تعاطف كبير في مواقع التواصل الاجتماعي

الحزن يعم قطاع غزة بعد استشهاد الدكتور عدنان البرش تحت وطأة التعذيب في سجن عوفر

الدكتور عماد البرش
الدكتور عماد البرش

عم الحزن قطاع غزة بعد انتشار خبر استشهاد الدكتور عدنان أحمد عطيه البرش رئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء في غزة، تحت وطأة التعذيب، في سجن عوفر الاسرائيلي، حيث لاقت الجريمة سيلا عارما من التعاطف من قبل النشطاء ووسائل مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدر قائمة الأعلى بحثاً على منصة "إكس" نظرا لموقفه الشجاع بتحدي الاحتلال وإصراره على العمل في ظل الظروف الصعبة ومواصلته علاج المرضى في 3مستشفيات هي الاندونيسي وكمال عدوان والعودة حيث اعتقله الاحتلال في شهر ديسمبر2023م.

وقد نعى الالاف من النشطاء ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الطبيب الشجاع وأشادوا به، مجمعين على انه قد أدّى واجبه الأخلاقي وواصل رسالته الانسانية، حتى رحل بصمت بعد اختطافه مع مجموعة من الأطباء قبل 5 شهور، من مستشفى العودة ، في بيت لاهيا شمال القطاع، وأبقى خلفه الأثر الطيب الذي لا يضيع.

الدكتور البرش.JPG
 

واعلنت هيئة الأسرى ونادي الأسير استشهاد البرش، وحملتا إسرائيل المسؤولية عن وفاته، بعد عملية اغتيال متعمدة في سجن عوفر بتاريخ 19 ابريل 2024، وما يزال جثمانه محتجزًا في السّجون الاسرائيليّة، علما بأن البرش كان قد تعرض لإصابة خلال تواجده في المستشفى الإندونيسي.

وقالت "هيئة شؤون الأسرى" و"نادي الأسير الفلسطيني"، في بيان مشترك، إن رئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء بغزة، الطبيب عدنان البرش، توفي في سجن عوفر الإسرائيلي، بعد أكثر من أربعة أشهر من اعتقاله أثناء عمله مع مجموعة من الأطباء في مستشفى العودة، شمالي غزة.

وأصدرت مصلحة السجون الإسرائيلية بيانا في 19 أبريل/نيسان قالت فيه إن سجينا محتجزا لأسباب تتعلق بالأمن القومي توفي في سجن عوفر، لكنها لم تقدم تفاصيل عن سبب الوفاة، وأكد متحدث باسم مصلحة السجون أن البيان يشير إلى الطبيب عدنان البرش، وأنه يجري التحقيق في الواقعة.

بدورها أدانت وزارة الصحة جريمة قتل الشهيد البرش، تحت التعذيب داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي والذي تم اعتقاله برفقة ثلة من الكوادر الصحية وهم على رأس عملهم خلال العدوان، مما رفع حصيلة شهداء القطاع الصحي في غزة إلى 492 شهيداً، وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والمنظمات الصحية والحقوقية للتدخل وزيارة  الأسرى وحمايتهم في السجون من التعذيب والإرهاب والقتل واطلاق سراحهم.

أسرة الشهيد

 يقول خالد البرش ابن عم الشهيد عدنان في تصريح خاص بالقدس: لقد فقدنا رجل ليس ككل الرجال

رحل بعد ان أدى واجبه بكامل الصدق والأمانة والاخلاص

وأضاف البرش: الدكتور عدنان ابن العم الغالي هو الشهيد 61 من العائلة ثلث عائلتنا في عداد الشهداء، انا لله وانا اليه راجعون، حسبنا الله ونعم الوكيل، في كل من يرى معاناتنا ولا يبالي.

واوضح البرش ان الشهيد واصل عمله متنقلا من مستشفى الى اخر، حتى أطلقت عليه قوات الاحتلال النار وهو يؤدي عمله في المستشفى، حيث كان يجري عملية جراحية أثناء اقتحام قوات الاحتلال، وطلبوا منه التوقف عن العمل والخروج من غرفة العمليات، لكنه رفض وبادروه بإطلاق النار على قدمه ثم نقلوه لسجن عوفر الذي استشهد فيه.

واوضح خالد البرش ان العائلة كانت تتواصل مع مراكز حقوق الانسان والمحامين للاطمئنان على الدكتور عدنان الذي انقطعت أخباره منذ لحظة اعتقاله، مما يدلل على نية سيئة كانت مبيتة لقتله.

واضف: منعت القوات الإسرائيلية التواصل مع الدكتور عدنان، أو السماح للمحامين بزيارته في السجن، حيث خضع للتعذيب لمدة خمسة شهور، دون ان نعلم عنه شيء، حتى استشهاده.

تغريدة عدنان البرش.jfif
 

اعتقاله من مستشفى العودة

كان الدكتور عدنان البرش، متواجداً في المستشفى الإندونيسي حيث تم حصاره لكنه تمكن من الخروج يوم الهدنة،. ثم انتقل إلى مستشفى كمال عدوان، ومن ثم الى مستشفى العودة، وتم حصاره هناك وظل على رأس عمله حتى اللحظة الأخيرة الى حين اعتقاله، حيث نادى الجيش الإسرائيلي بمكبر الصوت من أمام المستشفى: إذا لم تنزل، سوف نهدم المستشفى على رأسك"، مما يدلل على استهداف الاحتلال له من بين الأطباء، وتهديدهم له عدة مرات، وكأنه مطلوب بشكل مباشر، حيث اوصى الموجودين على عائلته وأولاده وزوجته، بعد قصف منزلهم، وانتقالهم للاقامة بمدرسة نازحين.

وكان آخر ما نشره الطبيب عدنان البرش عبر حسابه على منصة "إكس" صورة للطبيب غسان أبو ستة - وهو أحد الناجين من "مجزرة المعمداني"، وكتب عليها: نموت واقفين ولن نركع.. ومثل ما حكيت.. ما يبقى في الوادي إلا حجارتو... واحنا حجارتو

حصل البرش على شهادة الثانوية العامة من مدرسة حليمة السعدية في غزة. ثم سافر إلى رومانيا حيث نال شهادة البكالوريوس في كلية الطب بجامعة يانش، في جراحة العظام والمفاصل، وحصل على البورد الأردني والبورد الفلسطيني، ثم نال الزمالة البريطانية في جراحة الكسور المعقدة في لندن.

أدى الرسالة

يوثّق مقطع فيديو، انتشر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لحظة إصابة الدكتور عدنان البرش خلال إجرائه لعملية في المستشفى الإندونيسي، وهو غارق في دمائه بعد إصابته جراء قصف إسرائيلي، وقام الاطباء بإسعافه وسط الظلام، بسبب انقطاع الكهرباء في المستشفى.

وكان الشهيد الدكتور عدنان البرش في لقاء سابق ، قد قال بصوت مؤثر متهدج أقرب الى البكاء لمذيعة قناة الجزيرة، عقب اقتحام الاحتلال مجمع الشفاء الطبي: "والله يا أختي خرجنا من المستشفى بغصة، لكننا أدينا الرسالة، والله أدينا الرسالة، وأجرنا على الله"

وقد كتب البرش في تغريدة له على حسابه الشخصي: صامدون، ثابتون، مرابطون... لن نغادر الا الى السماء.. او الى بيوتنا كراما.

انتهى

غزة-القدس / علاء المشهراوي