مستوطنون يحرقون 75 منزلاً و 100سيارة في بلدة حوارة ودعوات للتصدي

حرق منازل بلدة حوارة
حرق منازل بلدة حوارة

أحرق مستوطنون متطرفون مساء الأحد أكثر من 75 منزلاً فلسطينياً وقرابة 100 سيارة في بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

ووفقاً لمصادر رسمية أحرق المستوطنون 100 مركبة فلسطينية و35 منزلاً بالكامل و40 منزلاً بشكل جزئي في بلدة الحوارة فيما أصيب عشرات المواطنين أحدهم بجراح خطيرة.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمها تعاملت مع 100 إصابة جراء اعتداءات للمستوطنين وجيش الاحتلال، في بلدة حوارة، مشيرة إلى أن من بين المصابين مواطنا أصيب بعد الاعتداء عليه بالسكاكين من قبل مستوطنين، وآخر أصيب بعد ضربه بقضيب حديد، وحالة إغماء لمريض سكري، و97 حالة اختناق بالغاز.

وأضافت الجمعية أن الاحتلال منع طواقمها من الدخول إلى حوارة والوصول إلى المصابين، واعتدى على 3 مركبات إسعاف، واحدة منها تابعة للهلال.

وأفادت وزارة الصحة بأن من بين المصابين مواطنا أصيب بجروح خطيرة برأسه جراء اعتداء المستوطنين عليه بالحجارة في حوارة.

وأصيب ضابطان من طاقم دفاع مدني بورين، جراء مهاجمة المستوطنين مركبة الدفاع المدني قرب دوار سلمان الفارسي في البلدة.

وأفاد الضابط مأمون البوريني، لـ"وفا"، بأنهم تلقوا طلب نجدة لإطفاء حريق اندلع في أحد المنازل خلال هجوم للمستوطنين في حوارة، وعندما وصلوا موقع المنزل قرب دوار سلمان الفارسي، هاجمهم نحو 50 مستوطنا بالحجارة.

وأشار إلى أن المستوطنين هاجموا مركبات الدفاع المدني بوجود جيش الاحتلال، ما أدى لإصابة ضابطين وتحطيم زجاج مركبة.

ونظم المستوطنون مسيرة قرب دوار سلمان الفارسي، بحماية قوات الاحتلال، استهدفوا خلالها عددا من المنازل بالحجارة، كما هاجموا منازل قرب مدخل بلدة بيتا جنوب نابلس.

واعتدت مجموعة من المستوطنين على المواطن معتز أنيس الديك في بلدة حوارة، ما أدى لإصابته بجروح، نُقل إثرها إلى طوارئ ابن سينا ووُصفت حالته بالمستقرة.

كما أحرق المستوطنون منازل في البلدة تعود للمواطنين: رؤوف أبو هنية أبو رشاد، وعبد الله الحواري، وإسماعيل غالب الديك، ونورس عودة، إضافة إلى إحراق مركبة و"بركس"، وحطموا منازل محمد خالد عودة، وأنيس الديك، وشادي أبو سبتة.

وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال وفرت الحماية للمستوطنين وسهلت لهم تنفيذ اعتداءاتهم، بعد أن أغلقت الحواجز المحيطة بمدينة نابلس ومنعت المواطنين من المرور عبرها في كلا الاتجاهين، واحتجزتهم، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع صوبهم، كما أغلقت مدخل بلدة بيتا الرئيسي بالمكعبات الاسمنتية.

الرئاسة تدين

من جهتها، أدانت الرئاسة الفلسطينية الأعمال الأرهابية التي يقوم بها المستوطنون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، في حوارة وبورين وعينبوس وغيرها من المناطق، والتي أدت إلى إصابة أكثر من 100 فلسطيني وحرق المحلات التجارية والمنازل والسيارات وممتلكات عامة أخرى.

وأكدت الرئاسة أن هذا الإرهاب ومن يقف خلفه يهدف إلى تدمير وإفشال الجهود الدولية المبذولة لمحاولة الخروج من الأزمة الراهنة.

وحمّلت الرئاسة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن هذا الإرهاب للحكومة الاسرائيلية، و"هو يؤكد انعدام الثقة بالوعودات المقطوعة المتعلقة بوقف إرهاب المستوطنين واعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين، وأن ما قام به المستوطنون اليوم هو ترجمة لمواقف بعض الوزراء في هذه الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة.

وفي هذه اللحظات الخطيرة، تؤكد الرئاسة "أننا نقف على مفترق طرق، إما أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية، بإلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف اعتداءاتها ووقف جرائم المستوطنين على الفور، وإلا فإن الوضع ينذر بالدخول في دوامة من الفعل ورد الفعل، لا أحد يتنبأ بمصيره".

وحيت الرئاسة الفلسطينية جماهير شعبنا وتحديدا في المدن والقرى والمخيمات المستهدفة على صمودهم ومقاومتهم لهذا الإرهاب الأعمى.

الحكومة الفلسطينية

بدوره، حمل رئيس الوزراء محمد اشتية، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الجرائم المروعة التي يرتكبها المستوطنون بحماية من جنود الاحتلال بحق أبناء شعبنا في حوارة وزعترة والبلدات والقرى المجاورة.

وقال اشتية في بيان صدر عنه، مساء اليوم الأحد، إن هذه الجرائم تعكس سياسة ممنهجة، تمارسها، الحكومة الإسرائيلية التي يجاهر وزراؤها بدعمهم لتلك الجرائم في انتهاك للقوانين الدولية، وتنكر لجميع الاتفاقيات الثنائية الموقعة.

وطالب رئيس الوزراء الأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية الدولية، بالتدخل العاجل لتوفير الحماية لأبناء شعبنا، مضيفا: "أن مشاهد إحراق المنازل والسيارات، والاعتداء على المواطنين، ومنع سيارات الإطفاء من الوصول للمنازل المحترقة، والاعتداء على سيارات الاسعاف التي تنقل المرضى والمصابين؛ كل تلك الجرائم توجب تدخلا دوليا عاجلا لحمل سلطات الاحتلال على وقفها".

وأكد اشتية أن كل تلك الجرائم لن تثني شعبنا عن مواصلة نضاله لتحقيق أهدافه بالحرية، والاستقلال، وإقامة دولته على خطوط الرابع من حزيران عام67 وعاصمتها القدس.

المجلس الوطني

إلى ذلك حمّل رئيس المجلس الوطني روحي فتوح، حكومة الاحتلال الفاشية، وقادة جيش الاحتلال، المسؤولية الكاملة عما يحدث من جرائم من قبل المستوطنين في بلدة حوارة جنوب نابلس والقرى المحيطة بها.

وأضاف فتوح في بيان صدر عنه، مساء اليوم الأحد، أن ما يحدث من عمليات قتل وحرق للمنازل، ونهب ممتلكات المواطنين على يد المستوطنين بحماية ومشاركة جيش الاحتلال، هي جرائم شرعتها وتحميها حكومة الاحتلال الفاشية، التي سلّحت عصابات المستوطنين وحمتهم بقوانينها العنصرية المجرمة، وأعطتهم الضوء الأخضر بالقتل وممارسة كل أشكال العداء والحقد على الفلسطينين.

وطالب فتوح المجتمع الدولي بإدانة جرائم المستوطنين، واعتبارهم جماعات إرهابية، وعصابات منظمة خارجة عن القانون.

دعوات للتصدي

وفي السياق، دعت حركة التحرير الوطنيّ الفلسطينيّ (فتح)، كوادر الحركة ومناضليها إلى التصدّي لاعتداءات عصابات المستوطنين على شعبنا، مؤكّدة أنّها لن تتوانى عن دورها التاريخيّ والوطنيّ بالدفاع عن شعبنا وحقوقه.

وقالت الحركة، في بيان صادر عن مفوضيّة الإعلام والثقافة والتعبئة الفكريّة، اليوم الأحد، أنّ الإرهاب الذي يمارسه المستوطنون وجيش الاحتلال سيجابه بصمود شعبنا ومقاومته المشروعة.

وأضافت أن اعتداءات المستوطنين الهمجيّة، والتي تتم بتواطؤ مع جيش الاحتلال؛ هي تعبير عن النهج الدمويّ لحكومات الاحتلال المتعاقبة، مُحمّلة حكومة الاحتلال المسؤوليّة الكاملة عن مآلات التصعيد الممنهج بحقّ شعبنا.

وحيّت حركة "فتح" شعبنا الفلسطينيّ الذي يدافع عن أرضه ومدنه وقراه ومخيّماته، مردفة أنّ شعبنا الذي برهن على التصاقه بأرضه ووجوده الأزليّ عليها؛ سيجهض المشروع الصهيونيّ- الاستعماريّ، وينتزع حقوقه التاريخيّة، وفي مقدمتها، إقامة دولته المستقلّة ذات السيادة وعاصمتها القدس.