتوي على الكثير من القطع الأثرية المهمة.

واضاف: كما تم تدمير مقبرة دير البلح والمدرسة الكاملية، وسوق القيسارية بحي الدرج ويعود بناؤه للعصر المملوكي، وتل العجول أحد أهم المناطق الأثرية بوادي غزة وقامت عليه مدينة بيت جلايم الكنعانية، ومتحف رفح وكان مقصدا لدارسي تاريخ غزة وتراثها، و"متحف خان يونس" ويضم قطعًا أثرية تعود إلى الحقبة البيزنطية والرومانية، ومتحف "القرارة" المشيد عام 1958 و"سبيل السلطان عبد الحميد"، و"متحف العقاد" الذي يضم آلاف القطع الأثرية، وبيت الغصين، أحد المباني التاريخية من القرن الـ18، وموقع البلاخية "ميناء الأنثيدون" شمال غزة القديمة، مركز المخطوطات والوثائق القديمة، والمركز الثقافي الأرثوذكسي في تل الهوا، ومبنى بلدية غزة الأثري، ومركز غزة للثقافة والفنون، وجمعيتا ميلاد وأبناؤنا للتنمية، والمركز الثقافي الاجتماعي العربي، وجمعية حكاوي للمسرح.

يشار الى أنه قد تم اقتلاع نحو 70 شجرة زيتون معمرة من منطقة الصفرة أعمارها حوالي 120 عاما، ومركز رشاد الشوا الثقافي ويعد من أهم المراكز الثقافية وتدمير منطقة الجندي المجهول بحي الرمال، ومبنى المجلس التشريعي لغزة.

قصر الباشا بعد القصف
 

واوضح الدكتور زكرا الهور مدر عام  وزارة السياحة والآثار ، في تفسيره لهذا الاستهداف الثقافي، في تصريج خاص بالقدس: بأن أصول بعض المواقع التراثية التي دمرها الجيش الإسرائيلي تعود إلى العصر الفينيقي، وبعضها إلى العصر الروماني، كما بينها من بُني قبل 1400 عام، وهو ما يبرز سبب محاولة إسرائيل تغيير معالمها بمحو تاريخها وتغيير الديموغرافيا بتهجير السكان.

وقال الهور للقدس: إن إسرائيل تتعمد تدمير المعالم الأثرية الفلسطينية في استهداف صريح للإرث الحضاري الإنساني بما يخالف القانون الدولي الإنساني الذي يحظر الاستهداف المتعمد للمواقع الثقافية والدينية التي لا تشكل أهدافا عسكرية مشروعة ولا ضرورة عسكرية حتمية في كل الظروف.

واضاف: إن القصف الإسرائيلي استهدف العديد من الأماكن الثقافية والتاريخية، والعديد من المكتبات العامة ومتاجر بيع الكتب، بهدف طمس تاريخ غزة ولتفتيت الهوية الوطنية والتاريخية بتدمير معالمها التاريخية والحضارة ويمارس عمليات سرقة ممنهجة عن طريق شركات تنقيب إسرائيلية للمكان.

واوضح الهور، أنه اضافة الى تدمير الاحتلال تلك المواقع الأثرية والتراثية ، قام بتدمير مختبرين لترميم وصيانة المخطوطات الأثرية، أحدهما يتبع لدائرة المخطوطات بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية فى مبنى أثري، والثانى لمؤسسة عيون على التراث، بالاضافة الى  تدمير واسع في مجموعة من الأحياء التاريخية القدمة  في غزة منها حي الزيتون والدرج والشجاعية .

من جانبه قال محمد المشهراوي مدير مركز رشاد الشوا الثقافي للقدس: للاسف دمر الاحتلال المركز، وهو أكبر مركز ثقافي في قطاع غزة، يحتوي على وثائق وكتب ومخططات تاريخية، ويقوم بالعديد من الأنشطة من تعليم وتدريب ومؤتمرات ومعارض وعروض مسرحية وسينمائية، ومبنى المركز بحد ذاته تحفة معمارية أُنشئ سنة 1985م، وتم ترشيحه لجائزة آغا خان المعمارية الدولية.

واوضح المشهراوي أن الاحتلال دمر ايضا مكتبة بلدية غزة وهي أكبر مكتبة عامة في مدينة غزة أقيمت في مبنى قديم بعد ترميمه وتأهيله سنة 1997م، تحتوي على 25.000 كتاب تقريباً بعدة لغات عالمية، كما دمر الأرشيف المركزي لبلدية غزة، حيث تدمير مبنى الأرشيف المركزي في المقر الرئيسي للبلدية، وإعدام آلاف الوثائق التاريخية التي يزيد عمرها عن 100 عام.

انتهى

غزة-القدس / علاء المشهراوي