الاحتلال يستخدم سلاح القمامة كوسيلة جديدة للضغط على سكان غزة لتهجيرهم

النفايات
النفايات

مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهره السابع، لم تكتف قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي، باستخدام الاف اطنان القنابل والصواريخ والذخائر، الى جانب وسائل الضغط المتعددة والحصار والتجويع والحرب النفسية على اهالي مدينة غزة وشمالها، الا أنه استخدم سلاح القمامة كوسيلة ضغط جديدة وخلق مكرهة صحية وبيئة ملوثة وغير مسبوقة الى جانب المقابر الجماعية والجثث المتحللة، مما ينذر بتداعيات صحية وبيئية خطيرة، حولت حياة أكثر من 700 ألف نسمة الى جحيم.

ويتجمع نحو 100 ألف طن من النفايات في الشوارع وفي محيط مراكز الإيواء بشكل كبير مما أدى إلى إغلاق الطرق والشوارع، إضافة إلى انتشار الحشرات والقوارض الضارة المسببة للأمراض والأوبئة.

النفايات 2
 

تكدس النفايات والقمامة

وقد أدى تكدس كميات كبيرة من النفايات والقمامة إلى إغلاق العديد من الشوارع الرئيسة في المدينة بسبب نفاذ الوقود اللازم لتشغيل الآليات الخاصة بجمع النفايات، وتدمير الاحتلال لآليات البلدية، ومنع

الاحتلال طواقم البلدية من الوصول لمكب النفايات الوحيد في منطقة جحر الديك جنوب شرق المدينة.

واضاف السراج: نجم عن التدمير الكبير في الشوارع والبنية التحتية انبعاث الغبار بشكل كثيف تزامنا مع دخول فصل الصيف، وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير وانتشار البعوض والحشرات الضارة، مما تسبب بأزمات صحية وبيئية خطيرة على صحة وحياة المواطنين.

سبب أزمة النفايات

وقال رئيس بلدية غزة الدكتور يحيى السراج في تصريح خاص بالقدس: يحرص الاحتلال على تحويل مدينة غزة الى مكان لا يطاق وغير صالح للحياة فيه، ويستخدم النفايات والقمامة المتكدسة كسلاح، في اطار هذا الهدف الخبيث، للضغط على سكان المدينة بهدف تهجيرهم.

ولخص السراج أزمة النفايات في 3 أسباب الأول منع الاحتلال وصول الوقود إلى بلدية غزة لتوفير هذه الخدمة منذ اندلاع الحرب نهاية شهر تشرين أول/ أكتوبر من العام الماضي مما تسبب في عجز شبه تام في خدمات البلدية، اما السبب الثاني فهو منع طواقم البلدية من الوصول للمكب جحر الديك، فيما ذكر ان السبب الثالث هو تدمير الاحتلال لاليات ومعدات وسيارات البلدية بنسبة 75% مما يعيق العمل.

محاولات لإيجاد حلول

وأوضح السراج أن البلدية تحاول حل هذه المشكلة الكبيرة ضمن امكانات محدودة، عبر انشاء نقاط تجميع مؤقتة للنفايات الا انها تتسبب بأضرار بيئية، نظرا لقربها من الناي، مشيرا الى انه لديها قدرة استيعاب محدودة، حيث تمتلئ على الدوام ويقوم المواطنون بحرقها، مما يزيد الطين بلة لأن الدخان المنبعث عن حرقها ملوث للبيئة وضار للمواطنين خاصة الاطفال والمرضى.

وقد تسببت النفايات بانتشار الأمراض المعدية لآلاف المواطنين، لا سيما الكبد الوبائي والأمراض الجلدية، وأمست بيئة خصبة لتكاثر الذباب والبعوض والحشرات والزواحف الضارة، فضلا عن تأثيرها البيئي لقيام المواطنين بإحراقها.

هذا الواقع في قطاع غزة، يزداد سوءا في ظل عدم قدرة البلديات على التعامل مع هذه الكميات الضخمة من النفايات والركام، نظرا لعدم توفّر الآليات والمعدات المناسبة، بعد قصف الاحتلال لعشرات المعدات والآليات التابعة للبلديات، وكذلك عدم وجود الوقود الكافي.

تحذير ومطالبة

وحذر رئيس بلدية غزة عبر صحيفة القدس من استمرار اغلاق الشوارع بفعل النفايات مما يعيق مرور سيارات الطوارئ لاسيما سيارات الإسعاف والخدمات الإنسانية الأخرى والإطفائية وآليات البلدية التي تقوم بتوفير الخدمات الأساسية.

وطالب  بلدية غزة كافة المنظمات الدولية للتدخل العاجل والمساعدة في توفير احتياجات البلدية من الوقود والآليات وتمكين البلدية من الوصول للمكب وجمع النفايات من الشوارع تلافياً لاتساع الكارثة الصحية والبيئية التي تعيشها المدينة.

وزارة الصحة تحذر

 بدورها اعتبرت وزارة الصحة في قطاع غزة ان تكدس النفايات، وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة نتيجة طفح مياه الصرف الصحي في الشوارع، وعدم توفر المياه الصالحة للشرب بالقدر الكافي نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل في القطاع أدى الى تردي الواقع الصحي والمعيشي.

وناشدت وزارة الصحة، كافة المؤسسات المعنية والأممية والإنسانية بضرورة وسرعة التدخل لإنقاذ سكان القطاع من الأمراض الناتجة عن التلوث.

 واعتبرت الوزارة أن هذا الوضع ينذر بحدوث كارثة صحية خاصة بين الأطفال، مشيرة إلى رصد العديد من حالات الحمى الشوكية ومرض الكبد الوبائي بين المواطنين.

المقابر الجماعية والجثث المتحللة

كما حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من تداعيات صحية وبيئية خطيرة على سكان شمال القطاع، على خلفية التلوث البيئي غير المسبوق الذي خلفه تكدس جبال نفايات، والجثث المتحللة ومئات المقابر الجماعية المؤقتة، وركام المنازل جراء القصف الإسرائيلي.

واشار المكتب الاعلامي إلى تكدس جبال من النفايات، ومئات المقابر الجماعية المؤقتة، وركام المنازل في مختلف المناطق، موضحا أن حجم النفايات المنتشرة يقدر بأكثر من 75 ألف طن، في حين تنتشر مئات آلاف الأطنان من الأنقاض وركام المنازل.

يقول المهندس ماهر مدوخ (71 عاما) صاحب مشروع انشاء ميناء غزة للقدس: لقد تحول شارع الصحابة وسط غزة، الى سلسلة جبال من القمامة بعد أن تراكمت النفايات على طول الشارع ، مما فرض ظروف بيئية قاسية بسبب تراكم النفايات التي تسبب الأمراض.

ويتابع مدوخ، قائلا: مما يفاقم الامر أن بعض الأشخاص يحرقون النفايات فتنطلق سحابات من الدخان الأسود الملوث يرافقها انبعاث روائح كريهة في المكان تزكم الانوف وتخنق الصدور، حيث ينجم عنها تأثيرات سلبية على صحتهم بسبب الروائح الكريهة.

شهادات المواطنين

وقد تحدث عدد من المواطنين للقدس عن تأثير تكدس النفايات في الشارع، حيث يقول المسن عبد العزيز الرفاتي 67 عاما: أعاني من مشكلات في الصدر وضيق في التنفس، والسعال  ناتجة عن انتشار روائح النفايات الكريهة الضارة التي تنبعث أثناء حرق النفايات التي انتشرت بشكل كبير في الشوارع والطرقات".

يقول رمضان الفلاح 57 عاما للقدس: لقد تحول شارع الصحابة وسط غزة، الى جبال من القمامة بعد تراكم النفايات على طول الشارع، مما فرض ظروف بيئية قاسية بسبب تراكم النفايات التي تسبب الأمراض.

اما أبو الحج ابو علاء الزعيم (65 عاما) فيوضح أنه في فترة المساء، ينتشر البعوض والقوارض وحشرات أخرى، مما يسبب إزعاجا كبيرا، ويحول الليل الى واقع لا يطاق.

ويتابع وهو يتنهد: متى تنتهي هذه الحرب القذرة، ليتمكن سكان القطاع من العيش في كرامة وأمان.

الحاجة ام سفيان حمادة 68 عاما تبرز جانبا اخر من هذه المعاناة يتمثل بعدم المقدرة على التجول او الجلوس في الطرقات والشوارع كمتنفس للناس بسبب ضيق المساحة والرائحة القذرة، مما يزيد الضغوط علينا في ظل موجة الحر الشديد.

انتهى

غزة-القدس / علاء المشهراوي