حتى لا تشتعل بحريق دمشق -- بقلم : موفق مطر

حتى لا تشتعل بحريق دمشق -- بقلم : موفق مطر
حتى لا تشتعل بحريق دمشق -- بقلم : موفق مطر

هل ستشن اسرائيل هجوما خاطفا على ايران بعد انتهاء الهجوم الأميركي الفرنسي على سوريا؟! فالضربة الأميركية لسوريا دون موافقة مجلس الأمن ستفك حرج اسرائيل أمام المجتمع الدولي.. فليس للولايات المتحدة الأميركية وحدها حق حفظ مصالحها في المنطقة, وانما لاسرائيل ايضا, وبمبررات اقوى, فإسرائيل ستروج الخطر الايراني المهدد لوجودها مستعينة بتصريحات الرئيس الايراني السابق احمدي نجاد الذي لطالما أطلق تهديدات بإزالتها عن الخارطة !!.


ستفتح الضربة الأميركية لدمشق السماوات السبعة أمام اسرائيل لتحقيق ضربة لبرنامج طهران النووي أُجِلَت أكثر من مرة بناء على طلب واشنطن, وعلتها في ذلك ان النووي الايراني اخطر على اسرائيل من الكيماوي السوري على الولايات المتحدة ومصالحها وحلفائها في المنطقة.


ستثبت اسرائيل بعد تراجع بريطانيا حليف اميركا القوي أن اسرائيل قوة كبرى في هذا العالم وتحديدا في المنطقة أكثر حساسية في العالم, وان شرعية الحلف الاستراتيجي الربط بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية واستحقاقاته اقوى من « الشرعية الدولية « التي تركتها الادارة الأميركية وراءها فيما يبحث اوباما عن سبيل تمكنه من استعادة مكانة وقوة وهيبة الولايات المتحدة في المنطقة وتأثيرها المباشر بعد جملة الاتهامات العكسية التي رماه بها معارضوه, حتى بات اوباما لدى الجمهور الأميركي بصورة المتردد, الضعيف, الخائف !!.. فاسرائيل معنية « بتطنيش الشرعية الدولية « وإظهارها كعاجز وخاصة في المواضيع التي تهدد وجود وامن اسرائيل, وستتخذ من انتقاد اوباما للمجتمع الدولي وضعفه في مواجهة كيماوي وجرائم الدكتاتور الأسد منطقا لشرعنة فتواها القديمة الجديدة بأن أمن اسرائيل يتقدم على الشرعية الدولية, وإرادة المجتمع الدولي.


تحتاج اسرائيل اليوم اكثر من أي وقت آخر لهجوم أميركي وأطلسي محدود خارج قرار الشرعية الدولية على سوريا, لتشن المرحلة الثانية من الهجوم ولكن على ايران.. حتى وان لاحظنا فارقا زمنيا ما بين الهجومين, فإسرائيل – بالتوافق مع الادارة الأميركية - ستعطي الادارة الايرانية الجديدة برئاسة حسن روحاني فرصة للتخلي عن طموحاتها النووية مقايل الانضمام للمجتمع الدولي وتأمين مصالح محددة لإيران في المنطقة, وإقناع قادة طهران بعدم الاعتماد على مواقف الصديق الروسي الذي اثبتت التجربة الدمشقية أنه في اللحظات الحاسمة غير مستعد للتضحية من أجل حلفائه أو أصدقائه !!وان مصلحة ايران تكمن بفكفكة مايسمى تيار وحلف الممانعة ومغادرة مربع العداء الديني والسياسي لإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية والكف عن مساعدة منظمات وجماعات مصنفة ( ارهابية ) والاندماج في مجتمع المنطقة السياسي كمقدمة لفتح أبواب اوروبا وأميركا أمام طهران الممتنعة عن تصدير الثورة, وإطلاق شرارات المذهبية في منطقة تعوم على بحر من البترول !.


تبدا الحروب بهدف.. لكن قادتها سرعان ما يطالون من ملفاتهم اهدافا جاهزة كلما سنحت جبهة المضروب لتحقيقها.. فالواضح للجميع ان الهجوم سيكون ضربة محدودة لمعاقبة الأسد.. لكن من سيضمن ألا تكمل الادارة الأميركية تكملة الهجوم حتى آخر اسم في بنك الأهداف, ان تأكدت من انهيار دفاعات النظام السوري, ووقوف الروس على منصة المتفرجين فعلا, ونأي طهران بنفسها حتى لا تشتعل بحريق دمشق !.